كتب. محمد خلف
حين يأتي إلى أذهاننا اسم بريطانيا فإن كل ما يتشكل بداخلنا وقتها هى صورة بريطانيا الاستعمارية التي دامت منتهكة أرضنا لما يقرب من الخمسة وسبعون عاماً، ولكن ماذا إذا أخبرتك إنها ما زلت دولة عظمى وما زالت متواجدة على الساحة العالمية تنقل تجربتها للعالم كله من خلال تعليم وضع في الترتيب الأول عالمياً في عام ٢٠١٦م، بسبب المنظومة الكاملة التي رسمتها لنفسها في مرحلة التعليم الثانوي تحديداً، من خلال منظومة شاملة ومتكاملة مترابطة الأركان تهدف إلى التخلص من كل ما يعوق حركة الطالب الأبداعية.
في العام الدراسي ٢٠١٥/ ٢٠١٦ أنفقت المملكة المتحدة ٣.٢ مليار جنيه إسترليني في تعليم رياض الأطفال أي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة والخامسة، ٢٧.٧ مليار جنيه إسترليني على التعليم الأبتدائي، ٣٨.٢ للتعليم الثانوي، ٥.٩ مليار دولار للتعليم العالي، حيث بلغ مجموع ما أنفقته بريطانيا على التعليم بشكل عام ٨٣.٤ مليار دولار إسترليني، مبلغ ضخم وميزانية تعليم تهتز لها الأذهان، ولكن الأمر مختلف تماماً مع الدول الأجنبية، فتلك الدول حين تنفق على التعليم تعلم جيداً بأن أموالها ستذهب مع مهب الرياح، بل سترجع إليها بعقول قادرة على تغيير واقع الأمة وتنوير مستقبلها.
التعليم بالمملكة المتحدة إجبارياً على الطفل حتى يصل إلى عامه الثامن عشر، المرحلة الوحيدة الغير إلزامية هى مرحلة رياض الأطفال والتي تتراوح ما بين سن الرابعة والخامسة لدى الطفل وتسمى تلك المرحلة بأسم مرحلة التعليم الأساسي وينضم فيها الطالب إلى مدارس مخصصة لرياض الأطفال، سن السادسة والسابعة تسمى بالمرحلة الرئيسية الأولى ويلتحق بها الطفل بالمدرسة الأبتدائية، بداية من الثامنة وصولاً إلى الحادية عشر تسمى بالمرحلة الرئيسية الثانية وتسمى المدارس بها بإسم مدرسة المبتدئين، ومن الثانية عشر وحتى الرابعة عشر يطلق عليها إسم المرحلة الرئيسة الثالثة، ينتقل بعدها الطالب من سن الخامسة عشر وحتى السادسة عشر إلى المرحلة الرئيسية الرابعة وهى شهادة التعليم الثانوي، يبدء النموذج السادس المستوى ( أ ) من سن السابعة عشر والثامنة عشر وتسمى البكالوريا الدولية أي مرحلة التعليم ما قبل الجامعي في كامبريدج أو أي جامعة.
ينقسم نظام التعليم بشكل أساسي إلى مرحلتين وهما الأبتدائية والثانوية، وفي بعض الأحيان يتم إستخدام نظام ثلاثي الطبقات، حيث يتم إضافة مرحلة متوسطة في الفترة العمرية بين العام التاسع من عمر الطالب وحتى الثالث عشر،
تقوم الدولة بدعم وتمويل التعليم بداية من عمر الثالثة لدى الأطفال، ومن الممكن أن تكون تلك الفترة من التعليم بدوام كلي أو جزئي ولا يكون إلزامياً ولكن إذا تم تسجيل الطالب في مدرسة تابعة للدولة يكون وقتها الحضور إلزامي عليه بدءاً من سن الخامسة لدى الطالب.
يخضع الطالب إلى ما يسمى بإختبارات المنهج القومي في نهاية المرحلة الثانية أي من سن الحادية عشر، في المواد الرئيسية والتي تشمل؛ معرفة القراءة والكتابة، الحساب والعلوم بإستثناء مواد التعليم الأساسي مثل الجغرافيا، التاريخ وتقنية المعلومات والأتصالات.
أما بالنسبة للشهادة العامة للتعليم الثانوي فيخضع التلاميذ لأختبارتها في أخر عامين من المرحلة الرئيسية الرابعة، إلا إنهم لديهم حرية الأختيار في تحصيل مؤهلات بديلة مثل التأهيل المهني القومي.
تمتلك بريطانيا مجموعة من الجامعات المعروفة على المستوى الدولي بشكل كبير والتي تستقبل مبعوثين للتعلم بها وعلى رأسهم جامعة كامبريدج التي تعد واحدة من أعظم وأعرف الجامعات بالعالم، والتي يتمنى الطلاب بأي رقعة من العالم للأنضمام إليها.التعليم ببساطة هو منظومة متكاملة تبدء من الأطفال وصولاً إلى الشباب وإذا أردت أن تخرج شباباً واعياً عليك أن تربي نشئ مدرك أهمية ومعنى التعليم.
