اهم الاخبار
الجمعة 29 مارس 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

انجين اكيوريك بين سانجار و كريم..المشاهدين يعقدون مقارانات ابنة السفير" و "فاطمة"..فمن الأفضل؟

حقق النجم التركي "انجين أكيوريك" نجاحاً كبيراً و شهرة واسعة ليس في تركيا فحسب، بل في جميع انحاء العالم، و ذلك بعد عرض مسلسله "فاطمة" في أكثر من 144 دولة حول العالم.

و كلما عُرض مسلسل "فاطمة" في أي دولة، تصبح شخصية كريم ظاهرة فنية، ما يتسبب في هوس للمشاهدين بتلك الشخصية.

حيث كانت شخصية كريم ذات المثالية العالية و الروح الملائكية، الذي ساند فاطمة و عمل على احتوائها، و و ساعدها في تجاوز محنتها، بعدما أخذ يؤنب نفسه يومياً على سوء صنيعه، بعد ذنبه الكبير في حقها، و تحمله المسؤولية لما حدث لتلك الفتاة البريئة جراء اشارة واحدة من يده.

كل منا يرتكب الاخطاء في حياته كبيرها او صغيرها ..التافه منها والفادح...البعض يعترف بالخطأ ويأسف لوقوعه..لكن هل يكفي الاسف لمداواة عليل القلب المجروح؟

إلى اي مدى سوف تصل له لتحمل اقصى درجه من العقاب الذي وقع في حال كنت مذنباً بشدة؟

هل ستخضع له وتلقى جزائك بكامل الرضا؟ ام انك ستعارضه وتأبى ان تعامل كالمذنب طوال الوقت ؟

هذه كانت شخصية كريم، التي تسببت في وقوع المشاهدين في حالة من العشق لدرجة الهوس بهذه الشخصية  و شن هجوماً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي على شخصية فاطمة لمعاملتها القاسية معه، و اصبح الجاني في نظر المشاهد هو المجني عليه، حيث اعتبره المشاهدين أسدى معروفاً لفاطمة بزواجه منها و ليس أنه يصلح خطأ ارتكبه في حقها، و هذا بفضل نجاح انجين اكيوريك في تجسيد الشخصية و شعوره بالذنب الذي يؤرقه من نظراته المتألمة و الظلام الدامس في عينيه، حتى أصوات انفاسه و تنهيداته كلها لا تعبر إلا عن شيء واحد الحزن و الندم على ما فعل.

الجميع تسائل بعد عرض مسلسل "ابنة السفير" خاصة الحلقتين الأولى و الثانية، هل كان كريم سيتزوج بفاطمة إذا كان واثقاً من برائته ؟ أو إذا سمع ما حدث لها من اصدقائه مثلاً، و لم يكن مشاركاً في الجريمة بأي شكل من الاشكال ؟

هل لولا عقدة الذنب التي تؤرقه و شعوره بعذاب الضمير كونه أول المتسببين فيما حدث لتلك الفتاة البريئة و القضاء على حياتها و شرفها كان سيأخذ دور المتعاطف مع الضحية هكذا ؟

هل كان سيساندها و يقف بحانبها كما فعل حين كان مذنباً ..أم انه كان سينضم لبقية الظالمين و ينظر لها نظرة المجتمع القاسية و اعتبارها المذنبة الوحيدة في القضية ؟

بعد عرض مسلسل "ابنة السفير"  عقد المتابعين و معجبي الفنان انجين اكيوريك المقارانات بين شخصيتي سانجار  كريم ؟ و كانت اغلب الاجابات تنفي وقوف كريم بجانب فاطمة وزواجه منها إذا كان بريئاً من ذنبها.

فكما فعل سانجار و تخلى عنها و هو حبيبها و تركها في ليلة زفافهم، تماماَ مثلما فعل مصطفى في مسلسل "فاطمة" و تخليه عنها رغم حبه الكبير لها، فلم يصدق مصطفى كما لم  يصدق سانجار الحبيبة المغتصبة، و كان غضبهم الأعمى متصدراً لتصرفهم، بدلاً من  التروي و محاولة وزن الأمور، و لكن في المسلسلين نجد أن شخصية مصطفى و سانجار صدقا بعد فترة ما حدث، و حاول كلاً منهم استعادة حبيبته.

 ألم يندم مصطفى على تخليه عن فاطمة، و حاول استعادتها بكل السبل، التوسل تارة و الرجاء تارة و العنف تارة حتى فقد حياته ؟

ألم يحاول سانجار استعادة ناره و عمل لمدة عام كامل ليجمع ثمن التذكرة كي يسافر لها و يستمع منها، فور أن زال غضبه و استجمع نفسه، ألم يصدق حبيبته ؟ و تعامل مع ما اخبرته به على أنه حقيقة مسلم بها دون أن تجلب له دليلاً على صدقها و دون أن يرى بعينه، كان كلامها فقط كفيلاً ليهجم على أكين و يحاول قتله؟

فما الذي يجعل الحبيب يتخلى في مثل هذا الموقف في البداية؟

انه الغضب ، إلم يقولون أن الغضب هو جنون مؤقت، و أن أول الغضب جنون وآخره ندم، ألم يقول اصحاب الحكمة أن أولئك الذين هم في ثورة الغضب يفقدون كل سلطان على أنفسهم.

انه الحب الكبير، الشعور بالخسارة لمن حافظ عليها من نفسه ليأخذها غيره قسراً، انه الغضب الذي ينفجر كالبركان حين يعرف الحبيب ان حبيبته لمسها غيره في غيابه و لم  يستطع الدفاع عنها، الغضب من عدم ثقة حبيبته به لمشاركته سرها لدرجة أن تخفي عنه شيئاً كبيراً كهذا، شيئاً يخصه كما يخصها، و تتركه ليكتشف بنفسه، انها الصدمة من الكذب و الخداع و معرفة حقيقة مؤلمة كهذه في ليلة عمره مع حبيبته، الليلة التي ظن أنه أخيراً امتلكها، ليكتشف أنها لم تكن ملكه يوماً.

 و لكن حين يهدأ المرء و يفكر بتروي يفهم من هي حبيبته فيندم عن تخليه و يحاول العودة إلى حبه، تماماً كما يعود الطائر إلى موطنه، كل ما يحتاجه الحبيب في هذا الوقت هو الوقت ليُشفى جرحه، و يتوقف نزيف قلبه، فكي يداوي الانسان الآخيرين لابد  ألا يكون هو ايضاً مجروحاً.

لنعود أخيراً إلى شخصية كريم في مسلسل "فاطمة" و نجيب على التساؤل الذي حير المشاهدين وقت عرض المسلسل "فهل كريم كان سيتزوج من فاطمة إذا كان واثقاً من برائته"؟

من وجهة نظري المتواضعة أرى أنه كريم كان سيتزوج من فاطمة حتى لو كان بريئاً من ذنبها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، او على الأقل كان سيقف بجانبها و مع الوقت كان سيفكر بالزواج بها، لأنه انسان ذو ضمير يقظ، انسان متعاطف بطبعه مع الجميع، انسان حنون معطاء، انسان كريم، حيث كان يمكنه أن يتزوج من فاطمة ثم ينفصل عنها، و لم يكن مجبراً أن يتحمل منها كل هذه القسوة.

فليس عذاب الضمير وحده الذي جعله يتزوج بها، ألم يغتصبها مراد و سليم و عثمان، هل فكر احدهم ان يتزوج بها ليصلح خطأه، هل شعر أحدهم بتأنيب الضمير قط رغم يقينهم من كونهم وحوش مغتصبة؟

حتى مراد الذي شعر بعذاب الضمير و كانت عينه لا تغفل ليلة واحدة منذ الحادث، إلا انه حين وقف امام القضاء انكر فعلته ايضاً و لم يقبل ان يتحمل نتيجة ما فعل بأي طريقة سواء بالزواج من الضحية أو بالاعتراف بجريمته، و فضل أن يعيش في سجن ضميره عن سجن العقاب على ما فعل.

داليا محمد

اقرأ ايضاً:

المسلسل التركي “ابنة السفير” بعد تصدره التريند العالمي..شعبية انجين اكيوريك وراء دبلجة المسلسل بعد المقاطعة

مسلسلات انجين اكيوريك تنتشر عبر المنصات الالكترونية حول العالم بعد نجاحها الساحق على الشاشات

انجين اكيوريك الأعلى اجراً في تركيا..و اخيراً مسلسل “حتى الممات” مدبلجاً للعربية