حاتم الدالي يكتب: تهيئة المناخ للاستعمار
تهيئة المناخ للاستعمار، كان يبدأ دائما بأصوات من الداخل، تتحدث عن الظلم والفساد، وانه لا فارق بين حاكم وطني، واخر اجنبي او غير ذلك، بل احياناً يصورون لك ان العدل الغائب لن يتحقق، إلا باستدعاء هؤلاء الغزاة.
احذروا هذه الأصوات، وتلك الكلمات، والدعوات التي تغلف بغلاف قد يبدو حقاً، ظاهره الرحمة، وباطنه الخراب، والله اعلم بخائنة الأعين، وما تحوي الصدور.
والتاريخ المصري، يحوي أمثلة كثيرة، من هؤلاء، وتلك الدعوات، ولعل من أمثلة هؤلاء بوقتنا الحالي، بعض الإعلاميين المصريين، الذين ينتهجون ذاك النهج، بقنوات معاديه للدولة المصرية، ومن علي شاكلتهم داخل المجتمع المصري.
مكة قبلة المسلمين
.. ويحضرني هنا حديث سيدنا رسول الله، انه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خاطب مكة فقال: "والله إنك لأحب أرض الله إلي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت"، فهل كان عليه الصلاة وازكي السلام يخاطبها فقط لكونها بقعة بها بيت الله الحرام ام انه يتشارك مع ذلك، حب بالنشأة والمولد والأهل والذكريات، انه الوطن بمفهوم المشاعر الانسانية ، النشأة والميلاد، وكافة ما يحيطها من المشاعر الإنسانية، التي فطر الله عباده عليها.
كما أتذكر ايضاً ان مكة هي قبلة المسلمين، ولكن هي قبلة الصلاة وحج بيت الله الحرام، لا ينفي ذلك حث الله البشر علي تعمير الارض، فلم تلغي معها الأوطان، حتي عندما أتدبر بقصص القران، اجد بقصة سيدنا نوح وطن ونجاه وأعاده توطين، وخروج اليهود مع موسي، هو امر الهي، وكتب عليهم التيه، وهجرة المسلمين ورسول الله ايضا بوحي امر الهي.
فكرة الوطن
كل هذا يجعلني احذر من مساعي التشكيك والطعن في الوطن بشخوصه وحكامه وشعبه، ومساعي واستدعاء الخارج لدعم أوباش الداخل، فلا أتقبل ابداً مقولات البعض، او محاولات البعض، الانتقاص من فكره الوطن بحدوده، سيقول احدهم ان الارض ارض الله حقيقه، لكنه استخلف عليها بني ادم.. الوطن يا سادة هو بيت له آدابه وحرمته وحدوده، لذلك كنت رافضا دائما لكل شخص يري ان الوطن ما هو الا حفنه تراب.
الوطن اعلي واسمي من خيالات الكثيرين، لا يستشعر به الا من حكم عليه بالتيه.. اللهم نسألك النجاة للوطن.. وللأهل السلامة.
كاتب المقال: نائب الشئون السياسية والتنظيم بحزب الحركة الوطنية المصرية
اقرأ أيضا
حاتم الدالي يكتب: قطاع عام بمفهوم اقتصادي عصري جديد.. شكرًا فخامة الرئيس حاتم الدالي يكتب: السادات.. و«شوال الفيران»