- الوزارة تتجاهل المنظومة بأكملها على اعتبار المنتسبين لها "مواطنون من درجة تانية".. والنتيجة تدمير لملايين الخريجين
مريم محمود
يعتبر التعليم الفني من الجوانب المهمة لأى دولة، خاصة أن نهضة الشعوب هي نتاج النظام التعليمي الخاص بها، حيث سعى الرواد لتحديث التعليم وتطويره في مصر منذ القدم فكان التعليم المهني من أهم مسببات النهضة للمصريين قديما.
ويشهد أن محمد على، مؤسس الدولة الحديثة، أول من له الفضل في أولى محاولات اهتمامه بالتعليم الفني ووضعه على قائمة أولوياته وصولاً لنهضة صناعية وكانت أولى خطوات محمد على في سبيل تحقيق ذلك إنشاء «مدرسة محمد على الصناعية الفنية»، وكذلك إرسال الطلاب في بعثات لدول أوروبا حتى يحصلوا كل ما هو حديث وجديد في التعليم الفني ويعودوا لتطبيق ما تم تحصيله.
ولكن مع مرور الزمن أصبح هذا التعليم سيء السمعة وأطلق عليه البعض من العامة "الدبلوم "وأصبح ملجأ أصحاب المجاميع الصغيرة وعدم محبي العلم .
ولم تفلح محاولات الدولة بتخصيص وزارة للتعليم الفني لإنقاذه والنهوض به، ولم يكن التخبط الحكومي بعيداً عن التخبط في المدارس الفنية ولا بين الطلاب والمدرسين، وعندما حول معالجة أزمة التعليم الفني في مصر وجد أن القضية كبيرة جداً ومتشعبة يصعب التصدي لها.
تواجه الوزارة حاليا عدة مشكلات ناتجة عن سنوات الإهمال التي ضربت كل نواحي التعليم الفني في مصر، فعلى الرغم من الاهتمام الكبير بالتعليم الفني في بعض الدول باعتباره أحد أهم الأعمدة الرئيسية التي ساهمت في نهضة أكثر من دولة متقدمة مثل" ألمانيا والصين واليابان وغيرهم"، إلا أن مصر لم تعي ما وصلت إليه هذه الدول، ومازال التعليم الفني يعانى فشل المنظومة التعليمية المصرية.
وجد أن التعليم الفني في مصر خاصة يشهد أزمات لا حصر لها والعديد من العقبات التي تحول عن تحقيق الأهداف المرجوة، فالهدف الأساسي من إنشاء المدارس الفنية هو الاهتمام بالنهضة الصناعية والزراعية والتجارية، والعمل على الارتقاء بالصناعة والتي تعتبر أساس تقدم الدول وكذلك توفير المهنيين والصنايعية والفنيين.
يضرب الإهمال مدارس التعليم الفني وتعانى مدارس التعليم الفني من بعض القرارات واللوائح، التي لا تتناسب مع طبيعة العمل في المدارس ،وأصبحت لا تقوى على استيعاب أعداد الطلاب التي خصصت لاستقبالهم، بالإضافة إلى قدم الأجهزة والمعدات الموجودة بالمعامل والورش بالمدارس وتلفها مع صعوبة التخلص منها لعدم توافر ميزانية لشراء غيرها.
يواجه التعليم الفني مشكلة في أخلاقيات الطلاب التي أسفرت العديد من المرات عن تعدى بعضهم على المعلمين داخل وخارج أسوار المدرسة والتعدي علي بعضهم البعض، بالإضافة إلى تطرق المعلمين للتحكم فيهم بالدروس الخصوصية.
يتغافل البعض عن دور التعليم الفني في تعزيز البنية الأساسية للمجتمع، تاركين أن الطالب الفني لديه القدرة على البناء والإعمار والعمل في أكثر من مجال خاص بالصناعة وينظر المجتمع نظرة متدنية للتعليم الفني وطلابه أفقدته أهميته كأحد أهم عناصر التطوير في المجتمع المصري فتعبر النظرة المجتمعية لطلاب التعليم الفني متدنية.
و يلتحق البعض دون قناعة بسبب المجموع ويرون أنهم لم يحصلوا علي فرص عمل بعد انتهاء دراستهم وهناك البعض من يختار التعليم الفني كي لا يتعب قائلا" انا مش بتاع مذاكرة" فهذا ينحدر مستوى التعليم الفني .
تزداد الفجوة بين مخرجات التعليم الفني واحتياجات سوق العمل، بسبب عدم ارتباط منظومة المنهج ببعضها، وضعف التنسيق بين قطاع التعليم الفني بالوزارة والوزارات المعنية ذات الصلة بالتعليم الفني في مجال التدريب.
ويرى البعض أن انحدار التعليم الفني سببه إهمال الدولة وعدم وجود إمكانيات كافية ويعاني المعلمون من إهدار حقوقهم ونظرة المجتمع السلبية لهم ومعاملتهم درجة ثانية بعد التعليم العام وأنه لا يتوفر كتب للطلاب
وهناك انفصال تام بين النظري والعملي مع وجود فجوة فيغيب التأهيل المناسب للطلاب.
التجربة الناجحة بمصر تجربة إيطالية معهد الساليزيان " الدون بوسكو" مدرسة صناعية إنشاتها إيطاليا بمصر والدراسة بها باللغة الإيطالية فقط وتعد من أنجح المدارس الفنية ومتواجدة من عام1970م بروض الفرج إنشاها قديس واسمها باسمه وتحقق تقدم واضح في هذا المجال وتوفير فرص عمل لطلابها بعد التخرج وتوفر بعثات علمية لطلابها المتفوقين بعد التخرج فهي 5 سنوات أو 3 فقط ثم الالتحاق بكلية الهندسة ويدرس بها معلمون إيطاليين والمصريين المتخرجين من المدرسة تهتم بالتدريب العملي وتوافر الآلات والمعدات والمعامل والعدد وتتعامل مع الشركات الدولية وفي كل عام يتم وصول الكثير من الطلبات الى المعهد للاستعانة بطلابها لوضعها في القوى العاملة و مجال العمل لديهم كفنيين ماهرين و متمرسين ولكن مصاريفها باهظة ولا تقبل سوى الطلاب الحاصلين علي المجموع الأعلى في الثانوية العامة ولكن لا تهتم بها الوزارة كنموذج ناجح.