اهم الاخبار
الجمعة 19 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

عربى و دولى

ضمير خليفة بن سلمان آل خليفة من البحرين يقود العالم للسلام في فيينا

بإطلاق اليوم الدولي للضمير في فيينا، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس وزراء البحرين، بالتعاون بين اتحاد السلام والمحبة العالمي (فوبال) والبعثة الدائمة لمملكة البحرين بفيينا، يكون صاحب السمو ليس فقط من أحيا مفهوم "الضمير العالمي" ولكن أيضا من طور من المفهوم ونقله من محدودية التأثير ليكون خطابا عالميا عابر للقارات، غير محدود بالحدود الجغرافية. وردت كلمة ضمير على استحياء في التاريخ السياسي للدول وطرحت ربما للمرة الأولى في أعقاب الحرب العالمية الثانية عندما أصدرت الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا إعلان توبة اعترفت فيه بأنها بالغت في تعليمها بالخضوع للدولة وقللت من دعوتها للاستماع "للضمير الإنساني" والاهتمام به، كما، وردت عبارة "إن تمرد الضمير إنما هو أقدس الواجبات" في الإعلانات الأولى لحقوق الإنسان الأمريكي في 1776 والفرنسي في 1789، وحتى مع ورود الكلمة في المواثيق الدولية بقت مجرد حبر على ورق لقرون سادت فيها النزاعات وصولا للحروب العالمية، واختراع أسلحة الدمار الشامل، وانتهاء باستيلاء دول على أخرى واحتلال أراضيها، في غفلة من ضمير العالم. واليوم وبعد تغير العالم في الألفية الجديدة، وفي لحظة غير مسبوقة؛ أصبح العالم قرية صغيرة والدول جيران وأقارب، حيث الجميع يتكامل ولا يتضاد، تعددت المجالس الإقليمية والمنظمات الدولية وأصبح اعتماد الدول على بعضها البعض ضرورة لا غنى عنها، تماما كما كان أهل البلد الواحد قديما لا غنى عن بعضهم البعض، أصبحت الحروب في أي بقعة في العالم تؤثر على باقي الجيران دون استثناء، أصبح الكل يتشارك الثمن أمام تنامي ظواهر الكراهية كالإرهاب والأخطر منه تدخل الدول في شؤون الأخرى، اتحد العالم أخيرا لمواجهة التغيرات المناخية ومخاطر الفضاء، كل هذا هيأ الظروف لتغير المفاهيم والأعراف الدولية، ليصل العقل الجمعي البشري إلى قناعة بحتمية نبذ الكراهية وإحلال السلام العالمي الأمر الذي أكدت عليه كلمات سمو رئيس وزراء البحرين في حفل إطلاق اليوم الدولي للضمير في فيينا. وتأتي دعوة صاحب الأمير خليفة بن سلمان، كأول مبادرة للتعاون العالمي لتعزيز ثقافة السلام والحب والضمير، في لحظة فارقة تقف فيها الحضارة البشرية أمام خيارين لا ثالث لهما، إما البناء والتقدم ، أو الفناء والاضمحلال في عصور لن يقف عندها التاريخ، فالأرض اليوم عليها رؤوس نووية لو تم إطلاقها في حرب عالمية مجددا فهي كفيلة بتدمير الحضارة البشرية والعودة بالإنسان الذي سينجو إلى عصر الكهوف، وهو ما يجعل الخيار العالمي وحيدا في نبذ الكراهية وإعلاء قيم الحب والضمير العالمي. غير أنه إذا كانت كلمة الضمير قد وردت في أدبيات الحياة السياسية للدول، إلا أن دعوة صاحب السمو عملت على تطوير المفهوم بالنظر إلى تصديره هذه المرة كخطاب رسمي، في مقر الأمم المتحدة بفيينا، الأمر الذي يقوي من تأثيره في المنظمة الأولى عالميا، في احتفالية حضرها عدد كبير من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والاجتماعية والإعلامية والاقتصادية والثقافية في فيينا، على رأسهم السفراء والمندوبين الدائمين وأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي العربي والدولي المعتمدين في فيينا، وممثلي المنظمات الدولية، الحكومية وغير الحكومية، ورجال المال والأعمال. "الربط بين جهود التنمية وايقاظ ضمير العالم لحل القضايا بالطرق السلمية" مثل جوهر رسالة سمو التي ألقاها عنه مندوب مملكة البحرين الدائم بالأمم المتحدة، إذ شدّد على أهمية التمسك بالطرق السلمية في حل المشكلات والنزاعات الدولية، بما يضمن ازالة أسباب التوتر التي تعيق جهود التنمية في العالم، وأن يعمل المجتمع الدولي وفق سياسات متكاملة وأكثر إنجازا في مواجهة ما تعانيه بعض دول العالم من مشكلات، وفي مقدمتها الفقر والعوز والمرض. ولعل إشارته إلى "عالم اليوم يواجه أحداثًا ومتغيرات متلاحقة وضعته أمام الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية" تكشف دوافع وضرورة إطلاق المبادرة، والتعاطي معها بإيجابية وجدية، و"تكريس الجهود من أجل الأمن والسلام والاستقرار والرخاء الاقتصادي في جميع مناطق العالم وبلدانه". الخطاب الذي ألقاه، تكشف مفرداته استعادة الخطاب الإنساني الغائب للسياسيين فتعبيرات سموه في رسالته بعبارات "النهوض بأوضاع الإنسانية يبدأ بإحلال السلام" و"علينا كمجتمع دولي أن نأخذ بأيدي بعضنا البعض للعيش في السلام والأمان الذي ننشده" و"إشاعة روح المحبة والتعايش والبناء على نقاط التلاقي بين الحضارات" ومثلها كثيرا في خطاب سموه، إنما تفاجئ العالم بلغة جديدة عليه، كان لسموه السبق في وضع مفرداتها. وبهذا ، تثبت مملكة البحرين أن الدول لا تقاس بمساحتها ولا عدد سكانها بقدر ما سيحفظها التاريخ ويعرفها بمدى تأثيرها في رحلة الحضارة البشرية وتأثيرها في تغيير المفاهيم الدولية نحو قيم التعايش ونبذ الكراهية، وهو ما أشار إليه سمو رئيس الوزراء في رسالته بتأكيده على أن مملكة البحرين تدعم كل الجهود الدولية لنشر ثقافة السلام كحاجة ماسة للبشرية في التوصل إلى القيم الحضارية، وأصبحت اليوم رمزا لقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح الذي يستوعب الجميع.