ثقوب في «الثوب المدرسي».. التعليم «تأديب وتهذيب وإصلاح»
• طلاب يروون حكايات صادمة مع «العصا».. تلاميذ: التقويم ليس بالضرب والتعنيف
في أوروبا والبلاد المتقدمة، تبدو العلاقة بين الطالب والمدرسة مثالية، نادرا ما يعلو صوت التلاميذ بالشكاوى، المدرسة بالنسبة لهم محراب التعليم، ومؤسسة لبناء الشخصية، بأسلوب جاذب، لا منفر، لكن في بلادنا يبدو الأمر مختلفا، فهناك ثقوب في "المريلة الكحلي"، العلاقة كثيرا ما تعج بالمشاكل، يعيقها العديد من المطبات، حلول أزماتها معضلة كـ"البيضة أولا أم الفرخة"، كل طرف لا يمل من توجيه الاتهامات للآخر.
ويبقى مسلسل الشكوى من استخدام بعض المعلمين للتعنيف والعصا كعقاب للتلاميذ "عرض مستمر"، بل إن هذه الشكاوى تكاد تصل إلى وصف المدارس بـ"تأديب وتهذيب وإصلاح"، ذلك الشعار الذي ترفعه السجون.
السطور التالية تحمل بعضا من تلك الهموم تكشف عنها "الوكالة نيوز" تقي الله عادل، طالب بالصف الأول الإعدادي، في مدرسة شهداء 6 أكتوبر الإعدادية، قال إنه يحب المدرسة كثيرا لأن فيها حصة الرسم ومعلمته رحاب الذي يقدرها كثيرا ويحب طريقتها في التعليم ومثلها أستاذ مادة الرياضيات سيد الدحروج الذي ساعده على فهم مادة الرياضيات ما جعله يعشقها, كما أنه يقضي وقت ممتع مع أصدقائه.
تقي الله استدرك: "أتمنى تغيير بعض الأشياء , فبعض المدرسين يجبرونا على النزول إلى الفناء لجمع القمامة"، متسائلا "هو احنا رايحين نتعلم ولا رايحين نلم زبالة".
وأضاف أنه يعاني كثيرا بسبب الدروس الخصوصية المجبور عليها بعد فترة الدراسة بالمدرسة "مبلحقش أذاكر حاجة برجع من المدرسة أروح على درس العربي وبعده درس الإنجليزي وبعده العلوم، وأرجع بالليل تعبان ".
طالب آخر بالمدرسة ذاتها، اكتفى بتعريف اسمه بـ"م.ع" قبل الحديث، قائلا " لا أحب المدرسة أبدا لأن بعض المدرسين يعاملوننا بطريقة وحشية وغير آدمية، فيستخدمون العصي وأيديهم وأحيانا أرجلهم ”الشلوط” كأننا حيوانات".
واستشهد الطالب بإحدى الوقائع: "ذات مرة معلمة الإنجليزي غابت عن الحصة، فقضينا وقت الحصة في الكلام والهزار مع بعض كل الفصل, فجاء مدرس الألعاب علشان يسكتنا، فضرب كل الطلاب ٤ عصيان, وضربني أنا 6 عصيان، وفيه زميل صور الأستاذ وهو بيضرب زميل لنا في الفصل بالعصاية على جسمه جامد وبيصرخ من شدة الألم، بس مسح الڤيديو خوفا من المدرس، حتى اننا رفضنا نقدم شكوى في هذا المدرس القاسي حتى لا نتعرض لأي عقاب".