اهم الاخبار
الجمعة 03 مايو 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

المسلسل التركي "الماضي العزيز"..دراما شيقة بعيدة عن المعتاد رغم ثغرات السيناريو

الماضي العزيز
الماضي العزيز

شهدت الحلقة الثانية من المسلسل التركي "الماضي العزيز" ارتفاع كبير في نسب المشاهدة بتركيا، بعد أن حققت الحلقة نسبة مشاهدة وصلت إلى 4.55، و ذلك بعد ان وصلت حلقته الأولى لنسبة مشاهدة 3.96، ما يُعد نجاح جيد، خاصة و أن المنافسة يوم عرضه الجمعة شرسة للغاية، فهو ينافس مسلسل "زهرة الثالوث" و مسلسل "الازقة الخلفية" و مسلسل "السلطان عبد الحميد".

Image

 مسلسل "الماضي العزيز" يحتوى على قصة جيدة و غير متكررة أو مستهلكة، و بعيدة عن الرومانسية االمفرطة و المعتادة في الدراما التركية، فلا يوجد مدير و موظفة يقع في غرامها دوناً عن البقية بلا سبب ، و لا يوجد قصة حب وُلدت في احضان قصة انتقام، لا يوجد اسلحة و ضابط شرطة يحب ابنة زعيم العصابة، فالقصة درامية اجتماعية بحتة و هذا دائماً ما يثير اعجاب الاتراك و يجذبهم لمتابعة أي عمل من هذه النوعية.

و تبدأ الأحداث بايبيك / سيفدا إرجينجي المعروفة بزينب من مسلسل "التفاحة الممنوعة"، التي تستعد لزفافها على السيد تيكين بعد اربعة ايام، السيد تيكين هو من استولى على اموال والدها و تسبب في وفاته، فأخذ منه المزرعة و القصر و كل شيء، فاقسمت ايبيك أن تستعيد أموال عائلتها، من هذا الرجل المحتال، و وفت بعهدها لوالدها و وجدت أن الطريقة الوحيدة لاستعادة حقوقها، هي أن تتزوج به لترثه فيما بعد.

و لكن قبل الزفاف باربعة ايام يصل ايبيك خطاباً من شخص مجهول يخبرها فيه انها ليست ابنة العائلة  التي تربت معها، و انها لديها شقيقات اخريات، لتسأل والدتها عن الأمر، فلم تنكر تلك الحقيقة، فتنفعل ايبيك عليها، ثم تقرر ان تتعرف على اخواتها، فترسل اليهن في العنوانين المرفقة بالخطاب، و تخبرهن الحقيقة و تدعوهم لحضور حفل  زفافها.

ديرين / ميليس سيزين الطبيبة و التي تتبناها عائلة ثرية، و تعمل بمستشفى والدها، تقرأ الخطاب في البداية بسخرية شديدة من الأمر و تظن أنه مجرد مزحة سخيفة أو فتاة محتالة تنصب لها فخاَ لتحتال عليها، فتمزق الخطاب و تذهب لوالدها و والدتها و تخبرهم ضاحكة بما حدث، و لكنهم لا يضحكون و تنتهز والدتها الفرصة و تخبرها بالحقيقة، و انهم بالفعل تبنوها من أحد الملاجيء، فتنهار ديرين و تعرف أن هذا هو سبب كره والدتها لها طوال حياتها، و تعود إلى الخطاب الذي مزقته و القته و تعاود تجميعه و الصاقه لتقرأه، و تقرر الذهاب لتلك الفتاة لتستفسر منها عن الأمر، أما الشقيقة الثالثة شيليم،  فلم تقرأ هي الخطاب، بل يقع في يد صديقتها عذراء من الملجأ، و التي تقرر هي الذهاب بدلاً من الشقيقة الحقيقية، و يجتمع الشقيقات الثلاثة من ضمنهم عذراء المزيفة في حفل الزفاف، و يكتشف الشقيقات أن تيكين يبرح ايبيك ضرباً، و هذا قبل زفافهم بساعات فيحذروها من استكمال هذا الزفاف، و لكنها تصر على استكمال خطتها و تؤكد انها تقبل اعتذار تيكين و انها ستتحمله، و لكنها في يوم الزفاف تكتشف أن تيكين لديه ابناً/ سيشكين أوزدمير الذي يذهب إلى الحفل متوعداً اباه و يظهر العداء الذي بينهم في حديثهم امام الحضور.

 بعد الزفاف يذهب الجميع و كذلك الشقيقتان اللاتي يؤكدن على ايبيك ان تتصل بهن فور حدوث اي شيء و تؤكد ديرين عليهن أنها لا تنوي تغيير  حياتها، و أنها ستجمع المعلومات عن والديها من خلال علاقاتها و علاقات والدها.

يدخل السيد تيكين مع ايبيك بيتهم الذي كان بيت والدها، و فور دخولهم يظهر وجه ايبيك الآخر و  يتضح انها كانت تضمر لتيكين نية سيئة في التعامل معه بقسوة، و أنها كانت فقط تتحمله كي يتزوجها و يصبح لديها كل الحقوق في أمواله، فيصفعها كعادته و لكن تلك المرة لم تستغيث ايبيك مثل كل المرات السابقة، بل تصفعه هي الأخرى و تهدده بأنها ستحرر له محضراً في قسم الشرطة لأنه يضربها، و ستسجنه إن تمادى معها فيما بعد، فتثير كلماتها المتوعدة غضبه و يحاول ضربها بالفعل، فتدخل إحدى الغرف، و تغلق على نفسها و تتصل بديرين و شيليم (عذراء) و تطلب منهن العودة سريعاً، فيعودن لها، و يدخلن القصر من النافذة و تدفع ديرين السيد تيكين من أعلى الدرج لتبعده عن ايبيك، ثم تحاول اسعافه و تدلك له عضلة قلبه، فيستيقظ و يمسك بديرين من رقبتها و كاد يقتلها لولا عذراء التي تقتله لتنقذ ديرين، يجد الشقيقات انفسهن أمام جريمة قتل و يضطرون لتنظيف ما فعلاه، فيخرجون بالجثة و يدفونها في منطقة مهجورة، في الوقت الذي يرسل تيكين رجاله ليضربون ابنه حتى يترك القرية و يرحل كي لا يعكر عليه صفو زواجه الجديد.

و تبدأ الحلقة الثانية بسنان ابن تيكين الذي يذهب إلى القصر ليتحدث مع والده، لكنه لم يجده و يستغرب وجود الصديقات مع زوجة ابيه ايبيك في ليلة زفافها، و يرى بقعة الدماء على الأرض، فيسأل ايبيك عن الأمر في صباح اليوم التالي، و بعدما يكتشف غياب والده لأول مرة، فتتحدث معه و تروى له أمر المشاجرة مع والده و تريه جسدها المصاب بالكدمات، فيتعاطف معها و تبدأ هي الأخرى في الشعور بشيء نحوه، و لكن تخبرها عذراء انه يجب الصاق التهمة به بعد مشاجرته في حفل الزفاف مع والده، و أنه الشخص المناسب لتحمل القضية و ابعاد التهمة عنهن، لكن ترفض ايبيك الأمر نهائياً، و تذهب لسنان لتحذره و تطلب منه الذهاب و ترك القرية قبل ظهور والده و اثناء ذهابه، يتشاجر سنان مع السائق الخاص بوالده الذي وضع في سيارته الخاتم الخاص بالسيد تيكين، و يتهمه أمام رجال الشرطة أنه من قتل السيد تيكين، فيفتشون السيارة و يجدون الخاتم و يتم القاء القبض على سنان في وسط ذهول و صدمة ايبيك التي بدأت تقع في غرامه.

على الجانب الآخر نجد حكاية شيليم الحقيقية التي يتم اختطافها هي و خطيبها من قبل عصابة قامت عذراء بالاحتيال عليهم، فيتشاجر معهم خطيبها في محاولة منه للفرار منهم، لكنهم يقتلونه بطلق ناري و تخسر حياة حبيبها و والد طفلها الذي مازل في احشائها و يتركها بمفردها في مصيبتها التي لا تعرف لها حلاً، فتمتلأ حقداً و كرهاً لصيقتها عذراء، و تحاول الانتحار إلا أن عمها الذي ارسل لها و لشقيقاتها الخطابات، ينقذها من الموت في اللحظة الأخيرة و يخبرها كل شيء عن حقيقتها و يخبرها انه يعرف مكان عذراء و والدتها و يرعاها صحياً، و يذهب بها متعمداً في المستشفى التي تعمل بها ديرين ليتقابل الشقيقتان دون أن تعرف كلاً منهن أنها شقيقة الأخرى.

في الوقت الذي تكتشف فيه اسرة ديرين ان ابنهم يختلس من حسابات المستشفى و أنه سيدخل إلى السجن، تطلب منها والدتها التضحية و دخول السجن بدل شقيقها، و لكن ديرين ترفض ذلك و تترك لهم البيت و كل شيء و تذهب للعيش مع شقيقتها ايبيك في مكان جريمتها، و كي تتابع تتطور الأمور، بسبب شعورها بالذنب و القلق الشديد على مستقبلها، و ذلك بعد أن أقنعها كنان / بوراك يمان الذي تعرفت عليه في طريقها إلى حفل الزفاف، و نشأت بينهم قصة حب سريعة ، لكنه لم يتركها ابداً خاصة بعدما شعر بتعبها و رأى رقبتها المجروحة، كما نكتشف ضمن أحداث الحلقة الثانية ان والدة البنات الثلاثة في السجن بسبب تهمة قتل والدهم لذلك اضطرت ايداعهم في الملجأ ، و لكنها تؤكد أنها بريئة.

الأحداث بها فراغات كبيرة ، فمثلاً كيف لشقيقات ان يصدقن انهن اخوة بدون حتى أن يرون البطاقات الشخصية لبعضهم البعض، ألا يمكن أن يقع الخطاب في  يد أي شخص كما حدث بالفعل، و كيف يخرج الثلاث بنات بالجثة دون أن يراهم أي أحد، كما أن تقبل ايبيك لأمر أنها متبناه لم يكن مقنعاً على الاطلاق، فكيف لفتاة تعرف انها متبناه و تكمل حفل زفافها بدلاً من ان تهدم الدنيا رأساً على عقب، و تذهب لتعرف صحة المعلومات التي ارسلت اليها، و لكنها تتقبل الأمر بعد قليل من الانفعال و الغضب، و ترسل لشقيقاتها خطابات لدعوتهن لحفل الزفاف، و ربما يقصد الكاتب أنها ذات قلب بارد و ان كل ما يهما هو اتمام حفل الزفاف كي تحقق انتقامها.

Image

الأمر الأكثر حيرة هو كيف سمحت ايبيك لنفسها أن تقع في غرام ابن زوجها و هي تعلم جيداً انه لا يجوز لها، و كيف ستستمر قصة الحب بينهم، و من المفترض أنهم الثنائي الرئيسي الرومانسي في الأحداث، و هل سيتضح ان سنان ليس ابن تيكين و أن هذا هو سبب معاملته السيئة لوالدته و له ؟

Image

في النهاية أحداث المسلسل مسلية و مثيرة للغاية، لا يوجد بها أي ملل، رغم ثغراب الأحداث التي اضطرتني أن اكتب مقالي بعد الحلقة الثانية و ليس الأولى كالمعتاد، كي استطيع الحكم على الأحداث جيداً،  لكن يُحسب للمسلسل تقديمه  البطولة الجماعية و تعدد قصص الحب و الثنائيات الرومانسية، كذلك هناك شيء مهماً للغاية علينا الاشادة به و هو أن سيشكين أوزدمير استطاع أن يدرك اخيراً بعد عدة اخفاقات متكررة، و عدة مسلسلات من بطولته تم ايقافها انه سيكون أفضل في البطولة الجماعية، لكن اعيب عليه شيء واحد و هو اللوك الذي يظهر به في الأحداث و الذي لا يناسبه اطلاقاً، بالطبع هو يناسب شخصيته في العمل كونه خريج سجون و يفتقر للمال، كما يعاني من اهمال والده له، و يُحسب له تضحيته بوسامته كي يناسب الشخصية التي يقدمها، و لكن من رأيي أن الوسامة ليس لها علاقة بما يعانيه الانسان من مشكلات في حياته كما أنه بمظهره المزري هذا لن يكن الرجل الذي تقع في غرامه ايبيك التي رفضت حب ماهر و كنان،  بل و تقع في غرامه و هو ابن زوجها و  في غضون يومان فقط من معرفتها به رغم عدم وجود أي مواقف جيدة تجمعهم، بل أنه يهينها و يصفها بمنزوعة الكبرياء و الكرامة، فلابد أن يكون رجلاً ساحراً و أكثر وسامة من ذلك.

لكننا ننتظر ما ستأخذنا اليه الأحداث في تلك القصة المثيرة، و كيف ستنكشف جريمة الشقيقات، و ما سيكون رد فعل سنان و كنان و ماهر بعد معرفتهم بحقيقة الفتايات الثلاث.

داليا محمد

اقرأ ايضاً:

المسلسل التركي الجديد “فرحات و شيرين”..حب و انتقام و عداوة بين رجل و شقيقتان

المسلسل التركي “الطفل” الحلقة السادسة..رغم اشتعال الأحداث مازالت نسب المشاهدة منخفضة

المسلسل التركي “حب أعمى”..بعد جائزة الايمي يحقق نجاحاً مذهلاً في الولايات المتحدة