عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة: نقدم لمؤسسات الدولة أبحاثا علمية لمواجهة الإرهاب والتطرف والتغلب على أزمة مياه النيل
- انتهينا من تطوير البنية التحتية وتم تحويل جميع برامج الكلية لنظام الساعات المعتمدة
- وقعنا بروتكول تعاون مع هيئة الرقابة الإدارية لمواجهة الفساد المالي
- فرص عمل تنتظر ما يقرب من 50% من طلاب الكلية
حوار – محمد أيمن سالم
كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة من أهم الكليات المصرية والمعتمدة دوليًا في مجال السياسة والاقتصاد، وتخرج فيها قامات سياسية واقتصادية بارزة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي، وأخذت "الوكالة نيوز" جولة حوارية مع الدكتور محمود السعيد عميد الكلية ليكشف فيها عما يدور داخل أروقة الكلية التي تظهر هادئة تماما أمام المارة برغم الأنشطة المشتعلة داخلها وما تقدمه من أبحاث لدعم الدولة المصرية ومواجهة تحدياتها الراهنة.
في البداية نود أن نعرف الدور الذي تقوم به الكلية في جامعة القاهرة؟ وكيفية دعمها للدولة في الفترة الراهنة؟
كلية الاقتصاد والعلوم السياسية هي منارة للفكر الاقتصادي والسياسي والإداري والإحصائي، وتقدم خدمات جليلة لجامعة القاهرة سواء علي مستوي التعليم أو البحث العلمي، بالإضافة لدعم مركز الجامعة في التصنيفات الدولية، وأيضًا تقدم للجامعة ولسوق العمل خريجين على مستوي عال من التعليم سواء في العلوم السياسية أو الاقتصادية أو الإحصائية، وعلى مستوي البحث العلمي تشارك الكلية جامعة القاهرة ببحوث علمية مهمة للدولة المصرية أخرها بحوث عن الانتقال من ثقافة الوفرة المائية لثقافة الندرة المائية، وبحوث أخرى حول الانتقال من ثقافة الاستهلاك لثقافة الإنتاج، وكذلك توسعة المشاركة السياسية وحماية الأجيال الناشئة من الفكر الإرهابي والتطرف، وغيرها من الأبحاث التي ننتجها بمشاركة جامعة القاهرة.
ولدينا مراكز بحثية مهمة كمركز الدراسات الاقتصادية، ومركز الدراسات السياسية وحوار الحضارات، ومركز الإدارة العامة، ومركز البحوث الإحصائية، وجميعها تشارك ببحوث في غاية الأهمية من خلال جامعة القاهرة ونقدمها لمؤسسات الدولة المختلفة للمساعدة في مواجهة التحديات الراهنة والتغلب عليها.
هل تتيح المراكز البحثية بالكلية لغير خريجي جامعة القاهرة الاستفادة منها؟
بالتأكيد نعم، فالكلية ترحب بكل باحث وطالب علم وتقدم له كل الدعم، وأيضًا نقدم دبلومات وبرامج ماجستير ودكتوراه سواء أكاديمية أو مهنية في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والإحصائية، لكل من تتحقق فيه الشروط المذكورة في لائحة كل برنامج.
وماذا عن برامج الساعات المعتمدة وشعبتي اللغة الانجليزية والفرنسية؟
في الحقيقة طبقنا منذ ثلاث سنوات برنامج الساعات المعتمدة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وبدأنا تطبيقه على برامج اللغات الأجنبية أولًا، وأجلّنا تطبيقه على شعبة اللغة العربية لحين تهيئة البنية التحتية اللازمة لتطبيق النظام على الشعبة العربية.
ومنذ تطبيقه أثبت نجاحًا باهرًا وأفاد الطلاب بشكل كبير، لأنه يعتمد في الأساس على عدد ساعات المقابلة بين الأستاذ والطالب، بالإضافة إلي أن نظام التقييم مختلف فيه النظام العادي، ومتاح به للطلاب إمكانية تحسين المقرر في حالة عدم حصولهم علي درجة أقل من المرغوب فيها، وليس في حالة الرسوب فقط كالنظام العادي، ويتمكن الطلاب من خلال هذا النظام أيضا من دراسة مقررات في الإجازة الصيفية.
وبدأنا في تطبيق نظام الساعات المعتمدة في الشعبة العربية هذا العام بعد تهيئة البنية التحتية اللازمة لتطبيق النظام، وتتمثل في بناء دور إضافي بالكلية نتج عنه زيادة عدد قاعات الكلية بنسبة 25%، وهو من أهم متطلبات نظام الساعات المعتمدة لأن عدد الطلاب في المحاضرة لا يتعدى الخمسين طالب بحد أقصي، وبالتالي تم تطبيق النظام بسهولة.
كم تبلغ تكلفة برامج الساعات المعتمدة والمصروفات الدراسية العادية؟
أسعار برامج الساعات المعتمدة في الكلية توازي أسعار البرامج في معظم كليات جامعة القاهرة، فالتكلفة تتراوح بين 500 إلى 700 جنية في الساعة المعتمدة على مستوي الجامعة، وسعر الساعة المعتمدة في الكلية الأن 650 جنية.
وبدأنا من العام الحالي تطبيق نظام الساعات المعتمدة على كل الشعب، ولكن طلاب الشعبة العربية القدامى مستمرين في دفع المصروفات العادية التي أقرتها الجامعة والتي تقدر بـ 170 جنية وهم طلاب الفرق العليا فقط، وخلال 3 سنوات ستكون كل فرق الكلية على نظام الساعات المعتمدة.
كيف تستفيد الدولة من البحوث والدراسات التي تقدمها الكلية بشكل عملي؟
بالفعل الجامعة طلبت منا معظم البحوث التي تنتجها الكلية لتسليمها إلي أجهزة الدولة لتطبيقها بشكل عملي، وأيضا طلبت بعض الهيئات والمؤسسات الحكومية بحوثا متخصصة، وانتهينا منها وسلمنا جزء كبير منها.
ووقعت هيئة الرقابة الإدارية بروتوكول تعاون مع مركز الدراسات الاقتصادية بالكلية لتقديم دراسات خاصة بالفساد المالي، وما إلي ذلك من خلال المركز لتستفيد به الهيئة كبحوث علمية قابلة للتنفيذ الفوري، ولدينا العديد من المؤسسات والهيئات الأخرى التي تتعاون مع مراكز الكلية المختلفة في عمل بحوث متخصصة للاستفادة منها.
كيف يُعامل الطالب داخل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية؟
منذ أول يوم يدخل فيه الطالب الكلية نبدأ معه بأسبوع استقبال وتهيئة للتعرف علي الكلية وعلى كل ما بداخلها من وحدات خدمية وإدارات مختلفة، ويبدأ الطالب في معرفة الوحدات التي سيتعامل معها، فمثلا وحدة الاستشارات والدعم الطلابي يلجأ إليها الطالب الذي لديه مشكلة سواء كانت مشكلته خاصة بإنجازه الدراسي أو سبب طبي يمنعه من أداء الامتحانات بالشكل المعتاد، فتعمل الوحدة علي التنسيق لامتحانه في لجان خاصة كالطلاب المعاقين والمكفوفين وغيرهم من ذوى القدرات الخاصة، ووحدة التواصل تقوم بإرسال بريد الكتروني لكل الطلاب بأنشطة الكلية المختلفة ومواعيدها وكيفية الاشتراك بها ليتمكن الطلاب من الاستفادة بها.
وخصصنا أيضًا ساعة ونصف أسبوعيًا في جدول المحاضرات لممارسة الأنشطة الطلابية فقط، ومنذ التحاق الطالب بالكلية يتسلم بريدا الكترونيا خاصا به، تتمكن الكلية من خلاله من التواصل معه بشكل دائم واطلاعه علي علم بكل المستجدات وكذلك نرسل له النتيجة من خلاله. ولدينا نخبة من طلاب الثانوية العامة المتميزين لذلك نبذل قصارى جهدنا لتطوير مهاراتهم ورفع كفاءتهم ومستواهم العلمي.
تشتهر كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بنشاطها الطلابي المتميز على مستوي الجامعة، فكيف تؤهل الكلية طلابها لسوق العمل من خلال النشاط الطلابي؟
بالفعل لدينا نشاط طلابي متميز موجود فقط في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وبعض الكليات القليلة وهو نماذج المحاكاة، فالطلاب من خلاله يحاكون هيئات و مؤسسات محلية أو اقليمية أو دولية، والكلية تخرج باحث سواء اقتصادي أو سياسي والباحثين مكانهم الحقيقي في هذه المؤسسات والهيئات الدولية العريقة، كالبرلمان المصري وجامعة الدول العربية ومجلس الأمن والكونجرس الأمريكي والاتحاد الأوروبي وغيرهم من الهيئات الدولية، ويتعلم الطالب من خلال هذه المحاكاة تطبيق ما يتعلمه نظريًا بشكل عملي، ويكسبه هذ التطبيق خبرة تمكنه من النجاح والتميز في الوظيفة التي يتقدم لها بعد تخرجه.
وتتواصل الكلية دائمًا مع الهيئات والمؤسسات سواء الحكومية أو غير الحكومية لتوظيف الطلاب المتميزين من خلال قوائم ببيانات الطلاب المتفوقين ليتم الاختيار من بينهم، كما حدث مع وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري والبنك الأهلي المصري.
ماذا عن التعاون الأخير بين الكلية والبنك الأهلي المصري وباقي المؤسسات الربحية؟
البنك الأهلي منذ أيام طلب الرعاية الرسمية لحفل الخريجين لهذا العام، لملاحظتهم أن المتقدمين للالتحاق بوظائفهم من خريجي الكلية متميزين على المستوي الوظيفي بشكل ملحوظ جدًا، فانعكس بالتالي على نسبة توظيف طلاب الكلية بالبنك ففي عام 2015 تم توظيف 3 من طلاب الكلية وفي 2016 تم توظيف 54 طالب وفي 2017 تم توظيف 63 طالب ومتوقع تعيين عدد أكبر في العام الحالي، فاقترح البنك رعايته لحفل الخريجين للتواصل مع الطلاب وإجراء مقابلات شخصية على هامش الحفل لاختيار أفضل العناصر للتوظيف الفوري.
وتواصلت معنا أيضا "مؤسسة نيلسن" وهي احدى المؤسسات الدولية الرائدة في عالم التسويق، ووقعنا معها اتفاقية تعاون تمكنها من تدريب الطلاب سواء من الكلية أو من خارجها في جامعة القاهرة لمدة عام دراسي على كيفية إجراء أبحاث التسويق من خلال دورة تدريبية تقام كل يوم جمعة، وتمكنوا من إجراء مقابلات شخصية لأكثر من 980 طالب من طلاب الجامعة في الدورة التدريبية الأولي واختاروا 54 طالب، وتم تعين 14 منهم في مؤسسة نيلسن بعد انتهاء الدورة الأولي ومنهم 11 طالب من طلاب كلية الاقتصاد العلوم السياسية. والكلية حريصة كل الحرص على التواصل مع الهيئات الدولية والمؤسسات الكبرى من أجل توفير فرص عمل تليق بطلابها، وبالتالي نحقق رؤية الجامعة نحو التحول لجامعة من الجيل الثالث تنتج موظفين وعلماء ورواد أعمال.
هل يمكننا تحديد نسبة مئوية لمن تم توظيفهم من خريجي الكلية؟
نحن بصدد الانتهاء من إعداد قاعدة بيانات ترصد الحالة الوظيفية لخريجي الكلية وجهات عملهم والدورات التدريبية التي يحتاجون إليها، ولكن نتوقع أن أكثر من 50% من خريجي الكلية يجدوا وظائف تليق بهم فور تخرجهم.
ماذا عن دور الكلية في نشر الوعي السياسي في المجتمع المصري؟
الكلية تنظم ندوات أسبوعية لمناقشة قضايا سياسية واقتصادية، أخرها كانت ندوة عن المؤشرات السياسية ما يمكن قياسه وما لا يمكن قياسه، وتولي إدارتها كلا من الدكتور علي الدين هلال وزير الشباب الأسبق والدكتور ماجد عثمان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق، وغيرها من ندوات توعوية ومؤتمرات تثقيفية مهمة تعقدها الكلية لمناقشة قضايا سياسية تهم الدولة وتعود على المواطن المصري بالوعي والتثقيف اللازم، وأيضا ينظم مركز الدراسات السياسية ندوات بشكل أسبوعي في هذا الشأن.
كلية الاقتصاد والعلوم السياسية كلية عريقة ونحن نسعى بكل جهد للحفاظ على مكانتها وتقدم مستواها المحلي والاقليمي والدولي، وفي المجتمع الأكاديمي بشكل عام.