اهم الاخبار
السبت 23 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

سعاد.. فلاحة وبائعة خضار من الزمن الجميل

IMG-20190201-WA0004
IMG-20190201-WA0004

  مصرية من طين الارض كتب : رامي البسيوني الطاهره صانعة الحضارة.. لا تعرف عن الحياة سوي البساطة الغير متكلفة.. تربت علي قيم الزمان الجميل الذي يقدس الكفاح البناء ليكون السبيل لنيل العلا..حياتها مسلسل من الكفاح ينحني له الكبير قبل الصغي.. نضج كلماتها ونصائحها البناءة تجعلك تشعر للوهله الاولي أنك أمام شخص خبير بشئون العلوم ، ولكن ما ان تتحدث معها وتعرف أنها لم تنل حقها في العلم تتيقن أنه صدق من قال المثل الشعبي " العلم فى الراس مش فى الكراس".. إنها الحاجة سعاد صاحبة الـ 60 ربيعا..فلاحة مصرية تربت علي أن الاخلاص فى العمل عبادة، لذا قضت شبابها ما بين طين الارض صباحا ، وبيع الخضار ظهرا ، وحلب البقر عشاء ، وفي الختام النوم مبكرا   "الوكالة نيوز" في هذه السطور ترصد في هذه السطور قصة كفاح بائعة الخضار لعلها تكون نبراس يقتضي به شباب اليوم وتصبح نهج يتبعه القاصي والداني   في البداية حديثنا عن  عملك في بيع الخضار ومنذ متي تعملين بهذه المهنه؟ أنا اعمل بائعة للخضار منذ كان عمري 20 عاما أي منذ 40 عاما تقريبا لانني الان علي مشارف عامي الـ 60 ولكن الاهم ان هذه المهنه ليست مهنتي الحقيقية فأنا  لا اعمل بائعة خضار فقط بل انا "فلاحة" اما بيع الخضار هو عمل لزيادة كسب العيش وتحسين احوال المعيشة   ذكرتي أن مهنتك الاساسية الفلاحة هل يعني ذلك أنكي غير راضية عن عملك في بيع الخضار؟ لا لم اقصد ذلك ولكني اشعر بالفخر أكثر عندما اتحدث عن المهنه الاقدم فى مصر وشريان الحياه الذي يغذي كل المصريين سواء ولو كنت غير راضية عن بيع الخضار لما كلفت نفسي عناء زراعته وحصاده ومن ثم القدوم الي السوق لبيعة "كلفت نفسي عناء زراعته وحصاده ومن ثم بيعه" هل تقصدين بهذه الجمله أن الخضار هو من انتاج زراعتك؟ بنبره مليئه بالفرحة والفخر "ايوه من زرعة ايدي وده احلي شئ فيه لاني وانا بزرعه بتحكم فى جودته الي بتشتري الزبون  وكمان مفيش احسن انك تاكل من عرق جبينك و تعبك أما بقي لو اشتريته من بره ايه القيمه بتاعته وممكن اقع فى فلاح يبيع زرعة مش تعجب الزبون وغير ان تكلفته هتزيد أما بقي لو الي هبيعة من زراعة ايدي هتفرق فى الجوده والسعر والزبون هيجي يشتري مني"   "العرق والجودة و الجبين "  كلمات اصبحت غريبة عن مجتمعنا و ذكرتنا بقيم الماضي الجميل فمن وجهة نظرك ما اسباب ضياع هذه القيم؟   الكلمات التي ذكرتها موجوده منذ ان وجدت مصر ولا يمكن ان تنتهي نعم ما نمر به الان مؤسف خاصة أن الاحوال تبدلت عن ايامنا الماضيه والتكنولوجيا تسببت فى تجريف ثقافة الكثير منا بسبب محاولة تقليدنا الاعمي للمجتمعات الاخري بحجة مسايره التطور وهذا الفخ الذي وقع به الشباب هذه الايام والذين لا يفهمون أن مسايرة التطور يجب ان تكون فى الاشياء المفيده فقط وبشرط ان تكون ما يتم نقله ومسايرته يتناسب مع طبيعة مجتمعاتنا لا مجتمعات من ننقل عنهم ان نحاول اللحاق بهم وبرغم من ده احنا مجتمع هيفضل فينا الخير   القيت الاتهامات علي التكنولوجيا هل معني ذلك انها المتهم الوحيد ؟ من يقول ان التكنولوجيا المتهم الوحيد خاطئ فالاهل شريك فى كل هذا ولكننا يجب ان نلتمس العذر لهم فمشاغل الحياة وظروفها جعلتهم يتركون ابنائهم لهذه الادوات وعلي الرغم من ان هذا العذر يعد أقبح من الذنب فانه يجب علينا ان نتكاتف وتعود الاسره كما كانت يجتمعون علي "الطبلية" ويجلسون ويتسامرون وان نربي ابنائنا علي ان الحصول علي الاجتمعاد والاهم ان تعود البساطة والحب فيما بيننا ويبقي الشق الاهم ان نؤمن بالمثل الشعبي " اجري يابنأدم جري الوحوش غير رزقك لن تحوش" اضف الي ذلك ان نسهل مشقة الزواج علي ابنائنا حتي نخفف الاعباء حينها ستعود لبوصلتنا الاساسيه وهي ان العمل عبادة وان جد وجد ومن زرع حصد حينها فقط ستشعر ان كلماتي السابقة ليست غريبة نصائحك وكلماتك تجعلنا نشعر اننا امام مدرسة متحركة من اين حصلتي علي هذه الخبرات والي اي مرحلة اكملتي تعليمك؟   بابتسامه صافية تبدأ سعاد حديثها " انا للاسف مش اتعلمت وبعدين العلم في الراس مش فى الكراس انا يدوبك لسه مخلصه محو اميه وحياتي قبل كده عباره عن اني بصحي الفجر اصلي وبعدها احلب الجاموسه وعلي الساعه 7 انزل الارض ازرعها وبعد ما بخلص بجمع الخضار وانزل السوق ابيعه وارجع العصر الارض تاني وفي المغرب احلب الجاموسه والعشا انام بس"   في الختام بماذا تنصحين شباب اليوم ؟ أنصح الشباب اليوم بان يتحلوا بنعمة الرضا فهو كنز اذا استطاعوا تحقيقه سينالون كنوز الدنيا وهذا ما حدث معي فبنعمة الرضا استطعت ان اربي ابني الذي بالكاد اكمل عامه الـ 35  وايضا بالرضا استطاع ابني ان يتغلب علي ظروف الحياه ويقوم ببناء مشروعه الخاص  

ﺗﻔﻀﻴﻼﺕ اﻟﻘﺮاء