جمال حسين يكتب: فيلم ايراني بإخراج امريكي

قبيل فجر أمس الاول طيرت وكالات الانباء العالمية خبرا عاجلا بان ايران نفذت تهديداتها بالثأر من امريكا التي اغتالت قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري واتضح فيما بعد انه فيلم ايراني بإخراج امريكي.

جاء في التفاصيل ان ايران اطلقت صواريخ بالستيةً على قاعدتين عسكريتين امريكيتين في العراق هما قاعدة عين الأسد وقاعدة أخرى في أربيل حيث يتمركز جنود أمريكيون.. حبس العالم انفاسه وذهب الجميع الى محرك البحث على جوجل لمعرفة المزيد من المعلومات حول خسائر القوات الامريكية وتدفقت الاخبار على لسان المسئولين الايرانيين بانهم اطلقوا 22 صاروخا اصابت اهدافها وكبدت امريكا خسائر بشرية اكثر من 80 قتيلًا خلافا للمصابين، وانطلقت الافراح في ايران ابتهاجا بالثأر لقاسمي قبل ان تجف دماؤه

80 جندي أمريكي ماتوا من الضحك علي صواريخ ايران البلاستيكية

هذه المعلومات – التي ثبت كذبها بعد ذلك – زادت من التوتر وحبس العالم انفاسه اكثر واكثر خوفا من ردة الفعل الامريكية التي توقعوها مدوية تنذر بنشوب حرب عالمية ثالثة لا محالة.. ومرت الدقائق ثقيلة لكن جاء رد الفعل الامريكي باردا برودة الجو القارس الذي نعيشه هذه الايام بعد أظهرت الحقائق عدم حدوث خسائر بشرية على الاطلاق  في صفوف الجنود الامريكيين.

خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي ليقول ان كل شيء على ما يرام ويتحدث عن الجلوس مع ايران على مائدة المفاوضات مما دعا الكثير من الخبراء الى الذهاب الى ان ما حدث مجرد فيلم ايراني هابط بإخراج أمريكي تم الاتفاق على السيناريو الخاص به سلفا بين المسئولين الامريكيين والايرانيين لان هذا السيناريو يحقق الفائدة للطرفين وينزع فتيل الحرب ويؤجل المواجهة العسكرية لحين اشعار اخر.

فشل المنظومة الدفاعية

تساءل الجميع هل يعقل ان تفشل المنظومة الدفاعية لأقوى جيش في العالم في التصدي لأي صاروخ من 22 صاروخا التي تم اطلاقها على القواعد الامريكية رغم انها كانت في حالة تأهب قصوى؟!.. الم يصب جندي بخدش ولماذا سقطت الصواريخ كلها في الجبل بعيدا عن اهدافها؟ لماذا ابلغت ايران العراق بالهجوم قبل تنفيذه؟.

ذهب الخبراء ان مقتل قاسمي اراح الطرفين.. اراح طهران لان  أسهمه وشعبيته مرتفعتين واصبح يشكل خطرا على الرئيس روحاني الذي يتأهب لخوض الانتخابات لفترة رئاسية جديدة.. اراح واشنطن التي تعتبره خطرا عليها يهدد مصالحها في المنطقة وان قتله يمهد للقضاء علي أحلام ايران في امتلاك سلاح نووي.

بعد استقالة الحريري.. فرحة في الشارع اللبناني وردود افعال ايجابية.. وايران تعلق "نأمل في ان تتجاوز لبنان هذه المرحلة الخطيرة"

السيناريو مفيد للطرفين حيث يشرعن التواجد الإيراني في العراق ويمنح امريكا الدافع الاكبر لابتزاز اطراف عربية بحجة حمايتهم من التغول الايراني الذي يهدد منطقة الخليج.

الخلاصة ان الطرفين لا يريدان المواجهة العسكرية الشاملة التي ستكون لها عواقب وخيمة على البلدين وعلى المنطقة برمتها حيث تتوافر الاسلحة الفتاكة تكنولوجيا وتدميريا فكما يقول القادة العسكريون: " قد نعرف متى تبدا الحرب لكن لا نعرف كيف ننهيها ؟" ايران لم ترغب في تصعيد الموقف بل اطلقت صواريخها الفشنك لحفظ ماء الوجه امام شعبها الثائر الغاضب لمقتل سليماني.

الم اقل لكم ان الرد الايراني كان مقصودا ان يكون محدودا لان في ذلك مصلحة للطرفين.