الفن
اياد نصار..حليف الشر في سينما العيد و الرابح الأكبر هذا العام
يعيش النجم الاردني إياد نصار حالة من النشاط الفنى فى موسم السينمائى بعيد الفطرحالياً، فهو القائد الإسرائيلى الصهيونى «ديفيد» فى فيلم «الممر»، وهجام البحر الصديق الخائن «رشيد الطيار» فى «كازابلانكا»، وهى الأعمال التى يشارك فيها بموسم عيد الفطر وحققت نجاحاً كبيراً، حيث تصدر فيلم "كازابلانكا" شباك تذاكر الموسم حيث اقتربت ايرداته من الـ 80 مليون جنيه مصري، فيما حل فيلم "الممر" في المركز الثاني باقترابه من 70 مليون جنيه مصري، كما يواصل نشاطه السينمائى بمشاركته فى فيلم «الفيل الأزرق ٢» خلال الفترة المقبلة، وقد وصفه الجمهور والنقاد بأنه الفائز الأكبر هذا العام، إذ كشفت الشخصيات التى يجسدها فى تلك الأعمال عن نضج فنى كبير وموهبة حقيقية، صدق لا متناهي في الأداء ولم يقدم دورا يشبه الأخر، ما وضعه فى مكانة فنية مميزة، وأضاف كثيراً لرصيده الفني و السينمائى.
و قد لا يعرف الجمهور الكثير من المعومات الفنية عن النجم اياد نصار في بداية مشواره الفني، حيث قدم مسلسل "الأمين والمأمون" عام 2006 ، و لعب به دور الخليفة المأمون، في مسلسل أبناء الرشيد الذي تم عرضه في رمضان، ووصف بأنه العمل التاريخي الأكثر اكتمالاً، بينما قيل ان إياد نصار صنع طريقة جديدة في الأداء، وأسلوبًا خاصاً في التمثيل، جعل شخصية الخليفة المأمون تخرج بشكل لم يره أحد من قبل، ورُشح إياد نصار لجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون عن هذا الدور، وفاز المسلسل نفسه بذهبية أفضل مسلسل في نفس المهرجان.
ثم قدم إياد نصار دوراً لا يقل تميزاً في مسلسل "الاجتياح" عام 2007، وهو مسلسل قدّمه من منطلق إيمانه بالقضية الفلسطينية، لأنه يناقش الاجتياح الإسرائيلي لمدينة جنين الفلسطينية، وكشف المسلسل بشاعة الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وقدم فيه إياد دور "خالد"، الشاعر والمناضل الفلسطيني الثائر، الذي يدرك الأبعاد التاريخية والسياسية للصراع العربي الإسرائيلي، فاز المسلسل بجائزة إيمي العالمية لعام 2008.
و جاء الفنان الاردني إلى مصر و قدم بها مجموعة اعمال قيمة بدأها مع مسلسل "صرخة انثى" عام 2007 بدور الدكتور نبيل الاناني الذي لا يهمه غير مصلحته الشخصية، حيث نجح في هذا المسلسل نجاحاً كبيراً و حقق به شعبية جارفة.
و قد يكون اياد نصار من اكثر الفنانين حظاً فقد تعامل مع اكبر الكتاب و المؤلفين و ايضًا كان عنصر مشترك في عدد كبير من الأعمال الدرامية المأخوذة عن روايات ادبية شهيرة و ناجحة منها "موجة حارة" و "افراح القبة" و "اريد رجلاً".
و في عام 2010 قدم أهم أعماله، بل واهم عمل قُدم خلال العشر سنوات الأخيرة وهو مسلسل "الجماعة الجزء الأول" للكاتب وحيد حامد والذي لعب فيه دور حسن البنا مؤسس جماعة الأخوان المسلمين ، والذي من خلاله يرصد تاريخ الأخوان المسلمين ونزاعتهم السياسية والسلبيات التي تركها على المجتمع المصري، وخلال هذا الدور نجد أجادة الفنان إياد نصار اللغة العربية بشكل متقن، بالإضافة لوجود تشابه في الشكل بينه وبين حسن البنا.
اما مسلسل "موجة حارة" وهو آخر أعمال الراحل أسامة أنور عكاشة وقدم عام 2013، وقدم إياد نصار دور ضابط شرطة الآداب سيد العجاتي، الذي يشك بكل من حوله بسبب طبيعة وظيفته، مما يتسبب في مشاكل مع زوجته رانيا يوسف ، على الرغم من حبه لها، وتميز أداء إياد في هذا المسلسل بأسلوبه العنيف بسبب طبيعة وظيفته كونه ضابطًا، ولكن في آخر حلقة أستطاع إياد أن ينقلنا إلى شخصية أخرى عندما قرر ترك وظيفته و استعادة زوجته.
و قدم عام 2015مسلسل "حارة اليهود" وهو من أكثر الأعمال التي أثارت جدلاً كبيراً، بسبب تناوله لموضوع حساس، وهو عن يهود مصر وقت حرب فلسطين عام 1948، وتواجدهم داخل مصر، ومدى تأثيرهم في الحياة الاجتماعية والسياسية، فاستطاع إياد نصار أن يلعب دور الضابط "علي" الواقع في غرام فتاة يهودية "منه شلبي"، ولكنه يدخل في صراع بين حبه لوطنه ولحبيبته اليهودية، وكره للكيان الإسرائيلي الذي يحاول جذب اليهود من حوله ومن ضمنهم حبيبته وعائلتها.
ثم مسلسل "اريد رجلاً" في اواخر عام 2015 الذي حقق نسبة مشاهدة عالية على مستوى مصر والوطن العربي، بل إنه عاد بنا إلى الطابع الدرامي الذي افتقدناه في السنوات الأخيرة، ربما نرى النجم الأردني إياد نصار هنا بوجه آخر، فرغم أننا رأيناه في شخصية العاشق من قبل في أعمال مثل "موجة حارة" و"حارة اليهود" لكنه هنا كان أكثر تلقائية بل يحمل مجهوداً أكبر فهو هنا شخصية واحدة بثلاثة وجوه أحدها وجه رئيس النيابة، وآخر الابن الذي لا يريد أن يغضب والدته ويقدم لها كل الطاعة رغم تمرده عليها في بعض الأحيان حتى إنه يحافظ على احترامه للهجته الصعيدية أمامها، وأخيراً الرجل الرومانسي الذي يريد فعل أي شيء من أجل محبوبته.
كان هذا المسلسل بمثابة حالة فنية خاصة جداً سرق الأضواء ليس فقط من المسلسلات العربية الأخرى، لكن من أغلب المسلسلات التركية التي هيمنت على الدراما التلفزيونية في الكثير من الفضائيات العربية في الفترة الأخيرة.
ثم جاء دوره في مسلسل "أفراح القبة" عام 2016 وهو مقتبس من رواية لنجيب محفوظ تحمل نفس الاسم، وقدم إياد نصار دور الممثل المسرحي طارق رمضان الذي لم يحصل على فرصة ليصبح نجم على الرغم من أن مؤسس المسرح صديقه "جمال سليمان " والذي قرر أن يتطهر من آثام الماضي بعمل مسرحي يكشف اسرار الفرقة المشينة من ضمنهم اسرار إياد نصار، ولكن كانت تركيبة شخصية إياد نصار تركيبة مختلفة فهو خاضع لأوامر صديقه جمال سليمان، ومن ناحية أخرى يحب منى زكي، وخلال الحلقات نجد اللحظات الرومانسية بينهما والتي أحيانًا تصل إلى حد الجنون، ولكن في نفس الوقت لا يرغب في الزواج بها لأنه لا يحب الالتزام بعلاقة، وكان من أكثر من حزنوا بعد وفاتها.
و لكن ... كان دوره في فيلم "حفل زفاف" عام 2009 هو الأسوأ على مدار مشواره الفني، حيث الأداء الباهت منه و من جميع الابطال، و اعترف اياد نصار بنفسه في إحدى حواراته الصحفية عن ندمه بالمشاركة في هذا الفيلم، الذي بدا لنا كأنه سهرة درامية تلفزيونية على الطريقة الأميركية وهو في الحقيقة مقتبس من فيلم أميركي عرض قبل أعوام على شاشات التلفزة، أكثر كثيراً مما عرض على الشاشات الكبيرة. وبدوره أتى مليئاً بعمليات قتل المجانية والشخصيات المسطحة والأحداث المفتعلة.
فيما لم يعجبني دوره و أدائه في فيلم " تراب الماس" في عام 2018 حيث ظهر بشخصية المريض النفسي الذي يستمتع بتصوير كل امرأة تأتي إلى بيته، لكنه لم يتقمص دور الرجل المضطرب نفسياً بالشكل الكافي ولم يظهر أداء قوي أو لربما دوره لم يعطيه المساحة الكافية لاداء الدور بالشكل الافضل نظراً للتركيز على ادوار كلاً من منة شلبي و آسر ياسين.
داليا محمد
اقرأ ايضًأ:
