اهم الاخبار
الخميس 28 مارس 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تعليم

«المصلحون أمان للأرض من الهلاك».. ندوة لخريجي الأزهر بسوهاج

أكد الشيخ عبدالرحمن اللاوي، الأمين العام لفرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بسوهاج، أن الإصلاح بين الناس وصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم للأمة. وقال: "وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" البقرة (224). يقول تعالى -: "فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" الأنفال(1). وقال تعالى : "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" الحجرات(10). وروى أبو داود والترمذي وغيرهما عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة ،والصدقة؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة" (قال الترمذي هذا حديث صحيح). وقال: يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين". يقول علماء اللغة: إن الصالح صلاحه لنفسه، أما المصلح فيتعدى حدود صلاح لنفسه إلى تأثيره في مجتمعه الذي يعيش فيعمل فيه على إصلاح غيره وبالتالي إلى إصلاح كل شئ في بيئته المحيطة به فهو إنسان إيجابي حريص على ألا تشوب مجتمعه شائبة تحدث خللا يؤثر بالسلب على الجميع والإصلاح كلمة واسعة المعنى تعني كل إصلاح لأمر من أمور الدين أو أمر من أمور الدنيا. وأضاف:  "كما أن الإهلاك أيضا كلمة واسعة المعنى تشمل كل إهلاك قد يتعرض له المجتمع وليس بالضرورة أن يكون الإهلاك ماديا مثل صاعقة عاد، وثمود أو أحدثته المعارك وخلفته الحروب". وتابع:  " ربما يكون الإهلاك معنويا كالإهلاك للأخلاق أو الفكر ،أو الثقافة أو الناحية الإجتماعية فتصبح المجتمعات في خراب ودمار جوهري يصيب المعنى دون المبنى الذي بمفردة لا فائدة منه، ولا جدوى فما الحاجة إلى البنيان من غير إنسان أو إلى الجسد بدون روح؟! وأكمل:  "يقول تعالى "وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ" فعدم إهلاك الله تعالى للقرى بظلم مرهون بكون أهلها مصلحين، فمادام أهلها مصلحين فهي في معزل، ومنجى من الهلاك والخراب، أما إذا تنازل المصلحون عن دورهم في الإصلاح، واكتفوا بالصلاح لأنفسهم دون الإصلاح لغيرهم أصبحت مجتمعاتهم عرضة للإهلاك، فالصلاح وحده دون الإصلاح ليس كافيا لتحصين أي مجتمع من الدمار والهلاك. وعن أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش رَضِيِ اللَّهُ عَنْها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم دخل عليها فزعاً يقول: لا إله إلا اللَّه! ويل للعرب من شر قد اقترب! فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعيه: الإبهام والتي تليها. فقلت: يا رَسُول اللَّهِ أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث”. واستطرد:  "نستطيع أن نقول إن مفهوم المصلح يتسع أيضا ليشمل كل متقن لصنعته أو مهنته حريص على تطور مجاله الذي هو، أو مجتمعه الذي يسكنه، فالمصلحون في كل المجالات مادية كانت أو معنوية تسعد بهم مجتماعتهم وتنهض بهم أممهم لأنهم صمام أمان فيها أمام أي خلل أو اضطراب فعن النعمان بن بشير رَضِيِ اللَّهُ عَنْهماُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: مثل القائم في حدود اللَّه والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم؛ فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا. فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا”. مريم محمود اقرأ أيضا: منظمة خريجي الأزهر تستنكر الهجوم على المدنيين في الكونغو