اهم الاخبار
الأربعاء 24 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

المسلسل التركي زمهرير بعد عرض حلقته الاولى..دراما تقليدية عادية و ساحرة تخطف العيون

المسلسل التركي زمهرير
المسلسل التركي زمهرير

المسلسل التركي زمهرير - عُرضت يوم الاربعاء الماضي الحلقة الاولى من مسلسل "زمهرير" من بطولة  عائشة توران و البيران دويماز في تركيا و حققت الحلقة نسب مشاهدة وصلت إلى 4.37، و هي نسبة جيدة بالنسبة لكون المسلسل مازال في حلقته الاولى، و بالنسبة ليوم عرض صعب مثل يوم الاربعاء، حيث يُعرض فيه المسلسل العملاق "قيامة عثمان"، و لكنه كان متغيباً عن العرض في هذا الاسبوع، فهل عودة مسلسل قيامة عثمان سيغير المعادلة  الأسبوع المقبل.

 أكدت الصحفية رنيني المتخصصة  في شؤون الفن على الساحة الفنية التركية  أن : "مسلسل زمهرير جميل جدا اتابع الحلقة بشغف"، و تخطت الحلقة الاولى حاجز المليون مشاهدة بعد يوم واحد من عرضها على موقع اليوتيوب.

تدور القصة حول قصة حب الطالبة فيروز /عائشة توران و الطالب اياز/ البيران دويماز، و هما طالبان في كلية  الهندسة قسم الهندسة المعامرية،  يتعرفا على بعضهما للمرة الأولى و هما في العام الرابع و تبدأ قصة حبها السريعة للغاية، و التي  لم تستغرق إلا عدة ايام، أو بمعنى أصح لم تستغرق إلا فترة الزمهرير و هذا الاسم يُطلق على ابرد أيام العام و التي تبدأ من 22 ديسمبر حتى 31 يناير، حيث شهدت الأمطار الغزيرة على قصة حب العاشقان.

يذهب اياز إلى إحدى أكبر شركات المقاولات في تركيا ليتسلم اوراق انهاء تدريبه و التي من المفترض أن يقدمها في الكلية، و اثناء خروجه من باب الشركة، تخرج أمامه بيراك شقيقة أركان و هي في شدة انفعالها لدرجة أنها لا تنتبه إلى السيارة التي كادت تدهسها، لولا اياز الذي لحق بها في اللحظة الاخيرة و انقذ حياتها، فتتعلق به و تطارده في كل مكان، إلا أنه يشرح لها ان موقفه هذا كان موقفاً انسانياً، لا علاقة له بالحب أو الكره لانه يعشق فتاة أخرى، فتنهار بيراك، خاصة و أنها تعاني من اضطرابات نفسية شديدة، و تطلب من شقيقها أن يتدخل في الأمر، حتى و إن اضطر لشراء اياز لها مثل أي شيء تريد امتلاكه ثم تتخلى عنه فيما بعد.

و يذهب اركان له بالفعل و يطلب منه أن يبدي الاهتمام بشقيقته و يبادلها المشاعر، إلا أن اياز يرفض ذلك، و لكن يحدث ما لم يكن في الحسبان و تضطر والدة اياز لقتل زوجها لأنه كان يحاول قتل ابنته، فيطلب اياز المساعدة من  أركان الذي بدوره يستغل الموقف اسوأ استغلال و يخلصه من مصيبته في مقابل أن يعمل معه بالشركة و يتزوج من بيراك، فيخضع اياز لرغبته أخيراً و يتخلى عن فيروز، التي يتحطم قلبها الذي خفق لأول مرة.

و يمر عامان على الامر و يعمل والد فيروز عامل بناء في شركة اركان للمقاولات، و الذي يتحدث مع ابنته عن مشلكة المصعد الكهربائي، فتكتب له عريضة موقعة منه، ليقدمها إلى السيد أركان صاحب الشركة للاهتمام باصلاح المصعد قبل ان يتسبب في كارثة كبيرة.

و بالفعل يذهب والد فيروز لاركان و يشرح له الأمر، و يطلب اركان معاقبة والد فيروز لتدخله فيما لا يعنيه و مسائل ليست من اختصاصه، ثم ينوي أن يتصل بالمهندس المختص ليصلح المصعد، و لكن شقيقته تتسبب في تعطيله بسبب محاولة انتحارها و أركان يهتم بشقيقته اهتماماً جنونياً، فينسى أمر المصعد تماماً.

حتى أنه ينسى أين وضع العريضة، و لكن الكارثة تحدث في لحظة، فبنفس الليلة يسقط المصعد بكل  عاملي البناء بداخله، و يصاب والد فيروز اصابات بالغة، فضلاً عن وفاة 13 عامل آخر، وبالطبع يتنصل اركان من فعلته و يدعي أنه لم يكن يعلم  بالامر و ينكر تماماً أن العامل اعطاه العريضة، بل و يلقى التهمة و المسؤولية الكاملة على  والد فيروز.

و يحاول أركان  اعطائهم الأموال كنوع من التعويض و ليتحمل والد فيروز الامر، فيسرق شقيق فيروز النقود و يختفي و يترك  اسرته بدون أي شيء.

Image

فتقرر فيروز أن تثبت براءة والدها بأي طريقة، فتتزين و تذهب إلى المكان الذي اعتاد أركان السهر فيه كل ليلة، و تحاول لفت انتباهه و تنجح في ذلك بالفعل، لينبهر بها و معاملتها الخشنة معه و هو يفضل تلك النوعية من الفتايات ، ثم تذهب في اليوم التالي إلى شركته لتتقدم بطلب وظيفة و تجعله يراها فيطلب تعيينها فوراً، و لكنها تبدي له رفضاً كبيراً فيزداد تعلقه بها  و تدعي أنها لا تعرف أنه صاحب الشركة.

و تبدي تذمراً كبيراً حين تعلم بذلك، و فور تعيينها يترك لها عنوان بيته مع السكرتيرة لأن العمل الذي ستقوم به هناك، و عند ذهابها لبيته ترى اياز مع خطيبته بيراك و يدعي الاثنان انهما لا يعرفان بعضهما، فهل ستختلف خطة فيروز التي كانت تريد العمل في الشركة ليوم واحد كي تستطيع الحصول على العريضة الموقعة من الشركة،  أم انها ستستمر بالعمل لتنتقم من حبيبها السابق اياز ؟ و هل ستحب فيروز أركان مع  الوقت؟ أم أنها ستظل عالقة في الماضي و لن تستطيع نسيان اياز ابداً ؟ و هل ستنشأ علاقة غير شرعية بين أي من اطراف الاربعة ينتج عنها تأزم الموقف ؟ و ماذا سيفعل العاشقان أمام سطوة المال و سيطرته ؟

مسلسل زمهرير قصته عادية جداً ليس بها أي جديد، فهو يدور حول رباعي الحب الشهير، و المعتاد تقديمه في المسلسلات التركية، فيوجد تشابه كبير بين أحداثه و أحداث مسلسل "عشق" من بطولة "هزال كايا"، و لكن ما يجعل المسلسل مميزاً هو تصويره و اخراجه و الاختيار الدقيق لابطاله، فهو من اخراج المبدعة هلال سيرال التي أخرجت روائع الدراما التركية منها مسلسلات "فاطمة" و "العشق الممنوع" و "حب أعمى".

كذلك الموسيقى التصويرية رائعة و مناسبة جداً للأحداث، بالنسبة للشخصيات فشخصية فيروز هي أفضل الشخصيات على الاطلاق و مكتوبة بحرفية عالية، فهي فتاة قوية لا تستسلم، جعبتها دائماً ممتلئة، لا يستطيع أي شيء أن يكسرها، تحارب لآخر نفس، و هي من الشخصيات المحببة لدي على عكس الشخصيات النسائية المعتادة و الضعيفة في الدراما التركية.

 الشخصيات التي تبكي بجانب حبها المفقود لسنوات، كذلك شخصية أركان و هو من الشخصيات الرمادية التي لا يمكن أن تفقد كل تعاطفك معها، و لا يمكن أن تتعاطف معها بنسبة مائة في المائة، فشعورك كمشاهد نحوها دائماً غير مكتمل و غير محدد الموقف، فهو رجل هاديء وسيم يحب شقيقته حباً كبيراً و يهتم بأمرها كثيراً، و يبدو أنه يعاني من عقدة الذنب تجاهها، فهو حنوناً معها لدرجة لا تصدق، في حين انه قاسياً مع البقية لدرجة الصاق تهمة الاهمال المنسوبة إليه للآخرين.

و لكني لم احب شخصية اياز فهو رجل، باع نفسه سريعاً دون ادني محاولة للخروج من موقف والدته دون أن يبيع نفسه للآخرين، ذهب سريعاً ليجعل من نفسه فريسة و صيداً لمن يظنون أنهم يمكنهم شراء البشر و حبهم و قلوبهم بالمال، ذلك دون حتى أن يعتذر لحبيبته أو يشرح لها سبب ابتعاده عنها، تركها للحيرة من أمرها و السؤال عن سبب تخليه عنها، دون أي اهتمام لقبلها الذي احرقه، و كأنها كانت مجرد محاضرة في الجامعة له الحرية في حضورها أو التغيب عن موعده عنها، في الوقت ذاته لم تظهر الأحداث فيما بعد أنه يتعذب باختياره الذي اختاره في لحظة ضعف، فقد بدا عادياً جداً و لا يعير أي شيء أي اهتمام.

كما أنني لم احب شخصية  بيراك، فتلك الشخصية العاشقة بتملك لدرجة مرضية تكررت كثيراً، خاصة في الدراما التركية و أعتبرها من الشخصيات المبالغ فيها.

نعود للاخراج الرائع و التناسق في اختيار الألوان و الأضواء العالية و الصورة الزاهية و أماكن التصوير  المبهرة و الساحرة التي تجذب انتباه المشاهد، و تلفت نظره بشدة، و اخص بالاشادة مشهد سقوط المصعد حيث كان مشهداً جذاباً و رائعاً، و قوياً بلا أي خطأ اخراجي.

أما السيناريو فكان ضعيفاً بعض الشيء، و كان من الأفضل أن تأخذ قصة حب اياز و فيروز وقتاً أطول من ذلك لتترك هذا الاثر الكبير في نفس كلاً منهما، فلم يستطيعا التعرف على بعضهما جيداً لدرجة أن تتذكر فيروز صوت اياز  و هي لا تراه بمجرد دخوله لمحل عملها، و لكن قد يكون من المقصود أن ما يبدأ بسرعة ينتهي بسرعة، كذلك لقاء اياز بفيروز بمتجر الملابس لم يكن حدثاَ قوياً، و كنت افضل أن يكون اللقاء الاول بينهم في بيت أركان، ليكون وقع الصدمة و الذهول أكبر على فيروز.

داليا محمد

لمزيد من التفاصيل عن المسلسلات التركية من هنا