بأقلامهم
العلاقة بين ضم إسرائيل للجولان ونهر النيل
دائما إسرائيل تبحث عن تأمين مواردها من الماء العذب وهو امر مقدس بالنسبة لهم نراها متجلياً على العلم الإسرائيلى نفسه (الخطين الزرقاوين تدل على النيل والفرات) كما هو معلوم .
- بعد احتلال إسرائيل لهضبة الجولان السورية إستطاعت إسرائيل توفير مورد رئيسى من المياه العذبة، حيث استأثرت الهضبة بتوفير ٩٠٪ من المياه العذبة التى تدخل إسرائيل عن طريق بحيرة طبرية، وبذلك أصبح التنازل عن الجولان أمرا شبه مستحيل لإسرائيل نظرا لأهميتها الاستراتيجية ليس فى المياه فحسب ولكن فى أمور كثيرة أخرى ايضا .
- منذ ثلاثة عقود تقريبا بدأ يلوح فى الأفق أمرا فى غاية الغرابة وهو : إن قامت مصر بتوصيل فرع من نهر النيل إلى إسرائيل لحظتها ستعيد إسرائيل التفكير فى التنازل عن هضبة الجولان حيث تكون بذلك وفرت مصدر هام بديل للمياه العذبة .
- حقيقة الأمر أن مصر لم تبدى موافقة ولم تبدى رفضا ولكن مصر ألقت الكرة فى الملعب الإسرائيلى حينما اوضحت ان ذلك سيتطلب إمكانيات هائلة نظرا للطبيعة الجبلية لسيناء، وأن السيادة المصرية ترفض حتى أن يتم تمويل المشروع من الخارج، وبعد سلسلة من المفاوضات تجمد الأمر فترة من الزمن..وفهمت إسرائيل ان مصر لم ترفض لكسب الوقت فقط ولكنها رافضة ولن تنفذ .
- استغلت إسرائيل الأطماع الأثيوبية والتاريخية لبيع المياه لدول حوض النيل.. فستغلت إسرائيل ذلك لخنق مصر والضغط عليها لتجديد عرض توصيل فرع من النيل لإسرائيل مقابل زيادة حصة مصر من ماء النيل والتنازل عن الجولان السورية.. ولكن الرفض المصرى استمر فى الصمود حتى فى أثناء عواصف الخراب العربى التى اسقطت وفتَّت دول وانهكت جيوش .
- وبعد التسويات والمفاوضات المصرية الأثيوبية وشبه التفاهات التى حدثت دون أن تتأثر حصة مصر وهذا يعتبر فشلا نسبيا لإسرائيل فى تلك النقطة.. لجأت إسرائيل عن طريق أمريكا للحل الاخر وهو ضم الجولان تحت السيادة الإسرائيلية.. وبذلك كان هذا هو الرد الإسرائيلى بعد تلك السلسلة من المعارك السياسية .
- ستلاحظون انى لم اتحدث عن الدولة السورية ودورها فى ذلك كله.. الإجابة انتم تعلموها، فقد أُنهِك جيشها وهجرها أهلها .
بقلم / أحمد عزالدين
امين التدريب والتثقيف بحزب الحركة الوطنية المصرية بمحافظة دمياط