اهم الاخبار
الأحد 24 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

عربى و دولى

انتخابات تل أبيب.. الفلسطينيون يترقبون وعرب إسرائيل هم أصحاب القرار

تتجه الأنظار الفسطينية والعربية بكثيرمن الترقب والقلق صوب صناديق الإنتخابات الإسرائلية التي فتحت أبوابها اليوم الثلاثاء، أمام الناخبين لإختيار أعضاء الكنيست، وبالتالي اختيار رئيس الوزراء الإسرائيلي المقبل، في انتخابات يمثل فيها الطرفين المتنافسين على مقعد رئيس الوزراء، وجهان لعملة واحدة، في الوحشية التي تواجه بها اسرائيل الفلسطينين على الأراضي المحتلة، فكلاهما يتباهى بما سيقدمه لإسرائيل، مقابل الهيمنة وفرض السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية. ففي حملته الانتخابية تباهى "بيني غانتس" رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي، أبرز منافس لرئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" في الإنتخابات التشريعية، في تسجيلات مصورة، بعدد المسلحين الفلسطينيين الذين قتلوا، والأهداف التي تم تدميرها تحت قيادته في حرب عام 2014 التي خاضتها إسرائيل ضد حركة حماس التي تدير قطاع غزة، قائلا إنه تم قتل "1364 إرهابيا" في القطاع المحتل الذي أعيد إلى العصر الحجري، نتيجة هذه الحرب، وحينها أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن الدولة العبرية ارتكبت جرائم حرب خلال تلك الحرب المدمرة. كما تعهد بأن إسرائيل ستحافظ على مسؤولية استتباب الأمن شرق نهر الفرات، ما يعني أيضا في الضفة الغربية المحتلة، وأن الوحدات الإستيطانية الموجودة ستزداد، أما القدس بما فيها القدس الشرقية المحتلة، أكد غانتس أنها ستبقى إلى الأبد عاصمة إسرائيل. فعلى غرار أغلبية رؤساء أركان الجيش الـ19 ممن سبقوه في هذه الإنتخابات، يخوض "غانتس" الإنتخابات ويبدو مصمما على تولي الحكم في البلاد، وهو المنافس الجدي الوحيد لـ"نتانياهو". وإن كان 11 من الجنرالات السابقين قد أحرزوا مقاعدا في الكنيست، و10 آخرون تسلموا حقائب وزارية، تبقى رئاسة الوزراء هدف "بيني غانتس" الرئيسي، بعد تمكن رئيسين سابقين لأركان الجيش، إسحق رابين وإيهود باراك، من شغل هذا المنصب. ويقدم "غانتس" نفسه في حملته الانتخابية كبديل مشرف لـ"نتانياهو"، الذي من الممكن أن توجه إليه تهم بالفساد في الأسابيع المقبلة، مؤكدا أنه هو وائتلافه الوسطي "أزرق أبيض" يريدان تشكيل حكومة وحدة تدعمها الغالبية العظمى من الإسرائيليين، موضحا أنه لن يكون هناك مزيد من التحريض على الخلافات، وإنما العمل السريع لتشكيل حكومة وحدة. وعلى الناحية الأخرى يسعى "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى كسب شعبية أكبر لدى الشعب الإسرائيلي، بإعلانه قبل أيام من بدء الإنتخابات، ضم منطقة غور الأردن في حال إعادة انتخابه. وأوضح نتانياهو ذلك في خطاب تلفزيوني قائلا: "أعلن اليوم عزمي على إقرار السيادة الإسرائيلية على غور الأردن والمنطقة الشمالية من البحر الميت"، موضحا أن هذا الإجراء سيطبق "على الفور" في حال فوزه بالانتخابات المقبلة، و أنه ينوي ضم مستوطنات تشكل 90% من غور الأردن، وتمثل المنطقة نحو 30% من الضفة الغربية. وكان "نتانياهو"  قد دشن في يونيو الماضي، مستوطنة في مرتفعات الجولان المحتلة باسم "رامات ترامب" تكريما لمجهودات ترامب تجاه إسرائيل من الاعتراف بالقدس عاصمة لها، والاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة. كما يسعى للفوز بولاية خامسة تبقيه في الحكم أكثر من مؤسس الدولة العبرية "دافيد بن غوريون" بعدما تربع عليه منذ 13 عاما، أي منذ انتخابه في عام 2006. ويتودد "بيني غانتس" للأقلية العربية في إسرائيل للإقبال على التصويت لإئتلافه في الإنتخابات، ما قد يرجح كفة السباق لصالحه، وأغرق إئتلافق "أزرق أبيض" المدن العربية بملصقات الحملات الإنتخابية. وعلى الرغم من محاولة إئتلاف "أزرق أبيض" كسب الأصواتق العربية، فإنه لم يبد أي مؤشر عن اختلاف في المواقف بينه وبين "نتنياهو" في تلك القضية، إذ قال "غانتس" لراديو الجيش الإسرائيلي: أؤيد ترك الغور تحت سيطرة إسرائيلية في أي سيناريو محتمل. وتتكون الأقلية العربية في إسرائيل، والتي تشكل 21 بالمئة من إجمالي السكان، من الفلسطينيين الذين بقوا في مجتمعاتهم أو تشردوا في الداخل بعد حرب عام 1948 التي انتهت بقيام إسرائيل. وهذه هي المرة الأولى في التاريخ السياسي الإسرائيلي، التي تجرى فيها انتخابات ثانية في العام نفسه، بعدما فشل "نتانياهو" في تشكيل ائتلاف على الرغم من فوز حزبه اليميني "الليكود" بالانتخابات في إبريل الماضي. ففي تاريخ إسرائيل الممتد منذ 71 عاما، لم يسبق قط أن فاز حزب منفردا بالأغلبية المطلقة في الكنيست، ما يجعل من الائتلافات بعد الانتخابات عاملا مهما في الفوز. يتم توزيع مقاعد الكنيست 120 وفقا للتمثيل النسبي للقوائم الحزبية، ويتعين على أي حزب من أجل الفوز بمقاعد أن يحصل على 3.25 بالمئة على الأقل من الأصوات، ما يعادل أربعة مقاعد، ويسمح للحزب صاحب أكبر عدد من المقاعد بالتفاوض مع تشكيلات أصغر لتشكيل الحكومة. ويصوت نحو ستة ملايين إسرائيلي اليوم، على انتخاب أعضاء الكنيست، و تحديد اسم رئيس الوزراء، في عملية وصفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها استفتاء على شخصية "بنيامين نتانياهو" المرشح لولاية خامسة. وكان الرئيس الإسرائيلي "رؤوفين ريفلين"، تعهد بتجنب انتخابات تشريعية ثالثة بعد الاستحقاق الذي انطلق اليوم، وآخر جرى في أبريل الماضي، ودعى لأوسع مشاركة في الاقتراع، قائلا: "سأبذل قصارى جهدي للحصول على حكومة منتخبة في إسرائيل خلال أقرب وقت ممكن ولتجنب عملية انتخابية أخرى". وحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، فإن الأسباب التي أدت إلى إعادة الانتخابات ما زالت قائمة، في ظل مؤشرات على عدم قدرة "نتنياهو" أو منافسه زعيم حزب "أزرق أبيض" الوسطي المعارض "بيني غانتس" على تشكيل حكومة بمفردهما، دون عقد اتفاقات ائتلافية مع حلفاء محتملين. وكان البرلمان الإسرائيلي قد صوت في نهاية مايو الماضي،على حل نفسه نظرا لفشل "نتانياهو" في تشكيل ائتلاف حكومي بعد فوز حزبه "الليكود" في انتخابات إبريل الماضية، نتيجة خلاف بينه وبين حليفه السابق "أفيغدور ليبرمان" حول مشروع قانون يهدف إلى جعل الخدمة العسكرية إلزامية لليهود المتشددين.

كريم حسين

ﺗﻔﻀﻴﻼﺕ اﻟﻘﺮاء