اهم الاخبار
الثلاثاء 16 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

مسلسل بخط الإيد دراما قوية تناقش قضية غاية في الأهمية تستحق المشاهدة و النجاح

في عيد الأم
في عيد الأم

مسلسل بخط الإيد - كثيراً ما تتطرح الدراما مواضيع الحب و الموت و أبدية المشاعر بعد الفناء، بشكل أصبح نمطياً و رتيباً إلى حد ما مع مرور الوقت، ليأتي مسلسل "بخط الإيد"  ليخرج ببراعة من كلاسيكية السمة العامة للفكرة نحو فضاء أوسع من الحداثة و التجديد.

و رغم أن مسلسل بخط الإيد من بطولة أحمد رزق و ايمان العاصي لم يحظ بنسب مشاهدة عالية، إلا انه مسلسل جيد يستحق المشاهدة و يستحق نجاح أكبر بكثير من ذلك، يكفي أنه يحلق منفرداً بموضوعه الهام و قضيته الاجتماعية غاية في الأهمية التي يناقشها بطريقة جديدة و مشوقة.

مسلسل بخط الإيد

حيث يتحدث المسلسل عن دور المرأة في المجتمع و اهميتها القصوى في بيت الزوجية، فالزوجة و الام الفاضلة التي لا تفكر إلا في بيتها و  زوجها و أبنائها، هي عمود البيت، و السبب الأول وراء نجاح زوجها، و احترام الجميع له، هي التي تجعل الجميع يحترمه و يقدره، فيصبح ناجحاً لأنها توفر له الراحة و الامان، الدفيء و الحنان، توفر له النظام و الاستقرار، و تتولى مسؤلية أي شيء يمكن أن يشغل تفكيره أو يعطله عن مسيرته في العمل، و بموتها المفاجيء ينهار البيت و نفسية الأبناء و نظام الزوج، الذي بدأ يهمل في عمله ليوفر لابنائه ولو ربع ما كانت توفره تلك الأم الحنون المثالية، ليؤكد العمل أن وراء كل عظيم و رجل ناجح امرأة مضحية متفانية و مخلصة و عظيمة.

 المرأة ليست نصف المجتمع بنزولها للعمل فقط أو بحلها محل الرجل و منافسته في وظيفته، و انما هي نصف  المجتمع بمشاركتها للرجل في حياة زوجية مستقرة،  و بيت هاديء بلا صراعات لتوفير كل سبل الراحة التي تدفع بالرجل للأمام، هنا يبقى دورها الأكبر و الأهم، هنا تصبح المرأة هي فاتحة البيت و عموده الرئيسي، هنا فقط تصبح المرأة كل المجتمع و ليس نصفه، قد تكون هناك الف مدرسة أو صحفية أو طبيبة ناجحة، فيما تبقى أم واحدة و زوجة واحدة في كل بيت لا يمكن أن يحل محلها أي شخص آخر.

و لكن  هل لأن الزوجة المثالية دائماً تعطي فعلى الرجل أن يأخذ فقطـ، هل يجب أن تصبح المرأة انانية و تجعل الرجل دائم الشكوى و القلق كي يقدر قيمة الزوجة المثالية.

مسلسل بخط الإيد

لماذا لا يوجد أي تقدير للمرأة المتفانية تلك، التي تقوم بعمل ابسط و أصغر التفاصيل في البيت، تلك التفاصيل الصغيرة التي يظن الرجال أنها صغيرة هي في الحقيقة عبء كبير و مرهق لنفسية الزوجة  التي لا يوجد بحياتها إلا التفاصيل،  لماذا يظن الرجل نفسه أنه متفضل عليها بانفاقه على البيت و توفير كل طلباتها و طلبات ابنائه، لماذا كلما طلبت الزوجة من زوجها أن يضع ملابسه في مكانها بدلاً من القائها ارضاً، و اعطائها و ابنائه ساعة واحدة من وقته ليستمع لها و يُسمعها كلمات رقيقة طيبة تشعرها بقيمتها الكبيرة و تعطيها طاقة لاستكمال مسيرة الحياة على نفس الوتيرة كل يوم، يتهرب من ذلك بعمله  قائلاً :"هسيب شغلي  و اطبب عليكوا" ، وكأن الطبطبة و الكلمات الطيبة ستعطل مسيرة حياته و ستأخذ من وقته الكثير.

مسلسل ابنة السفير ..بعد اشادات الصحافة به المتابعون يربطون بينه و بين تتر مسلسل بخط الإيد

فلمسة الحنان و ابداء الاهتمام لن يكلف مجهوداً كبيراً أو يأخذ وقتاً طويلاً، و انما هي قدرة على العطاء لا يمتلكها أغلب الرجال، انه الحب و الصبر و الود الذي يفهمه الرجال على انه ثرثرة من النساء او وقت فراغ، أو تفكير سطحي نتيجة لمكوثها في البيت لساعات طويلة بمفرها، و لا يستطيع أي منهم ان يفهم حجم معاناة تلك المرأة، لا يستطيع أحدهم استيعاب كم تضحيتها بعملها و اهمالها في نفسها و كيانها.

و مقاطعتها للجيران و الأصدقاء و أحياناً الأهل من أجل توفير كل دقيقة لزوجها و بيتها و ابنائها، تلك الدقيقة التي يعتبرها الزوج تضييع لوقته و ضياع لمستقبله الوظيفي، لا يستطيع أي رجل ترجمة هذا بالترجمة الصحيحة و الحرفية له او حتى ترجمته في كلمة واحدة و هي الحب و الاهتمام، فمن يحب حقاً يهتم حقاً، لا يبخل بوقته و مجهوده و عمره و لا ينتظر حتى المقابل لهذا الحب، لا ينتظر حتى كلمة الشكر، كل ما ينتظره هو التقدير و الاعتراف بالجميل و ان تأخذ مكانها و حجمها الحقيقي في عيون من تتفانى في حبهم، و ليس أن يُقال عنها حين تطلب القليل من الاهتمام انها تافهة أو سطحية او تتحدث من باب الفراغ  و ليس من باب الحب.

ميرنا نور تشارك أحمد رزق في مسلسله الجديد “بخط الايد

يطرح المسلسل بيئة شديدة الخصوصية،  حيث المشاعر العميقة التي تتدفق مع المشاهد المتتالية، دون تقديم مبالغات في التعقيد بشكل يؤدي للملل و النفور ، بأسلوب حداثي، حول كثير من التفاصيل اليومية البسيطة في إطار الحب الباقي بعد الموت، فالزوج يوسف/ أحمد رزق و قلبه المفجوع الذي  يرفض فكرة الرحيل الأبدي،  فنراه مصراً  على عدم موت زوجته و يبحث عنها في كل مكان بسبب ورقة تركتها له قبل وفاتها تعطيه فيها بعض التعليمات التي طالما طلبتها منه في حياتها.

نجد الزوج يوسف يعود لبيته بعد وفاة زوجته ليصطدم بفراغ بارد خلفه الغياب، البيت بلا حس بلا روح، ظلام دامس لا ينيره الأضواء و انما ينيره الزوجة التي رحلت فجأة بعد اكتشافها اصابتها بمرض خطير، إلا أن أحداً لم يشعر بها، فتنكفئ على نفسها بحسرة ، و تقرر  عدم انتظار الموت لتنهي حياتها بيدها و تقفز في النيل، و تستيقظ شجون الزوج يوسف و يمسك بصور الزوجة المفقودة  و يغفو على الأريكة باستسلام محتضن شبحها الأثيري الراقد في المكان، رافض أن ينام على الفراش بدون مشاركتها مثلما تعود.

المسلسل مقتبس

رغم ان القضية التي يناقشها العمل جديدة الطرح  على الدراما المصرية، إلا أن فكرة المسلسل ليست بالجديدة و مأخوذة  من الفيلم الأمريكي P.S. I Love You""، و لكن مع اختلاف المعالجة الدرامية و وضعها في اطار أكثر قيمة و اهمية لمناقشة دور المرأة في  المجتمع و هذا ليس عيباً ابداً، فالأفكار يمكن تقدميها و اعادة تدوريها بأكثر من طريقة و من عدة زوايا فهذا هو الاقتباس كما يحب أن يكون، المهم هو الاعتماد على الفكرة الرئيسية فقط  و تناولها مع تفاصيل جديدة، و ليس نحت العمل و نسخه كما هو، ثم يُطلق على هذه السرقة  اقتباس.

الأداء 

بالنسبة للاداء كان الجميع في حالة تألق غير عادية، فالرائع دائماً أحمد رزق والجميلة اميرة الدراما ايمان العاصي، و سوسن بدر و ميرنا نور الدين، و يسرا اللوزي رغم دورها صغير المساحة، و لكن رغم الأداء المبهر للجميع إلا أنني أرى من وجهة نظري المتواضعة أن الفنان أحمد  رزق ليس مناسباً للدور، كما أنه ليس وجهاً جذاباً يجذب المشاهدين لمتابعة  العمل من أجله، و لا يتمتع بشعبية كبيرة، فملامحه لا تنبعث منها الرومانسية، و الأعمال الدرامية التي تُعرض خارج رمضان لابد و أن تهتم جيداَ باختيار البطل لأن المشاهدين حتى الآن لم يعتادوا على  متابعة الموسم الدرامي الشتوي،  ومازال شهر رمضان هو الموسم الدرامي الأقوى بالنسبة لهم، لذلك يحتاجون للفنان ذو شعبية كبيرة يلفت انتباههم للعمل و قصته.

داليا محمد

كما يمكنكم معرفة كل تفاصيل و اخبار مسلسل بخط الايد من هنا