اهم الاخبار
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

مدفع رمضان والمسحراتي والزينة.. طقوس رمضانية لا غنى عنها في مصر

مدفع-634x315
مدفع-634x315
مريم محمود يرتبط  شهر رمضان  المبارك  بروحيات وتجليلات وعادات  عديدة ومتميزة  كصلاة التراويح وإضاءة الشوارع وتعليق الزينة والفوانيس والمدفع والمسحراتي  والياميش وموائد الرحمن وعمل الخير والتجمعات وتجليلات عظيمة لا تظهر إلا في هذا الشهر المبارك . ويعتبر مدفع رمضان من الظواهر المميزة والمرتبطة  ارتباطا وثيقا بتراثنا القديم ،وهو مدفع يستخدم لإعلان موعد الفطار،  يقوم جيش البلد بإطلاق قذيفة مدفعية صوتية لحظة مغيب الشمس معلنا فك الصوم خلال شهر رمضان. كانت القاهرة أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان، وهناك عدة روايات لنشأته فقيل أنه  عند غروب أول يوم من رمضان عام 865 هـ ،أراد السلطان المملوكي خشقدم أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه ،وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب ، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم ، ثم أضاف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك. وهناك رواية أخرى تفيد بأن ظهور المدفع جاء عن طريق الصدفة، حيث كان بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، وصاروا يتحدثون بذلك، وقد علمت فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، فأعجبتها الفكرة، وأصدرت فرمانًا يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفي الأعياد الرسمية. وبدأت الفكرة تنتشر في أقطار الشام أولا، القدس ودمشق ومدن الشام الأخرى ثم إلى بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها انتقل إلى مدينة الكويت حيث جاء أول مدفع للكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح، وذلك عام 1907، ثم انتقل إلى كافة أقطار الخليج قبل بزوغ عصر النفط وكذلك اليمن والسودان وحتى دول غرب أفريقيا مثل تشاد والنيجرومالي ودول شرق آسيا حيث بدأ مدفع الإفطار عمله في إندونسيا سنة 1944 . وظهرت مهنة المسحراتي بمصر القديمة وهي مرتبطة   بالتراث الشعبي القديمة لا يكتمل رمضان بدونه ، ولكن مع تطور المجتمع  بدات المهنة في  الانقراض إلا أنها موجودة في حياتنا وتعتبر من الظواهر المميزة في نفوسنا والمرتبطة  بشهر رمضان المبارك  . و  هو لقب قديم يطلق على الشخص الذي يقوم  بإيقاظ المسلمين في ليالي شهر رمضان لتناول وجبة السحور، يطوف في شوارع المدينة أو القرية يردد الأناشيد الدينية وينادى الناس ليستيقظوا طالبين منهم أن يوحدوا الله، ويقوم بحمل الطبل أو المزمار قبيل صلاة الفجر لإيقاظ الناس لتناول السحور ويكون الطبل مصحوبا ببعض النداءات والتهليلات . وقديماً كان المسحراتي لا يأخذ أجره، وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل ومعه طبلته المعهودة ، فيوالي الضرب على طبلته نهار العيد لعهده بالأمس في ليالي رمضان، فيهب له الناس بالمال والهدايا والحلويات ويبادلونه عبارات التهئنة بالعيد. وبدأت قصته عندما كان بلال بن رباح أول مؤذن في الإسلام وابن أم مكتوم يقومان بإيقاظ الناس للسحور، فينادى بلال فيتناول الناس السحور ، وحينما ينادى ابن مكتوم يمتنع الناس عن تناول الطعام . وأول من نادى بالسحور بمصر  عنبسة ابن اسحاق ســنة 228 هـ وكان يذهب ماشياً من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي الناس بالسحور، وأول من أيقظ الناس بالطبلة هم أهل مصر،أما أهل بعض البلاد العربية كاليمن والمغرب فقد كانوا يدقون الأبواب بالنبابيت، وأهل الشام كانوا يطوفون على البيوت ويعزفون على العيدان وينشدون أناشيد خاصة برمضان. وأول من طاف علي الديار المصرية  والي مصر إسحق بن عقبة ،وفي عهد الدولة الفاطمية كانت الجنود تتولى الأمر،وبعدها عينوا رجلا أصبح يعرف بالمسحراتي، كان يدق الأبواب بعصا يحملها قائلا «يا أهل الله قوموا تسحروا» ولاحقا أصبح يقول عبارات من قبيل: (اصحي يا نايم وحد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم.. ورمضان كريم)(السحور يا عباد الله)(يا نايم اذكر الله.. يا نايم وحد الله). ويأتي تزيين الشوارع والمساجد  بتعليق سلاسل من اللمبات المضيئة بألوان وحركات ضوئية مختلفة لإضاءة المسجد من الخارج وتعليق بعض الزينة وأفرع النور فى الشوارع والميادين مرتبط بشهر رمضان الكريم ، وبدأت منذ القدم وتطورت علي مر العصور ومازالت مستمرة ويبتكر منها أشكال مختلفة كل عام . وروى   أول من بدأ فكرة الإحتفال بقدوم شهر رمضان هو الخليفة عمر بن الخطاب، عندما قام بتزيين المساجد وإنارتها من اليوم الأول لرمضان حتى يتمكن المسلمون من إقامة صلاة التراويح وإحياء شعائرهم الدينية. وقيل أن سيدنا على بن أبى طالب أول من قام بتزيين المساجد بالأنوار فى رمضان. وقد قام  الصحابى الجليل تميم بن أوس الدارى، بإضاءة  المساجد بقناديل يوضع فيها الزيت وكان ذلك كل يوم جمعة. وذكر أن  الاحتفال بشهر رمضان في مصر جاء فى القرن الرابع وأوائل الخامس الهجرى، أى فترة تأسيس الدولة الطولونية ظهرت العديد من المظاهر مثل إضاءة الساحات وتزيين الشوارع أثناء شهر رمضان والأعياد. وشهد العهد العثمانى سنة 1617 ميلادية، أضاء أنوار المصابيح والمشاعل التى غطت مختلف مساجد اسطنبول حتى بدت كالنجوم وقام بذلك السلطان أحمد .