اهم الاخبار
السبت 27 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تعليم

وكيل كلية الدعوة الإسلامية للوكالة نيوز يوضح دور الفلسفة الاسلامية في حل مشكلات المجتمع

قال الدكتور محمود الصاوى وكيل كلية الدعوة الإسلامية للوكالة نيوز إن للفلسفة الإسلامية دور في حل مشكلات المجتمع، وتعتبر من أهم القضايا الشائكة والجدلية تجد نفسك عند تناولها في مواجهة بعض أفكار متيبسة قديمة، كما تري شيطنة المصطلح ورميه بكل النقائص والمعايب بل ربما يعتبر الحديث عنه من المحرمات في بعض البلدان لفترة قريبة،و من حسن حظنا أننا نجونا في مصر الأزهر الشريف من هذا الفهم المتيبس للمصطلح. وأضاف وكيل كلية الدعوة الإسلامية أنه لعلك تسأل عزيزي القارئ لماذا هذه النظرة المتيبسة للفلسفة واعتبارها لدي بعض الجهال أم الشرور ؟، هنا لابد لنا من مراجعة المصطلح لنحل هذا الأشكال لأن مصطلح الفلسفة يعبر عن أكثر من مدلول ويبقي المعني الرئيسي إطلاق تركيب الفلسفة الاسلامية علي أنه إنتاج الفلاسفة المسلمين وثمرات عقولهم سواء أحملت الفلسفة صبغة اسلامية أم لا ، مضيفا أنه مما يلاحظ ويؤخذ علي هذه الفلسفات تأثرها الشديد بالفلسفة اليونانية خصوصا فلسفة أرسطو لدرجة أنه يكاد يكون أعظم أهداف الفلسفة الاسلامية مسايرتها لفلسفة اليونان وبيان جوانب الإلتقاء بينها وبين أفكار أرسطو. بينما اتجه فريق آخر - حسبما ذكر الدكتور الصاوي - الي إطلاق مصطلح الفلسفة الاسلامية علي العلوم الاسلامية ، ودعا وكيل كلية الدعوة الإسلامية البعض الآخر إلي إطلاق مصطلح الفلسفة الإسلامية علي العلوم الإسلامية الأصيلة التي تحتاج للكثير من الفكر والنظر مثل علم الكلام وأصول الفقه ويكون من أهداف الفلسفة الإسلامية في هذا السياق الغوص في عمق النصوص الشرعية وسبر أغوارها وتحليلها تحليلا يبدأ من النتيجةُ وينتهي بالسبب وبالتالي معرفة فلسفة التشريعات والأحكام الإسلامية مع الأستعانة بعلم المنطق والمقدمات العقلانية التي حددها العلماء ، مع الانفتاح والتطور والنمو ومواكبة الواقع والحياة وفق منهج علمي عقلاني يهتم بالنص ولا يغفل قدسيته ويعطي العقل مجال كبير للتخيل والتفكير والتحليل وبالتالي إعطاء أفضل النتائج والمعلومات. وأشار إلي أن مصطلح الفلسفة الإسلامية أو الفكر الفلسفي الإسلامي جزء أصيل من التراث الثقافي الإنساني وقد تنامي هذا الفكر في أوج النهضة الإسلامية حتي أن الفكر الأوربي قد تاثر كثيرا بأفكار الفلسفة الاسبانية وحدث ذلك التبادل الثقافي في منطقتين رئيسيتين هما مدينة طليطلة الاسلامية وصقلية الإيطالية، حيث التقت الحضارة الإسلامية المزدهرة مع الحضارة الأوربيةً الناشئة الخالصة الآن من عصور الظلمات التي غرقت فيها لقرون طويلة. وأكد وكيل كلية الدعوة الإسلامية أنه إذا عرفنا الأسباب التي أدت لنشأة الفلسفة الإسلامية يمكننا أن نتعرف بشكل واضح علي دور الفلسفة الإسلامية في حق المشكلات المجتمعية وتتمثل هذه العوامل في: أولا : التصدي للنظريات المخالفة للشريعة، موضحا أن الإسلام ينبذ العنف وإراقة الدماء ويتبني ويؤمن ويرسخ قاعدة مواجهة الفكر بالفكر لماجاءت الأوربيون بالفلسفة اليونانية بما فيها من أفكار ونظريات تتنافي مع الاسلام وأحكامه ظهر الفكر الفلسفي الإسلامي لمواجهة هذه الأفكار الشاذة المتخطية لحدود المعقول وكانت قضية إنكار الألوهية مثلا من أبرز القضايا الخلافية بين الفلسفة الإسلامية ونظيرتها اليونانية وقول بعض فلاسفة اليونان عدم وجود خالق لهذا الكون وهو أمر يتنافي مع كافة الديانات السماوية وليس الإسلام وحده. ثانيا : الدفاع عن الدين: في مواجهة طوائف المشككين في أحكام الإسلام وشرائعه فسعت الفلسفة الإسلامية للمجئ بالأدلة والبراهين المثبتة للنظريات التي تتبناها فحمل الفلاسفة المسلمون وعلماء الكلام لواء الدفاع عن الدين. ثالثا: الارتقاء باليقين الإيماني: فلم تقتصر غايات الفلسفة الإسلامية علي الدفاع عن الدين ورد شبهات المناوئين بل تقدمت خطوة للإمام لهدف تكثر اتساعا وشمولاً من سابقه وهو السعي لترسيخ الايمان في القلب عن طريق العقل. رابعا: الدفاع عن حرية الفكر: حرية التفكير والتعبير والنقاش والجدال بوجه عام في مواجهة أقوال مناوئة تبنت هجوما شرسا وغير عقلاني علي الفكر الفلسفي. وأردف وكيل كلية الدعوة الإسلامية أنه في ظل أجواء معاصرة تحيط بِنَا مشبعة للأسف بحملات تشويه للإسلام ممن يصفون أنفسهم زورا وبهاتانا أنهم أبرز الممثلين له ، هنا لابد من وسيلة للتصدي لمثل هذه الأفكار المتطرفة ، فيمكننا بالفلسفة الإسلامية بالمعني الإيجابي محاربة كل فكر متطرف وتوضيح المقصود من أحكام الشريعة الإسلامية التي جاءت نبذة للعنف داعية لإقرار السلام بين مختلف الشعوب. وتابع أن الفلسفة بإختصار هي عملية الانتقال من مقدمات عقلية إلي نتيجة عقلية ( استدلال )، وفِي كلام الإمام ابن حزم دلالة واضحة علي الموقف المنفتح من الفلسفة حيث يري أن الفلسفة والشريعة تتفقان في الغرض وهو إصلاح النفس( لان الفلسفة علي الحقيقة معناها وثمرتها ليس شيئا غير إصلاح النفس بأن تستعمل في دنياها الفضائل وحسن السيرة المؤدية إلي سلامتها في المعاد وحسن سياستها للمنزل والرعية وهذه نفسها لاغيرها هي غرض الشريعة وهو مالاخلاف فيه بين أحد من العلماء بالفلسفة ولابين أحد من العلماء بالشريعة. وأختتم أننا مع فلسفة إسلامية عربية وطنية تنطلق من أرضيتنا وتراثنا العربي والإسلامي وتدافع عن القضايا الفكرية والثقافية وتحافظ علي هويتنا الوطنية ولا تسحبنا بعيدا لذنوب في أتون الفلسفات والحضارات والمذهبيات الإلحادية والمادية. مريم محمود