تحقيقات وحوارات
"الوكالة نيوز" ترصد مخاوف أولياء الامور من منظومة التعليم الجديدة
أولياء امور : أولادنا فئران تحارب ... والوزارة لا تعترف بالخطأ
مريم محمود
أيام قليلة تفصلنا عن امتحانات الفصل الدراسي الأول وسط حالة من اللغط والتوهان بين الطلاب وأولياء أمورهم في نظام التعليم الجديد، ووسط تصريحات متضاربة من الوزارة ووسائل الإعلام لم تحدد جدية هذه المنظومة حتي الآن، وتدخل منظومة التعليم الجديدة للمرحلة الأساسية في صراع بين الوزارة وأولياء الأمور وتعارض أراء أولياء الأمور بين مؤيد ومعارض.
والجدير بالذكر أنه قد بدأ العمل بالمنظومة الجديدة في سبتمبر 2018، فبدأت بمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الإبتدائي ومن المقرر بعد ذلك تطبيقها علي جميع المراحل الدراسية، بحيث تتخرج أول دفعة من مراحل التعليم الأساسي بحلول عام 2030.
وقامت رؤية وزارة التربية والتعليم الجديدة على ضرورة تغيير منظومة التعليم لأن النظام الحالي لم يؤد الهدف المطلوب؛ نتيجة لزيادة الاهتمام بتحصيل الدرجات والحصول على الشهادات علي حساب العملية التعليمية، وارتكزت المنظومة الجديدة على عدة محاور أبرزها التغيير شامل في المناهج الدراسية، وأساليب تقييم الطلاب، وطريقة عرض الاساتذة للمادة العلمية وتقديمها بطريقة متطورة.
فيدرس طالب المرحلة الإبتدائية اللغة العربية، والرياضيات، والعلوم، والجغرافيا، والتاريخ
، والتربية الدينية، والتربية الرياضية الصحية، واللغة إنجليزية.
وبدءا من المرحلة الإعدادية يدرس الطالب العلوم، والرياضيات باللغة الإنجليزية، وإدخال لغة ثالثة وإتاحة مواد أساسية وإختيارية، وتستبدل الوزارة الامتحانات بالتقديرات لتحديد مهارات الطالب بدء من الصف الأول حتي الصف الثالث الإبتدائي، وتفعيل الامتحانات من الصف الرابع الابتدائي ولكن بطرق مختلفة عن الوضع الحالي، وتعمل الوزارة علي تدريب المعلمين خلال الإجازة على نظامها الجديد ليطبق ذلك علي المدارس الحكومية والخاصة، على أن يدرس المعلم الرياضيات والعلوم والدراسات الإجتماعية واللغة العربية في حصة واحدة في ثلاث كتب مختلفة وسيعين للمعلمين مدرسون مساعدون في شرح المناهج المختلفة.
وفي تصريح خاص "للوكالة نيوز" أكد أحد أولياء الأمور رفضه التام لمنظومة التعليم الجديدة ووصفها بالفاشلة، وأنها تشكل ضغط علي الطالب بصعوبة المواد، فطالب المرحلة الإبتدائية يدرس مواد تدرس للمرحلة الإعدادية، وأن المنظومة لم تجني ثمارها بل علي العكس تزيد من الدروس الخصوصية بسبب صعوبة المواد بالنسبة للطلبة على حد وصفه، وبالتالي يصعب علي الوزارة إلغاء الدروس الخصوصية لحاجة الطالب إليها وعدم كفاءة مدرسي المدارس الحكومية.
وقال إن الطلبة وأولياء أمورهم" فئران تجارب" بالنسبة للحكومة وسوف يتحقق فشل المنظومة الجديدة قريبا، فالوزارة لا تعترف بالخطأ نهائيا.
بينما صرح أحد أولياء الأمور بترحيبه التام بالمنظومة الجديدة ووصفها بأنها بداية التقدم في التعليم في مصر والذي ينتج أجيالا تمتلك وعي حقيقي ولا لا تأخد العلم عن طريق الحفظ والتلقين بل بالتجربة والمشاهدة والفهم، وستعمل المنظومة علي النهوض بالبلد ،ولن يحتاج الطالب الدروس الخصوصية كما كان من قبل، لأن المناهج تعتمد علي الفهم وعدم الحفظ، وعدم استغلال المعلم للطالب بواسطة الدروس الخصوصية أو أعمال السنة، فلا يستطيع بعض المعلمين إعطاء امتحانات المدارس لتلاميذهم كما كان في السابق لانهم لن يضعوا امتحانات.
وانقسم أيضا خبراء التعليم ونواب البرلمان فبعضهم يؤيد بشدة ويصفه أنه تغيير شامل سيجني ثماره وتتقدم مرتبة مصر في التعليم بعد خروجها من التصنيف العالمي ،وسيساعد قرض الصندوق الدولي في التطوير وشراء التابلت للطلبة ،بينما رفض بعض خبراء التعليم ووصفوه بالكارثة وأنه ثورة في المنظومة ولكن يفتقد الرؤية والتنفيذ مستحيل.