اهم الاخبار
السبت 20 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

«الباكون بعيون ضاحكة».. أطفال الشوارع سابقا.. حسين وعبدالرحمن وسميرة أبطال حكايات وقصص مؤلمة

أطفال الشوارع1
أطفال الشوارع1

دموعهم لا تجف، لايعرفون عن الحياة سوي مرها، لا يفارقهم الخوف، يوصمون دائما بأنهم أطفال الخطيئة، يتحسرون حين يرون اطفال تلهو وتمرح، ينامون بعيون خائفة، يحلمون بالامان، ينهش البرد أجسادهم ، يغتالهم القاصي والداني بنظرات الشفقة تارة والاتهام تارة، تجدهم اسفل الكباري وعلي اشارات المرور.. إنهم اطفال الشوارع الباكون بعيون ضاحكة. "الوكالة نيوز" في السطور القادمة تستعرض قصص بعض من هؤلاء الضحايا وناقشت الخبراء لمعرفة اسباب انتشارها وما الحل للحد منها . مأساة حسين "من ساعة ما اتولدت وأنا في الشارع"، هكذا بدأ حديثه الطفل حسين ذو الـ 12 عاما، فهو لا يعلم عن نفسه شيئا، لا يعرف سوى بيع الذرة و احيانا الترمس و في احيان اخرى يلجأ إلى التسول لكسب قوته اليومي ، لا يذكر ان له أسرة أو أهل كل ما يعلمه انه ينام اسفل الكوبري على كرتونة مهترئة حتى اصبح هذا فراشه و موطنه وبيته وان يدفع الاتاوات التي تفرضها عليه مافيا الشارع. حسين واصل سرد واقعه المؤلم مع المعلم الذي يجبر الأطفال على العمل تحت طوعه و يرجعون له باليومية: "بخاف مدفعش المعلم يضربني و يحرقني، المعلم هو اللي بيقولنا هنشتغل ايه النهاردة و هو الي جابلنا عربية الدرة و الترمس و بيقولنا هنبيع ايه".  الطفل حسين كشف عن واقعة محاولة هروب أحد الاطفال من المعلم الي خشي على مصيره إذا تفوه بأي معلومة عنه، قائلا إن المعلم احضره من جديد لذلك لا يحاول حسين الهرب خوفا من المعلم. الحقيقة العارية التقينا طفل آخر يدعى عبدالرحمن، يبكي في شوارع وسط البلد يبكي ويطلب بعض الملابس فقط و من الواضح عليه اثار الضرب الشديد، لم يطلب طعام و لم يطلب المال فقط طلب بعض الملابس و جلس في حالة بكاء يرفض الحديث ولا احد يعلم السبب و لا احد حاول الاقتراب منه، كل ما قاله هو "انا معنديش بيت و معنديش مكان اروحه ". حالة أخرى هي الطفلة سميرة " بائعة المناديل" كما أطلقت على نفسها، تمر امام المحلات و القهاوي تبيع المناديل تجد بعض التعاطف احيانا و في بعض الاحيان تجد النفور و المعاملة السيئة التي تدفعها للبكاء، قتلوا البراءة "انا معرفش  عندي كام سنة " هذا كان رد سميرة عندما سألناها عن عمرها، اما عن اسمها فقالت انها لا تعلم سوى ان اسمها سميرة و لديها جدة تأتي بها كل يوم الى هذه المنطقة و تتركها لتبيع المناديل وحدها في الشوارع ثم تعود جدتها اخر النهار لتأخذ حصيلة البيع و تطعمها الفتات و احيانا تطعمها من القمامة و بقايا الطعام في النفايات. قالت سميرة انها لا تعلم اين تسكن " تيتة بتاخدني و تجيبني من مكان بعيد انا و اخواتي و كل واحدة فينا بتبيع في مكان " . تلك بعض من قصص آلاف أطفال الشوارع لا يعلمون عن أنفسهم شيئا وقعوا بين قلوب لا تعرف الرحمة، استغلتهم اياد لم تر يوما البراءة ولا عرفت معناها ، هددوهم ليصمتوا و عذبوهم حتى لا تنطق افواههم عن اسماءهم ولا شخصيتهم الحقيقية استغلوا براءة هولاء الاطفال لكسب المال و ظلوا هم وراء الستار. لا يوجد حتى الأن احصائية مؤكدة توضح عدد اطفال الشوارع في مصر و لكن المؤكد ان الظاهرة كل يوم في ازدياد و يزداد معها تبلد المشاعر تجاه هؤلاء الاطفال، ورغم ان الكثيرين لديهم شعور سلبي نحو هؤلاء الاطفال إلا ان يد العون و الرحمة تظل موجودة عبر الجمعيات و الحملات لإنقاذ اطفال الشوارع . "أطفال بلا مأوى" برنامج من اكبر الحملات التي تساعد اطفال الشوارع ،أسسته وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع صندوق تحيا مصر و وفقا للبحث سنة 2014 وجد ان هناك 20 الف طفل علي مستوى الجمهورية بلا مأوي و انطلقت الحملة لمساعدة هؤلاء الاطفال من وقتها، يتكون البرنامج من 17 وحدة متنقلة تجوب المحافظات كل واحدة تشمل فريق مدرب علي التعامل مع اطفال الشوارع و كل وحدة تضم اخصائي اجتماعي و اخصائي نفسي، بدأ العمل من خلال 10 محافظات فقط و وصل الأن الي 14 محافظة و سيتم ضم محافظة الدقهلية الى خطة العمل هذا الاسبوع. حازم الملاح المتحدث الرسمي بإسم برنامج "أطفال بلا مأوى" التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، حدد 4 أسباب لانتشار ظاهرة أطفال الشوارع. أول تلك الأسباب، بحسب الملاح، يتمثل في التفكك الأسري، إذ يؤدي الطلاق الى تشرد الأبناء وبحثهم عن مأوى في الشارع، وهناك أيضا الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تؤدي الى استغلال براءة الاطفال لكسب المال بالتسول . وأضاف الملاح: "السببين الاخيرين هما العنف الاسري الذي يجعل اطفال كثيرين يهربون من اسرهم و يبحثون عن ملجأ في الشارع، فضلا عن أن مساعدة الاطفال المتسولين بالمال يجعلهم يرفضون الذهاب الى المؤسسات، ما يجعلهم استهال كسب المال بالتسول على تعلم حرفة او غيره، فمن الأفضل عند مشاهدة هذه الحالات الاتصال بالخط الساخن لبرنامج اطفال بلا مأوى 16439، و التبرع بالمال للمؤسسات و الملاجئ و الجهات الرسمية المخصصة لحماية الاطفال بلا مأوى على مستوى الجمهورية. و تابع الملاح: ان التطوع ليس بالمال فقط و لكن التطوع ايضا ان يكون لنا دور داخل المؤسسات مع الاطفال ان يكون هناك دمج بيننا و بينهم و صلة تقربنا منهم لتغيير الصورة الذهنية السيئة التي صورتها الدراما المصرية عن اطفال الشوارع انهم مجرمون . بعد هذا الرصد، يطل السؤال " هل سنستطيع في يوم ما القضاء على هذه الظاهرة لينعم اطفالنا بطفولة هادئة تبنى لا تهدم؟". “التضامن” توقع بروتوكول تعاون لرعاية أطفال الشوارع كتبت ندى البلتاجي