الأرابيسك.. «فن السلاطين» يواجه الاندثار (فيديو وصور)
"فن الأرابيسك" من الفنون الأصيلة التي تميزت بها الحضارة العربية الإسلامية، والتي تعود أصولها إلى أكثر من ألف عام، وهو – في الأصل – صناعة معمارية الطابع تدخل في الأثاث غالبا، وقد برز "فن الأرابيسك" خلال العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين. وظهر فنانو الأرابيسك العرب في مصر وبلاد الشام، الذين تم إيفادهم إلى اسطنبول في القرن التاسع عشر، لتزيين قصور السلاطين العثمانيين، ويروى أن عملية جلب هؤلاء الحرفيين كانت قسرية حتى أن بعضهم لم يعد إلى بلاده بعدما أنجز عمله مرة أخرى وكانوا بمثابة "أسرى فن". حيث زينت أعمال "الأرابيسك" القصور والبيوت والمساجد، وامتازت أشغالها بدقة صنعة وبراعة في التنفيذ وجماليات تتواءم مع واقع المعمار. https://youtu.be/Ro_4v7d82L8 وكان ازدهار فن "الأرابيسك" في تاريخ المنطقة عائدا إلى انتشار الأثرياء والسلاطين الذين كانوا يتنافسون في إضفاء التفرد على قصورهم ومنازلهم، وقد شهدت المنطقة العربية والإسلامية آنذاك مظاهر عديدة من التطور الثقافي والاجتماعي والفني خصوصا فن "الارابيسك" وفنون الموسيقى الأخرى، وانتشرت هذه الفنون في المناطق الأكثر رخاءً وتقدما كالأندلس والشام ومصر، ومن ثم برز التطور في إبداعات "الأرابيسك". وغلبت على معظم الأعمال الفنية الطابع الزخرفي والخطوط والحفر ورسوم النباتات عليها، فيما خلت من الرسوم الحية للكائنات البشرية والحيوانات، وتخصصت في تلك الأعمال مدن وأحياء بكاملها شكلت ما يشبه ورش العمل الفني أو المدارس التعليمية لهذا الفن، الذى بدأ في الاندثار منذ أكثر من نصف قرن. تبرز في "فن الارابيسك" روعة الفنون الإسلامية بأشكالها المتنوعة وانسجامها وتوافقها مع واقع البيئة الحضارية العربية والإسلامية، كما أنها تعبر في أنماطها المتنوعة عن الطبيعة الثقافية والحضارية للأماكن التى أنتجت فيها وإلى ميول الطبقات الاجتماعية التى كانت تستخدم هذا الفن في تزيين أثاثها وبيوتها وقصورها.
تقرير فاطمة علي تصوير راما البغدادي
اقرأ أيضا: بيت الحكمة الممثل العربي في الصناعات الثقافية بمعرض الصين الدولي للاستيراد نائب المحافظ تعلن فتح أسواق جديدة أمام المنتجات الحرفية بالوادي الجديد