اهم الاخبار
الجمعة 29 مارس 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

السترات الصفراء تنتصر.. فرنسا ترضخ لمطالب المتظاهرين بعد أسبوع من العنف والشغب

رئيس الحكومة الفرنسية يلغي قرار زيادة أسعار الوقود ويتوعد مثيري الشغب في محاولة منها لحل الأزمة وانهاء المظاهرات وأعمال الشغب التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس بسبب ارتفاع اسعار الوقود قررت الحكومة الفرنسية تعليق الزيادات في الضرائب على الوقود في خضم موجة الاحتجاجات التي تهز فرنسا منذ أسابيع. أكد رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب أمام نواب حزب الأغلبية تعليق الزيادات في الضرائب على الوقود في خضم موجة الاحتجاجات التي تهز فرنسا منذ أسابيع. وقال رئيس الوزراء الفرنسي، إدوار فيليب، "القرارات المتخذة بتجميد الإجراءات الضريبية يجب أن تسمح لنا ببدء الحوار وتهدئة الأوضاع". وذكر فيليب، في كلمة له، إن الحكومة لا تقبل أعمال العنف التي وقعت الأسبوع الماضي وستتم معاقبة كل من قام بأعمال الشغب. وكانت خرجت مجموعة "السترات الصفراء" لقيادة الاحتجاجات ودعمت بشكل كبير من بعض الأحزاب السياسية الفرنسية ومع تطورات الأحداث في العاصمة الفرنسية، ربما يتراجع رئيس الوزراء الفرنسي أدوار فيليب عن قرار زيادة أسعار الوقود، املا في تحقيق الهدوء في شوارع فرنسا، واحتواء الفوضى المتزايدة التي تشهدها باريس من عدة أيام. وأعلنت الرئاسة الفرنسية، ان ماكرون طلب من رئيس الوزراء اجراء محادثات مع زعماء الأحزاب السياسية وممثلي المحتجين. كما طلب من وزير الداخلية الاستعداد لمواجهة الاحتجاجات في المستقبل ويأتي الحديث عن التراجع عن قرار زيادة أسعار الوقود متعارضا مع ما أكده الرئيس الفرنسي بأنه يرفض تقديم أي تنازلات لمن أسماهم بـ"مثيري الفوضى". وأغلق محتجو "السترات الصفراء" لقرابة أسبوعين، الطرق عبر فرنسا فى احتجاج ضد زيادة ضرائب الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة، إلا أن الاحتجاجات تزايدت وتحولت لحالة من الكر والفر وحروب الشوارع بين الأمن ومثيرى الشغب، فى أزمة هى الأعنف فى تاريخ ولاية الرئيس الفرنسى الشاب إيمانويل ماكرون الذى تولى السلطة قبل 18 شهرا. وأعلن رئيس الوزراء الفرنسى إدوارد فيليب، إلغاء الاجتماع المقرر عقده بعد ظهر اليوم الثلاثاء، مع "السترات الصفراء" بقصر ماتينيون فى فرنسا. وكان معظم الممثلين عن السترات الصفراء الذين دعاهم فيليب الجمعة الماضية إلى قصر ماتينيون للحوار لم يلبوا الدعوة، وحضر اثنان فقط من أصل ثمانية ولم يسفر عن ذلك أى نتائج إيجابية خاصة أن أصحاب السترات الصفراء لا يعترفون بهؤلاء كممثلين لهم أو متحدثين باسمهم. من ناحية أخرى، ذكرت شبكة "يورو نيوز" البريطانية فى نشرتها باللغة الإنجليزية، أن رئيس الوزراء الفرنسى سيعلن تعليق زيادة الضرائب على الوقود التى تسببت فى اندلاع احتجاجات عارمة بالبلاد. وهبطت شعبية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمستوى قياسي مع تصاعد احتجاجات السترات الصفراء بناءا على استطلاع أجرته "ايفوب- فيدوسيال" لصالح مجلة بارى ماتش وإذاعة (سود راديو). وهبطت نسبة الرضا عن أداء ماكرون إلى 23% فى الاستطلاع الذى أجرى فى أواخر الأسبوع الماضى بانخفاض ست نقاط عن الشهر السابق. وهبطت نسبة الرضا عن أداء فيليب عشر نقاط إلى 26%. وقالت صحيفة "ذى تايمز" البريطانية، إن المتطرفين الذين يقفون خلف أغلب أحداث العنف التى شهدتها العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع الماضى، يسعون لتحويل الاحتجاجات على زيادة الضرائب إلى ثورة متفجرة كاملة. وأوضحت الصحيفة، أن المنشورات التى حصلت عليها تظهر أن جماعات اليمين المتشدد تريد استخدام تفجر الغضب الشعبى ضد الرئيس إيمانويل ماكرون للإطاحة بالنظام بأكمله، وليس فقط استقالة الرئيس. هؤلاء المتشددون المنظمون جيدا، تجنب أغلبهم أن يتم القبض عليه بمغادرة المكان مع تعامل شرطة مكافحة الشغب مع الأمر. ولفتت تايمز إلى أن أغلبية من تم اعتقالهم خلال أحداث الشغب  412 شخصا، ليس لديهم انتماءات سياسية. وقال جاين يفيس كامو، الباحث فى المعهد الفرنسى للشئون الدولية والاستراتيجية فى باريس، وهو خبير فى شئون اليمين المتطرف، إن الجماعات الراديكالية من اليمين واليسار أدمجوا أنفسهم بحركة السترات الصفراء لأنهم يعتقدون أنهم بحاجة إلى إدراك سياسى، ويعتقدون أن المحتجين ينبغى أن يكون هدفهم ليس فقط استقالة ماكرون ولكن الإطاحة بالنظام بأكمله. واقتحم المحتجون أرقى الأحياء الباريسية وأحرقوا عشرات السيارات ونهبوا متاجر وحطموا نوافذ منازل فاخرة ومقاه في أسوأ اضطرابات بالعاصمة منذ عام 1968. وأسفرت حصيلة الاحتجاجات التى دخلت أسبوعها الثانى، عن قرابة 120 مصابا، و412 معتقلا بحسب مسئولين أمنين، ذلك بخلاف تعطل مرافق حيوية، واتلاف وحرق مبانى حكومية وخاصة، وهو ما دفع وزير الداخلية كريستوف كاستانير، لعدم استبعاد اللجوء لفرض حالة الطوارئ. كما أسفرت عن حالة وفاة وعشرات المصابين، وزيادة الفوضى، وتأتي هذه الاحتجاجات ردا على قرارات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بزيادة أسعار الوقود لتحقيق الإصلاح.