بأقلامهم
حاتم الدالي يكتب: يحدث على قناة الجزيرة.. كذوب يروج لـ« حديث الإفك »!!
شخص ما، يتواجد وسط جمع من الناس يستمعون له، يتحدث فيهم بحديث كذوب، ويذكر بين سطور حديث الإفك ، ثم يستمر مستكملاً حديثه الكذوب، وفجأة وفي منتصف ما يقول يتراجع، مكذباً ما اقره حول واقعة الإفك، نافياً صحتها، ثم في نهاية الحديث الكذوب ينفي انه اعتذر او كذب واقعة الإفك، التي ذكرها في منتصف الحديث الكذوب.
تخيلوا معي، عندما يكون ذاك منهج وسيناريو دائر ليل نهار علي احاديث وبرامج قناة الجزيرة والجزيرة مباشر.. برأيك ماذا سيحدث بين عامة الناس؟.. كيف يستوعبون ما يبث من أفك كذوب؟.. بالطبع سينقسم الناس الي فئات وفئات في التعامل مع اكاذيب وحوارات ملتوية ملعوب في مضامينها، منهم فئة تستخلص حقيقة ومغزي الحديث، وتدرك انه كلام كاذب، فيهدره جملة وتفصيلاً، غير معول علي مضمونه، وتلك احسبها نسبة لن تتجاوز الـ١٠٪ من الحضور والجمع.. وفئة ثانية تردد كذبة الإفك الأولي، ربما بوعي او بدون.. وفئة ثالثة تردد ما دار من تكذيب صاحب الحديث الكذوب وتردد تراجعه عن واقعة الإفك التي ذكرها، وتلك ربما شجاعة او ربما غير ذلك.. اما الفئة الرابعة تؤكد انه تراجع عن اعتذاره لقوله حدث خاطئ.. فتحدث في النهاية حالة جدل عقيمة ببن الناس، تفسخ الروابط، وتهز الثوابت، وهذا هو المبتغى مما يبث علي سطح الجزيرة.
[caption id="attachment_296192" align="alignnone" width="750"] قناة الجزيرة[/caption]باختصار، فإن الراصد لتأثيرات ما يبث، علي الفئة الحاضرة لـ جلسة حديث الإفك ، سيجدهم ينقسمون الي مجموعات متناحرة، لأكثر من اربعة او خمسة فرق تكذب بعضها بعضا، وهنا لابد وان نتساءل اين المتحدث بالحديث الكذوب؟، انه غادر وانصرف بسلامة الله الي نقطة توجهه، تاركاً خلفه فتنة كانت نائمة، فأيقطها بواقعة الإفك، والحديث الكذوب، فتنة اندلعت بين مجموعات من الناس، تتناحر وتتعارك حول ما تم بثه.
فبعد ان تجمع الناس حول نقطة واحدة، وهي الاستماع لما يقال ويبث، وجدناهم بقدرة قادر، يتفرقون في نهاية الحديث الي فرق وشيع، تتعارك بسبب حديث كاذب، لشخص كذوب، انتشرت كذباته كالهشيم وسط جمع مستمعيه.
.. وهذا بالضبط، ما تفعله قنوات الجزيرة وتوابعها.
كاتب المقال: نائب رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية للشئون السياسية والتنظيم
اقرأ أيضا
حاتم الدالي يكتب: سفهاء الكلام حاتم الدالي يكتب: السيسي ومحمد علي باشا.. «عزيز مصر» هل يكرره التاريخ؟