مقال " ضرب نار " للمفكر الإماراتي علي الشرفاء الحمادي .. وكلمات كالرصاص
• القرأن لم يأمرنا بإتباع البخاري وزمرته .. " الرمة " أكلت أجساد الأئمة وتناثرت أفكارهم .. وبقي كتاب الله
• المتقولون علي رسول الله كذابون .. والمسلمين أنشغلوا بالروايات والفتاوي والإسرائيليات .. ونسوا أن رسولنا الكريم قرأن يمشي علي الأرض
.. و .. و مازال المفكر والكاتب الإماراتي علي الشرفاء الحمادي ، يواصل سلسلة مقالاته الجريئة ، القادحة في قواعد نحسبها أزلية ، راسخة في عقائد الناس منذ عقود ، وأزمنة سحيقة ، ربما يكون الرجل علي صواب فيما يطرح ، وربما لا يكون .. لكنك في نهاية الأمر امام فكر ، ورأي جرئ ، يحمل وجهة نظر ، مدعومة بأسانيد وآيات قرأنية واردة في الذكر الحكيم ، مما يجعلك ، بل ويجبرك ان تقف متأملاً ، امام إطروحاته ورؤاه .
فهل كنت تظن يوماً انك ستشك في الإمام البخاري ؟! ، هل كنت تحسب انه سيأتي عليك وقت ، تراودك فيه ريبة حول احاديث رواها ، وتدرسها منذ نعومة الأظافر ؟! .. ثم .. ثم هل كنت تصدق ان ما تعلمته ، ودرسته من سنن نبوية طوال سنون عمرك ، مدسوس فيها إسرائيليات ، وإفتراءات علي الدين الحنيف ؟! ، هل .. وهل .. ومليون هل .. تطرحها كتابات علي الشرفاء الحمادي فوق افكار ذهنك ، فتقف حائراً بين ما تعلمتة ، وبين فكر جديد يحمل براهين ، وأسانيد من القرأن الكريم .
نعم لقد قال الشرفاء في مقال يحمل كلمات كالرصاص ، نشرة علي موقع " الشعلة " ، انه لا شأن للمسلمين بروايات بشرية ، وفتاوى وصفها بالمتناقضة ، وقال ايضاً : لقد اكلت الرمة أجساد من يسمونهم الأئمة ، وتناثرت افكارهم فى الهواء ، وأصبحت والعدم سواء ، إلا كتاب الله باقى مادامت السموات والأرض ، مطالباً عموم المسلمين بترك الأموات فى قبورهم ، والبعد عما قالوه ، وما أفتروه على الله ورسوله ، وألا يتوهوا فى الروايات ، والأقوال ، والاسرائيليات ، فكلام الله مسطور فى كتابه ، وسيظل حياً يتفاعل مع الأحياء حتى تقوم الساعة .. ثم .. ثم تساءل الشرفاء مستغرباً : هل أنزل الله فى كتابه أن نتبع البخاري ، أو غيره من المتقولين على الرسول كذبا وافتراءاً ؟ ، هل الإسلام الزم المسلمين بإتباع البخاري وزمرته ؟ ، أليس لدينا امام واحد وهو محمد رسول الله وكتاب واحد وهو القرآن الكريم؟
.. و .. وإلي نص المقال الذي يحمل عنوان: إن الدين عند الله الاسلام
{ قال تعالى (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) (الأعراف: 3) وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (المائدة: 67) وقال تعالى (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)) (الزخرف: 43 – 44) وقوله تعالى (وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ) (ق: 45) وقال تعالى (المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (2)) (الأعراف: 1-2) وقال تعالى (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) (الجاثية: 6).
تلك تكليفات الله لرسوله أن يبلغ الناس بما أنزل إليه فقط وهو القرآن الكريم ويأمر المسلمين أن لا يتبعوا غير كتاب الله المنزل على رسوله ليصبحوا مسلمين وليغفر الله لهم ذنوبهم ويسكنهم جنات النعيم تلك رسالة الله للناس ولا شأن للمسلمين بروايات بشرية وفتاوى متناقضة لا تلزم المسلم أقوال عباد الله بديلا عن كلام الله، إنما المسلم ملزم بما نقله الرسول للناس من آيات بينات ولا يجوز أن نضع كتاب الله فى مجال المقارنة بين الخالق وبين عباده فعليهم أن يتدبروا قرآنه ليهديهم الطريق المستقيم طريق الحق والرحمة والعدل والسلام والإحسان والتسامح وعدم الاعتداء على الناس وعدم قتل النفس البريئة وإفشاء السلام فهي رسالة السلام من رب العباد يدعوهم لما يصلحهم فعلينا أن نترك ا الأموات فى قبورهم وندع ما قالوه وما أفتروه على الله ورسوله ليوم الحساب يوم لن ينفع الإنسان إلا إيمانه وإتباعه لرسوله وما ذكرهم به في قرآنه فلا يجب على المسلم أن يتوه فى الروايات والأقوال والاسرائيليات، حيث أن كلام الله فى كتابه سيظل حيا يتفاعل مع الأحياء حتى تقوم الساعة، يدعوهم للتدبر فى حكمته وفى عظاته وفى تشريعاته وفى تعاليمه من اخلاقيات نبيلة وقيم فاضلة لقد اكلت الرمة أجساد من يسمونهم الأئمة وتناثرت افكارهم فى الهواء وأصبحت والعدم سواء إلا كتاب الله الباقى مادامت السموات والأرض يهدى الناس لما ينفعهم ويحذرهم مما يضرهم ويضيء لهم طرق الخير والمحبة ويأمرهم بالوحدة وعدم التفرق، فيوم القيامة سيقف المسلمون أمام الخالق الجبار العادل فيسألهم هل اتبعتم ما انزل إليكم من ربكم فأجابوا ياويلنا لقد اضلنا الشيطان واتبعنا الإمام فلان عن فلان فيجابون لقد ظلمتم انفسكم بإتباع عبادى وحسابكم اليوم عسير وقد وجهت لكم بالقول (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى (126)) (طه: 123 – 126).
والمسلمون يعلمون ويؤمنون بأن الله سبحانه لم ينزل كتابا جديدا لأحد من خلقه غير كتاب الله الذي أنزله على رسوله محمد عليه الصلاة والسلام والذي تضمن رسالة الاسلام للناس كافة.
وأتساءل: هل أنزل الله فى كتابه أن نتبع البخاري أو غيره من المتقولين على الرسول كذبا وافتراءا؟ وهل امر الله الناس بما لم يجده المسلمون فى القرآن يجدوه عند البخاري وأصحاب الروايات؟ وهل رسالة الإسلام ناقصة حتى يكملها البخاري وغيره؟ الم يكفنا كتاب الله وما يدعوا إليه من خير وصلاح للإنسان؟ وهل الإسلام الزم المسلمين بإتباع البخاري وزمرته ؟ أليس لدينا امام واحد وهو محمد رسول الله وكتاب واحد وهو القرآن الكريم؟ فليس المسلمين بحاجة إلى اكثر من شيخ ومفتي وإمام فرقوا المسلمين وجعلوا من أنفسهم مرجعيات فتعددت الفرق والطوائف وتسببوا فى صراع وقتال بين المسلمين وقد وصفهم الله بقوله (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (الأنعام: 159) ألم يا مرنا الله سبحانه بقوله (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ) (الأعراف: 3) .
من أين خرجوا التكفيريون؟ ومن أين جاءت داعش واخواتها؟ من أين استقى السلفيون طرقهم وعقيدتهم؟ من أين أخذت القاعدة عقيدتهم؟ أليسوا من اولئك الشيوخ وما يسمونهم بالأئمة أو الشيوخ؟ لماذا لا نتبع الرسول فقط أليست سنته هى القيم والأخلاق السامية التى كان يطبقها فى سلوكياته؟ الم يكن الرسول قرانا يمشي على الأرض؟ إلا تكفينا آيات الله البينات وما فيها من أحكام تحقق المساواة والعدالة والرحمة للناس جميعا؟ ألم يمنح الله خلقه حق اختيار عقائدهم؟ لماذا نتبع فلانا وفلان وهل سيشفع لنا البخاري وأصحابه يوم القيامة؟ هل سيسألنا الله هل اتبعتم البخاري وأصحابه أم اتبعتم رسالتى لكم التى بلغها لكم رسول الله؟ آما أن لنا أن نترك البخاري وأصحابه فى قبورهم يحاسبهم الله على ما اقترفوه من تزوير على رسوله؟ لماذا نتبعهم ونتحمل الذنوب والحساب يوم الحشر ألم يأمر الله رسوله بقوله (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) (الزخرف: 43-44) سنُسأل عن القران يوم القيامة ولن نُسأل يوم الحساب عن البخاري وجامعي الروايات والله يأمرنا أن نتدبر ونتفكر فى اياته ولانتبع غيره من شيوخ وعلماء واولياء.
لقد اكتملت رسالة الله لخلقة عندما اعلنها رسول الله فى حجة الوداع حيث قال سبحانه وتعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ ) (المائدة:3) فلم ولن تأتى رسالة بعدها فقد جفت الأقلام وطويت الكتب ولم يبقى إلا كلام الله الذى سيظل يتردد فى الارض والسماء حتى قيام الساعة وعندئذ يكون الحكم لله وحده وعلى قاعدة عدله المطلق (مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) (فصلت: 46).