اهم الاخبار
الأحد 24 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

واقع المرأة الصعيدية

d7534f4d-2547-4aed-a810-868d16b11204
d7534f4d-2547-4aed-a810-868d16b11204
في بيئة شبه منعزلة، وأكثر معرفة بالمعنى الحقيقي للتمسك بالعادات والتقاليد والتي قُدست وترسخت وأصبحت جزء لا يتجزء من محيطهم الأجتماعي، يولدوا لكي يروا أنفسهم متشربين لتلك المورثات، ربما لايعلموا من أين وكيف حصلوا عليها، كل ما يعرفونه إنها أصبحت بداخلهم وباتت جزءً منهم إلى هذا الحد. تستمر في تلك الدائرة أجيال وأجيال، دائرة لاتنتهي من إعلاء قيم لم ينص عليها الدين ولكن أكدت عليها فقط مجموعة من العادات صنعها البشر بأنفسهم، الظلم الأكبر أحياناً يقع على المرأة ذاتها. تولد الطفلة،وبمجرد أن تولد يُحدد مصيرها تماماً، بداية من نهاية مشوارها في التعليم، وبمن ستتزوج، وفي الغالب ما يكون زوجها هو إبن عمها والسبب وراء،ذلك، هو الحفاظ عل نسل العائلة، فلا يوجد لديها رفهية القرار، فأبسط الأمور لا تمتلك أن تختارها. لا تستعجب إذا أخبرتك بأن المجتمع الصعيدي في كثير من ضواحيه النائية، ينظر إلى المرأة بأنها وصمة عار تلاحقه، فمن يمتلك فتاة إرتكب ذنباً لا يُغفر، يريد أن يتخفى من أعين الناس ونظراتهم، نعم فكل عيبها إنها خلقت فتاة في مجتمع لا يُحبذ الفتيات، تتزوج مبكراً في سن يصل أحيانا إلى الثانية عشر من عمرها، سن لا تعرف فيه حتى معنى كونها فتاة، لتجد نفسها متزوجة من رجل يفوق عمره أضعاف عمرها، ويبقى وقتها مصيرها مجهول وغير محدد المعالم، ولما لا ! وهى متزوجة بدون عقد شرعي ُكتب بواسطة مأذون وموثق بالمحكمة، ولما لا ! وهى بصدد أن تكون أُمً ولم يتخطى عمرها الخامسة عشر، تخيل معي للحظات هذا المشهد الذي ترى فيه فتاةً، كل ما يجب عليها فعلة في هذه المرحلة من عمرها هو اللعب والضحك، تحمل طفلً ولد من رحمها الذي لتوه تكون في أحشائها، أي مسئولية تتحملها طفلة في بداية حياتها ؟! كذلك هي ُمهددة أن تترك من قبل زوجها هذا في أي وقت، وذلك إما عن طريق الطلاق أو أن تتوفاهُ المنيه، ووقتها لن يكون لها أي حقوق تتطالب بها. كذلك عمليات الختان التي مازالت موجودة وبكثرة داخل المحيط الصعيدي، ظناً منهم بأن مثل تلك العمليات هى ماتجعلهن عفيفات، وتحميهن من شهواتهن وغرائزهن التي ولدت بداخل كل مخلوق حي خلقه الله، ولكنهم لم يبصروا أن هذه العمليات تسبب كًم هائل من االأذى الجسدي والنفسي، رغم أن الأبحاث أكدت أن الغدة المسئولة عن إحساس الأنسان بالشهوة توجد في رأسه أي أن ما يشوهونه لا يمت بأي صلة بالقضاء على الشهوة. تُحرم من العمل، وتحرم من أن تكون إنسانة تعيش كما تريد والسبب مجموعة من العادات والأدوار التي حددت لها رغماً عنها، وإذا سردنا كل المشاكل التي تتعرض لها الفتاة الصعيدية فلن نستطيع أن نطرحها جميعاً، ولن نستطيع أن نكشف كم العناء الذي تعيشه لكونها فتاة، ولا أقول بذلك بأن كل الفتيات في المجتمع الصعيدي تعيش هذه المعاناة، فمنهم من تستطيع أن تستنكر وتقاوم ذلك، وتصل إلى ما تريد بعد عناء شديد ومحاولة مستميته لتصل إلى ما تريد، لتصل لأثبات إنها قادرة على المُضي قدماً رغم كم العواقب، ولكن السؤال الذي سيخطر ببالك هو، ما إجمال عدد الائي يقاومن ؟!. سأتركك تُجيب عن هذا السؤال، ولكن عليك أن تدرك بأن الصعيد وخاصة فتاياته يعيشن حياة لا يحسدن عليها مطلقاً، لا أبعد بذلك مرارة الشعور بالذنب عنا، فالصعيد مجتمع يعيش داخل المجتمع المصري، ربما يكون قد أُهمل لوقتاً ليس بالقليل، كان ومازال في ألح الحاجة لمبادرات توعوية، كان يجب علينا أن نخرج من دائرة القاهرة، الجيزة و الأسكندرية وغيرها من محافظات الوجه البحري، لنذهب ونسمع ونتحدث مع محيط يحتاج منا مجهود كبير ليعي ويفهم أن الفتاة إنسانة .   بقلم : محمد خلف

ﺗﻔﻀﻴﻼﺕ اﻟﻘﺮاء