اهم الاخبار
الخميس 25 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

الفيلم التركي "أنت منزلي" يُذاع اليوم على القناة العراقية

فيلم انت منزلي
فيلم انت منزلي

سيُعرض اليوم في تمام الحادية عشر مساءً الفيلم التركي "أنت منزلي" و الذي تغير عنوانه إلى "أذكرني" على قناة MBC Iraq العراقية و هي قناة مفتوحة يبثها مركز تلفزيون الشرق الأوسط.

الفيلم الذي حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه عام 2012 بسينمات تركيا، و تفوقت ايراداته على جميع الافلام التركية التي عُرضت  معه في نفس الموسم، بل و تفوق على فيلم جيمس بوند " Skyfall " الذي عُرض معه بنفس الاسبوع، رغم الشعبية الكبيرة التي تحظى بها الافلام الامريكية في تركيا.

فيلم "أنت منزلي" من بطولة الفنان أوزجان دنيز الذي جسد دورَيْ "حسام" في مسلسل "قصر الحب" و "جهاد" في مسلسل "ندى العمر"، و الممثلة فهرية أفجان الشهيرة بـ"نجلاء" في مسلسل "الأوراق المتساقطة".

وتدور أحداث الفيلم والمستوحاة من الفيلم الكوري الذي انتج عام 2004 ، A Moment to Remember أو بالعربية "لحظة للذكرى" عن ليلى/فهرية افجان  التي تركت أهلها وحاربتهم من أجل محمد حبيبها الذي اعتقدته حب حياتها لتكتشف بعد مرور عام على زواجهم خداع هذا الرجل و أنه متزوجاً من امرأة أخرى دون ان يخبرها، و بعد معرفتها ارادت الانفصال عنه فقام بضربها و صفعها ما اضطرها للذهاب إلى المستشفى، و تنسى حقيبتها الشخصية في حمام المستشفى و لكنها عادت و اخذتها، لنظن أن هذا من خيبة أملها وصدمتها ( و لكن هذا المشهد يُعد تمهيداً لعقدة الفيلم في لفتة زكية من مخرجه كونه وضعه في البداية لبناء الحبكة الدرامية بشكل محكم).

لم تجد ليلى أمامها سوى بيت أهلها و والدتها التي سامحتها في الحال .. وطيبت خاطرها كأي أم مكانها.. أما الأب فلم يستطع التسامح السريع مع ابنته لأن عزة نفسه وكرامته أبَتْ ذلك اذ حين طلبت (ليلى) الصفح والعفو منه أجابها : (أردت توديعك بيدي هاتين من هذا المنزل الا أنك لعبتِ بشرفي وعزة نفسي فكيف لي ان أسامحك) ولكن لم يلبث الا ان سامحها فهو أب بالنهاية ولن يستطيع مقاومة مشاعره طويلاً أمام رقة وبراءة نظرات ابنته المستعطفة له، و دموعها التي تمزق خديها من شدة الندم والقهر والإحتياج، و توسلاتها التي مزقت قلبه من الحزن عليها، فيكفيها ما عاشته من ألم و خداع.

تتعرَّف ليلى على اسكندر/أوزكان دينيز بعدة لقاءات كانت بالصدفة البحتة الا أنها تتعلق به، لتتوالى لقاءاتهما ويعيشان أسعد أوقات مع بعضهما.. فيلاحظ والدها أنها متغيرة الأطوار و يعرف أنها تعيش قصة حب ويطالبها بالتعرف على الشخص الذي تحبه.. تطلب من اسكندر ان يتعرف إلى والدها وتلح عليه بذلك وتطالبه بالزواج الا أنه يرفض ويتهرب من طلبلها المتكرر.. ليعترف لها أخيراً بعقدته التي تلاحقه منذ الصغر بأن أهله قد تركوه وأنه قد تربى وترعرع بالشوارع.. حتى عطف عليه أحد النجارين الذي رباه وعلمه مهنته التي يعتاش منها.. كان اسكندر يخاف إذا تزوج ليلى ان تندم وتتركه بالمستقبل كما تركته أمه من قبل وهذا ما لن يحتمله.. كانت ثقته بنفسه وبالحياة معدومة وتشاؤمه كبيراً نسبة لما عاشه من ألم وبؤس.. تحاول ليلى بشتى الطرق اقناعه بعدم تركها له وحين يطمئن لكلامها يكتشف والدها شخصية مَن تحب ابنته ويعرف أنه مجرد عامل نجارة عنده في المكان الذي يتعهد بناءه.. فيضغط عليه للابتعاد عن ابنته ويطرده من العمل.. لتفقد ليلى وعيها في تلك اللحظة و يذهبان بها إلى الطبيب ليخبرهم أنها تعاني من فقر دم شديد و يفضل ابعادها عن أي اضطرابات أو توتر فيوافق والدها بعدما أصيبَتْ به من مرض حين عرفَتْ أنها ستتركه..

يتابع الفيلم تصوير حياتهما لنا بكل تفاصيلها هي في عملها كمصممة أزياء وهو ضمن عمله مع والدها…. ونرى كلاً من ليلى واسكندر معاً يخططان لمنزلهما الذي يريدان بناءه على أرض خاوية ويقول لها: (في الواقع أنت منزلي..) ويعني بذلك الاستقرار والأمان والطمأنينة معها.. يعرّفها اسكندر على والده الروحي ومربيه الذي علمه مهنة النجارة.. تعلم ليلى من العجوز بأن والدة اسكندر لاتزال موجودة على قيد الحياة وأن اسكندر لم يستطع ان ينسى كرهه لها.. كما تعرف منه مكان وجودها.. و حين تعثر ليلى عليها تجدها متعبة للغاية فتسعفها لأقرب مشفى ويهرع اسكندر لليلى معتقداً أنها قد أصابها مكروه ليفاجأ بوجود والدته فيصبّ جام غضبه على ليلى خاصة حين تطالبه بمسامحة والدته.. ويخبرها بقصته وكيف تخلَّتْ عنه ورمَتْه بالشوارع وهو ابن 5 سنوات.. فاستطاعت ليلى ان تستعطفه تجاه والدته حتى لان قلبه، و لكن والدته تطرده ليبتعد عن حياتها خوفاً عليه من استجرار المشاكل .. الا ان عاطفته تغلبه ويذهب ليوفي دَيْن والدته الكبير.. و يعود حزيناً ليخبر ليلى بأنه لن يكون لديهم المنزل الذي حلما به قريباً.. فتذكره بمقولته:”ألم أكن أنا منزلك؟”.

ثم تبدأ اعراض المرض الخطير في الظهور على ليلى حيث معاناتها من فقر دم شديد واغماءات متكررة و تنميل مفاجئ في اكتافها، و ما زاد من قلقها نسيانها لرقم منزلها الذي تقطن به مع اسكندر، لنجدها في مشهد يهز قلوب المشاهدين و هي تقف حائرة تائهة كطفلة صغيرة لا تعرف منزلها إلى أن وصل زوجها الذي ناداها و اخذها معه بسيارته لتندفع بين احضانه و كأنها تقول له العبارة نفسها “انت منزلي”، فلولا وصول زوجها لما استطاعت العودة إلى بيتها.

تجري ليلى عدة فحوصات طبية ليتبين أنها مصابة بالخرف المبكر وينصحها الطبيب بترك عملها والاستعداد لما هو قادم.. فهذا المرض ليس له علاج و عليها الاستعداد للموت الدماغي قبل الموت الجسدي .. لتستمع ليلى إلى كلمات الطبيب و هي لا تصدق أذنيها و تقول : “كيف؟ و أنا في عمر الـ 27″،  ثم تنهار ليلى لما سمعت، و تبدأ معاناتها النفسية بمفردها دون ان تخبرأحداً بألمها.. إلا ان اسكندر يكتشف ما حلّ بزوجته من خلال ملاحظاته عليها فيسأل طبيبها ليخبره الحقيقة.. ثم تواجهه ليلى وتطلب منه ان ينفصلا كي لا يضطر ان يعاملها بشفقة وتتساءل ما قيمة الحب دون ذكريات وقريباً سيُمحى كل شيء من عقلي ولن أعود أذكر أقرب الناس إلي.. فيجيبها بمنتهى الحب و الحنان: “يكفيني أن أتذكرك أنا … يكفيني أن اعرفك أنا” و يصر على تمسكه بها و يأخذها بين احضانه و يبكي من فرط الألم على فراقها الذي اقترب، فتسأله : ألم تقل أنك لن تبكي في حياتك ابداً، لماذا تبكي الآن ؟ ليجيبها بكل حب الدنيا :”أيوجد في هذه الحياة من يستحق دموعي أغلى منك؟”

يبدأ اسكندر بالتفرغ لحبيبته ليلى و يقوم بالكتابة على كل صغيرة وكبيرة ببيتهم لتظل تذكر الأشياء بمسمياتها.. حتى أنه وضع على معصمها اسورة مع ورقة كتب فيها اسمها وعنوان بيتهما.. كما كان يراجع معها الأحداث الماضية باستمرار .. تتعرّض ليلى واسكندر لمواقف محرجة ومؤلمة تصل للمسّ بكرامة اسكندر، حين زارها زوجها السابق محمد في منزلها و تنسي أنها متزوجة من اسكندر فتدخله المنزل و تعانقه في اللحظة التي يأتي بها اسكندر و يراهما معاً، لكنه يقدر الموقف و يعرف انها فعلت ذلك تحت وطأة المرض فيمسك بزوجها السابق ليضربه فتمسك هي بالسكين و تحاول قتل اسكندر و هي لا تعرفه، و لكنه مازال مقدراً لظروف مرضها لنجده بعد أن استعادت وعيها اخذ يجلس تحت قدميها و ينظفهما و هو يبكي بين زراعيها من  عدم تحمله ان يراها في هذه الحالة المرضية السيئة، خاصة حين سألته عن سبب الجرح في رقبته و الذي سببته هي له اثناء المشاجرة.. بل و يرفض بشدة ان يأخذها أهلها بعد علمهم عن طريق الصدفة بمرض ابنتهم …

إلى ان تتذكر ليلى كيف أحزنَته وأهانته عندما نادَتْه (بمحمد) و سايرها هو بذلك على الرغم من جرح كبريائه .. فتقرر الانسحاب من حياته، و تترك له رسالة تعتذر منه عن ذلك الخطأ وأردفَتْ أنه قطعة منها لن تتركها حتى لو تركَتْه هي بجسدها .. وحين يذهب لأهلها ليعيدها يخبره والدها انها في أمريكا تتلقى العلاج.. لنرى في الدقائق الأخيرة من الفيلم معاناة كل من (سليم) والد ليلى و(اسكندر) جرّاء مرض ليلى وما سبّبَتْه لهما من حزن وألم.. حيث نجد والدها يحاول ان يذكرها به و هو يبكي و لا يصدق تلك الحالة التي وصلت لها ابنته … ويستعيد اسكندر خوفه وعقدته التي لازمَتْه طوال حياته حين تركَتْه والدته ويحاول كسرها والتغلب عليها.. ليستعيد نفسه ونشاطه ويعمل على تحقيق حلم ليلى بالبيت الجديد بالقرب من والدته.. حتى أتَتْ (دفنة) أخت ليلى اليه لتخبره ان ليلى بالبيت ولم تذهب لأمريكا وهي بحاجة اليه اذ كتبَتْ له رسالة ولكنها نسيت ان ترسلها له.. فذهب اليها.. لكنها لم تعرفه بادئ الأمر الا ان رائحته ذكّرَتْها به.. يحملها بين يديه ليعيدها معه للبيت فتتهالك ليلى بين ذراعيه و تلفظ أنفاسها الأخيرة على مرأى من والديها.. و تنهمر دموع الجميع عليها في مشهد مأساوي، محزن لأبعد درجات الحزن.

و ينتهي الفيلم حين يقف اسكندر على قبر ليلى واضعاً صورتها على شاهد القبر الذي بناه على الارض التي كانت تحلم ببناء  منزلهما عليها، بعدما رفض استكماله و حرم على نفسه العيش فيه بدونها … لأن هي منزله.

فيلم يفيض بالحب و الوفاء، و لكن قبل مشاهدة هذا الفيلم عليك باحضار باقة مناديل لتجفيف دموعك التي لن تستطيع حبسها طوال مدة مشاهدتك للفيلم، خاصة في نصفه الثاني مع اكتشاف ليلى لمرضها حيث أداء أبطاله الرائع والصادق (أوزكان دينيز/ اسكندر و فهرية أفجين/ ليلى).. و ملامح البطلة الرقيقة والبريئة التي جعلتها خير وأحسن مَن يجسد هذا الدور.

و رغم اقتباس قصة الفيلم إلا أنه تم تقديمه بمعالجة جديدة تماماً جعلته يبدو جديداً، و رغم تكرار فكرة الحبيبين اللذين يفرقهما المرض بعد وفاة أحدهم و لكن التعرض لهذا المرض النادر و ما لازمه من مواقف صعبة و محرجة للبطل و تحمله ليس لمرض حبيبته فقط، بل للاهانة كرامته و كبريائه التي يتعرض لها بسبب هذا المرض اللعين، كل هذا لم يسبق ان عولج بهذا الشكل خاصة بالنسبة لفتاة صبية بعمر الزهور.

فيلم "انت منزلي" عمل أكثر من رائع رومانسي بامتياز و من الدرجة الأولى، مفعم بقدر كبير و مكثف من المشاعر الجميلة و الراقية  من اخلاص رجل و حبه لزوجته و الوفاء بالعهد الذي اقسما عليه بالحب إلى الأبد حتى لو فقد طرف منهم للآخر، لنجد الزوج العاشق لزوجته و الذي يتحمل مرضها النادر، و تسبب له في جرح لكرامته و كبريائه أكثر من مرة، و لكنه أخفى جروحه و معاناته بين ضلوعه ليفي بوعده بعدم التخلي عن زوجته و حبيبته مهما حدث، ليضرب لنا الفيلم نموذجاً رائعاً من الزوج المتفاني في الاخلاص لزوجته المريضة.

داليا محمد 

اقرأ ايضًا:

اكثر من خمس سنوات .. و مازال المسلسل التركي “طائر النمنمة” يحقق نجاحات حول العالم

الفيلم التركي “العشق الابدي”..يحصل على أعلى نسب مشاهدة بعد عرضه في اسبانيا

التركية فهرية أفجان جميلة الجميلات بشهادة قوائم الجمال العالمية