يستعدّ المسلمون طوالَ شهر رمضان، ليوم العيد من تحضير للملابس الجميلة التي يفرح بها الاطفال ويزهون بها، بل ويحضّرونها بالقرب من فراشهم أمَلاً في لبسها في الصباح الباكر، ليبدأوا يومهم الحافل السعيد، إضافة إلى الآمال الأخرى، وأهمّها الحصول على المال الذي لا يحصلون عليه في الأيام العاديّة؛ ليذهبوا به إلى محلّات البَاعة؛ لشراء اللّعب الجميلة التي تنتشر في المجالات المختلفة؛ بألوانها وأحجامها وأشكالها وأنواعها، وأيضاً لشراء بعض الحلويات والحاجات التي لا يقدرون على شرائها بمصروفهم اليومي.
رصدت" الوكاله نيوز " صدمات بعض المواطنين من الغلاء الذي قد احبط بعض ربات المنازل اللاتي قد عجزت قدرتهم عن شراء الملابس التي تجعل هناك نوع من البهجة علي قلوب أطفالهم "في وسط البلد" .
وقالت " سعاد ف" أحدى المواطنين: نستعد من الآن لشراء ملابس أطفالنا لإدخال السرور على قلوبهم، ونعلمهم أنها عاداتنا ولكن يقابلنا الغلاء الذي يجعلنا نعجز علي أن نقوم بشراء الملابس بعدد أيام العيد ولكن في المجمل قد ادخلنا البهجة علي أطفالنا.
وتصرخ" مريم ع" الرئيس السيسي أكيد سامع صرخة المواطن وهو يصرخ من ارتفاع الأسعار بشكل عام، وصبرنا كما طلب ،لكن النتيجة العكس ارتفاع أكثر من الأول.. هنصبر لحد امتى؟ لما " ناكل بعض من الغلاء "فرحة العيد ورمضان خلاص ماتت مع ارتفاع الأسعار، ولم نشعر إلا بالقهر وفي التفكير في تدبير كيفية توفير احتياجاتنا".
أوضحت"مني ف" : لبس العيد فوق الغالي نزلت لشراء ملابس العيد لابني صاحب الأربع السنوات وتفاجات بسعر البنطلون والقميص 550جنيه ،وأنها لم تكن في الحسبان أن يكون سعر الملابس بهذا الشكل البشع ولكنها اضطرت أن تقوم بالاستلاف قائلة " لكي أسعد ابني " .
وأكدت" فاتن س "أنها منذ ساعتين وهي بداخل المحل تأمل أن تجد فستان لبنتها سعره مناسب وفي الآخر وجدت تقريبًا الأسعار كلها واحدة قائلة " يعني كله غالي الفستان لطفله لايتعدي سنها الخمسة 370جنيه حرام كنت نازله فرحانه أني هاشتري لبس العيد وأقول في نفسي أجيبها طقمين رجعت؟ " .
وقالت" هبه ع " "لو في رقابة من الحكومة على الأسواق كانت الأسعار هتكون متزنة، لكن تقاعس الحكومة تسبب في انهيار الأسواق وإعطاء الفرصة ليغلي على الزبون طالما لا يوجد رادع قانوني بيحاسبه".
ولكن هناك بعض من المواطنين قد تتناسب معهم تلك الأسعار ويقومون باشتراء الملابس بكل بهجة وبكل سرور ويشترون الملابس بعدد أيام العيد .
وعبرت إحدي السيدات أن الأسعار مناسبة ،ولكن هناك زيادة علي سعر الملابس عن سعرهم في العيد السابق ،ولكن مش عجز قائلة " مش هتعجزنا عن شراء ملابس لأطفالنا ولكن هتعجز حد غيرنا " .
وقال أحد الرجال" اشتريت لابني طقمين بحوالي 700 جنيه هو بنسبالي مناسب لكن لغيري هل مناسب؟ " .
كما أوضح أحد أصحاب محلات الملابس داخل وسط البلد أن الأسعار قد ارتفعت إلي 15% عن السنين السابقه.
وبينما تباين آراء أصحاب المحلات الأخري إن ارتفاع أسعار الملابس هذا العام مقارنة بالعام الماضى ربما اتفق على أن حركة البيع بشكل عام محدودة نتيجة ارتفاع الأسعار.
وقالت أحدي البائعات إن ارتفاع الأسعار أدى إلي قلة دخول الزبائن المحل وبعض الزبائن يقوموا بتوجه الي الأماكن الشعبيه كمثل " الوكالة و سوق التلات وسوق الجمعة " لإسعاد أطفالهم بأقل التكلفة لأنها عادات وتقاليد .
وأشارت بائعه في محل أخري عندما وجدت أن الزبائن يعانون من الأسعار قلت لا يجد حل إلا نزول بعض الخصومات علي بعض الملابس لإدخال نوع من أنواع الزبائن كما كان يحدث في الأعياد السابقه .
بينما أوضح الدكتور هشام عبد الفتاح أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة أن عادة شراء ملابس العيد لم تتغير عند المصريين عبر السنين ورغم إرتفاع الأسعار فالأسواق مكتظة بالمواطنين والشوارع مكدسة بالسيارات، وفى المولات الكبيرة لشراء الملابس والأحذية ومستلزمات العيد ومتطلبات الأسرة، التى تخصص ميزانية خاصة لشراء ملابس العيد وتقتطعها من مصروفاتها اليومية أو توفرها من مصادر دخل بديلة كى تخفف العبء عليهم ، حرصًا منهم على شراء ملابس جديدة بمناسبة العيد.
وأوضح أن الظروف المالية التى تمر بها الأسر المصرية نتيجة ارتفاع الأسعار أثرت بشكل كبير على عملية البيع والشراء، قبل عيد الفطر حيث زادت أسعار ملابس العيد بشكل عام بنسبة 50%في أسواق المناطق الشعبية ،أما في المناطق الراقية فالأسعار ارتفعت بنسبة 70%.
ويرى الدكتور إيهاب الدسوقي، أستاذ الاقتصاد ومدير مركز البحوث بأكاديمية السادات، أن جشع التجار هو السبب الرئيسي خلف ارتفاع أسعار الملابس بشكل غير مسبوق، قائلا إنهم "استغلوا رفع سعر الدولار الأمريكي، فضلاً عن غياب الرقابة على الأسواق لضبط وإلزام التجار بالبيع بأسعار محددة، مما يفاقم المشكلة ويجعل المحلات تحدد الأسعار كيفما تشاء.
ويضيف الدسوقي في تصريح أن عدم وجود صناعة محلية زاد من ارتفاع الأسعار، ناهيك عن أزمة الدولار الأمريكي وغلق بعض مصانع الملابس والتي أدت إلى انهيار الصناعة المحلية، وبالتالي لم يجد التجار أمامهم سواء الملابس والمنتجات المستوردة غالية الثمن.
ويرى الدسوقي الحل يكمن في مواجهة الاستيراد بالصناعة المحلية، والرقابة على الأسواق من قبل المسئولين ووضع قوانين صارمة.
خلود عاشور _ مريم محمود