اهم الاخبار
الخميس 25 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

مسلسل "ابنة السفير" بين سانجار و غديز تغييرات في السيناريو..و اين تكمن روعة شخصية سانجار ؟

يُعرض حالياً المسلسل التركي “ابنة السفير” من بطولة انجين اكيوريك و نسليهان اتاجول يوم الاثنين من كل اسبوع في تركيا، و يحظى المسلسل باهتمام كبير في تركيا و معظم دول الشرق الاوسط خاصة السعودية، حيث تصدر اسمه قائمة الاعلى بحثاً في محرك البحث العالمي جوجل بالمملكة العربية السعودية و اليونان و اسبانيا و دول امريكا اللاتينية.

و اثار المسلسل ضجة كبيرة عبر مواقع السوشيال ميديا، و شهد تفاعل كبير من المشاهدين منذ عرض حلقته الأولى، حيث عبر  عدد كبير من المشاهدين في تركيا عن استيائهم من شخصية سانجار التي يجسدها النجم التركي المبدع "انجين اكيوريك"، بعدما رفض تصديق ناره و عاملها بقسوة شديدة، و تركها في ليلة الزفاف بعدما اكتشف انها ليست عذراء، و ظن انها خدعته، و لكنها تعشقه و لم تخدعه ابداً، بل  انها تعرضت لحادث اغتصاب، لكنه لم يصدقها حين اخبرته الحقيقة.

بل و لم يصدق صديقه كاروك حين اخبره انها القت بنفسها من أعلى الجبل، و حين حاول الاتصال بها، اتصل بشقيقها المعنوي أكين و سأله عنها، و صدقه حين قال له انها لم تلقي بنفسها أو شيء من هذا القيبل، و أنها بخير للغاية و ذهبت في رحلة مع صديقها اليباني.

في حين  كانت شخصية غديز الذي يجسدها الممثل التركي  أوراز كايجيلار أوغلو أكثر رحمة و حناناً، شخصية متفتحة متفاهمة، يتحاور و  يسأل و يستمع و يتأثر، حيث بكى بالدموع حين أخذت تشرح له معانتها و كم أن جسدها محطم، و قلبها مكسور لعدم تصديق حبيبها لها، ليتأثر بحديثها لدرجة انه وقف يجفف دموعه من كلماتها التي تحمل كماً كبيراً من المعاناة و الألم و الجرح الذي لا يتوقف عن النزيف.

Image

لذلك دشن الفانز التركي للمسلسل  حملات عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر عبروا فيها عن اعجابهم بشخصية غديز الرقيقة الحساسة المتفاهمة و طالبوا الكاتبات أن تجعل الثنائي الرومانسي في العمل هم ناره و غديز، لذلك قامت الصفحة الرسمية للمسلسل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعمل استفتاء للشخصية الأفضل بين شخصيتي غديز و سانجار، ليفوز غديز بنسبة 64 % و حصلت شخصية سانجار على نسبة 36 %.

Image

و نظراً لأن انجين اكيوريك صاحب شخصية سانجار هو البطل الرئيسي في العمل و لا يمكن ابداً ان تحب البطلة غيره، كما ان انجين اكيوريك يتقاضى أجر كبير جداً يصل إلى 200 الف ليرة تركية في الحلقة الواحدة، لذلك لا يمكن أن تستحوذ شخصية أخرى على اهتمام الجماهير، فقد يتسبب ذلك في مطالبة  المنتج للكاتبات بتغيير شخصية غديز  ليصبح شريراً أو منافقاً، و يبقى بجانبه سانجار الشخصية  الأفضل كما يمكن التحسين من شخصية سانجار لتستحوذ على اعجاب الجماهير و اهتمامه بشكل اكبر.

في النهاية و رغم أن شخصية سانجار بالفعل سيئة و معقدة و تعاني من تناقضات كبيرة، إلا انها شخصية ثرية فنياً و واقعية للغاية بعيدة كل البعد عن الشخصيات الكارتونية المثالية بشكل مبالغ فيه، ما يجعلنا نشعر بعدم التصديق لما نراه.

 كما أن شخصية سانجار رغم عيوبها إلا أنه عاشقاً لناره بجنون، لم يستطع نسيانها رغم كل تلك السنوات التي مضت، رغم قوته و قسوته إلا أنه يقف أمامها مرتجفاً، مرتعداً خوفاً من أن تشعر بحقيقة مشاعره نحوها،بيرق عينيه  و دموعه المحتبسة بداخلها، و صوته الخافت المتقطع من شدة الألم،  يكاد قلبه يخرج من مكانه من شدة حبه لها، سانجار هذا به شيء جيد لم يلاحظه ابداً معظم مشاهدي المسلسل و هذا الشيء هو الذي جعل ناره تقع في غرامه و تظل تحبه رغم كل ما فعل، و هو خوفه عليها من نسمة الهواء الطائر، يحافظ عليها حتى من نفسه، حين طلبت أن يقلبها رفض، لأن حبه صادق بريء بدون أي اطماع، رجل لديه كبرياء و عزة نفس لم يقبل على نفسه أن يعيش من اموال زوجته، بل عمل و اجتهد ليلاً  نهاراً حتى اصبح ثرياً، كلمته واحدة و يفي بوعوده،  فحين وعد سانجار ناره أن يشتري لها القصر و الفرس (غيجي)، نفذ وعده و اشترى القصر و الفرس رغم فراقه عن تلك الحبيبة، لا يمكن أن يُظهر عكس ما يشعر به فدائماً يقول لناره يا ابنة السفير من شدة غضبه منها الذي لا ينتهي، و حين طلبت  منه ان يكف عن ندائها بابنة السفير،  اخبرها انه في حالة لا تجعله يقول "نارة خاصة سانجار"، فإما ان تكون حبيبته أو يعاملها كالغريبة و لا يوجد وسط بين هذا و ذاك، إما الاسود أو الابيض، لا يعرف اللون الرمادي ابداً، فهو يتمتع بصدق شديد لذلك اغضبه كذب ناره عليه و اخفائها عنه شيئاً كبيراً كهذا، شخصية مستقيمة لا تعرف الانحرافات أو الطرق الملتوية في أي شيء، تواضعه ومعاملته الراقية للموظفين في شركاته ما زال ذلك الانسان البسيط رغم ثراؤه الفاحش و سلطته، لا يتكبر بامواله على الفقراء البسطاء، بل يساعدهم سراً، لا ينسى اصله بل يحكي لابنته عن جده الرجل البطل متفاخراً ببطولته.

 قد تكون شخصية سانجار معقدة و غيورة و تملكية لكن هذا نتيجة تربيته على عادات و طباع حادة و الالتزام الشديد في كل شيء، فانا واثقة أنه إذا كانت ناره لم تتعرض لحادث الاغتصاب هذا، فكانت ستعيش  حياة سعيدة مع سانجار و كان سيصبح زوجاً مثالياً، لا يخون و لا يغش و لا يخدع، شخصية ذات وجه واحد و قلب واحد لا يتغير مهما حدث، يحافظ على زوجته و يحميها بحياته، و يفي بوعده  لها، الآن  قد يكون سانجار أخطأ في حق ناره، و لكنه بالتأكيد كان ضحية الصدمة و غضبه الأعمى المسيطر على شخصيته، لذلك كان عليها أن تفهمه جيداً و تقوم باخباره كل شيء قبل الزواج، أو انتظاره حتى يهدأ و تأتي له  بدليل على صدق كلامها، لكنه كان ضحية صمتها و ابتعادها وخوفها.

Image

انجين اكيوريك تُرفع له القبعة على اختيار هذا الدور و تجسيده بهذه الطريقة، فنجم بحجم انجين أكيوريك يمكنه أن يغير في الشخصية كما يشاء، يحذف و يضيف لها كما يحلو له، أو كان يمكنه أن يختار دور غدير  منذ البداية الذي نال اعجاب الجميع، و هو بخبرته يعرف جيداً أن شخصية سانجار ستسبب هذا الهجوم الشديد عليه، لكنه جسد الشخصية كما هي حرصاً منه على عدم تكرار نفسه حتى لا تصبح الشحصية مشابه لشخصية كريم التي جسدها من قبل في مسلسل "فاطمة"، و نشهد له على اتقانه في تجسيد الشخصية فمنذ اللحظة الأولى التي يطل فيها انجين اكيوريك على الشاشة بمسلسل "ابنة السفير" يمكنك أن تعرف كم أن هذا الرجل مصدوم و يعيش مأساة داخل نفسه، من نظرة واحدة دون ان ينطلق كلمة واحدة، بملامحه المعبرة و عينيه الناطقة، و يكفي انه اعتذر عن مسلسل "اصطدام" حتى لا يكرر نفسه في  تقديم شخصية الضابط.

لذلك أنا اعتبر شخصية سانجار شخصية جذابة و قد تكون من افضل شخصيات انجين اكيوريك  حتى الآن، تنم عن نضج الفنان الذي اختارها، و الذي اعتبر افضل شخصياته هي شخصية مطصفى بلوط، تلك الشخصية المجنونة، المتمردة، القوية و التملكية الانانية، لا يعرف شيئاً إلا ما يريده، و يصل إليه بأي ثمن، الشخصية الانتقامية، حتى من والده،  بعيداً عن ملائكية كريم أولغاز  أو مثالية عمر ديمير الذي زج شقيقه بالسجن و استقال من عمله لارضاء حبيبته.

داليا محمد

اقرأ ايضاً:

المسلسل التركي “ابنة السفير” بعد تصدره التريند العالمي..شعبية انجين اكيوريك وراء دبلجة المسلسل بعد المقاطعة

تفاصيل الحلقة الثانية من مسلسل “ابنة السفير”..نسليهان بطلة المشاهد الاصعب..و انجين صاحب الشخصية الأكثر تعقيداً

المسلسل التركي “ابنة السفير”..نجاح باهر لدراما رائعة عن قهر المرأة و نظرة المجتمع