اهم الاخبار
الجمعة 29 مارس 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

د نور الشيخ يكتب: المعرفة من التطور للصراع

IMG-20200121-WA0029
IMG-20200121-WA0029

حدثنا أولفين توفلر  (كاتب ومفكر أمريكي وعالم في مجال دراسات المستقبل) عن تطور المعرفة قائلاً: مرت المعرفة بستة مراحل متداخلة المرحلة الأولى : اللامعرفة، وفيها لم يكن البشر متطلعين الى الحصول على معارف جديدة المرحلة الثانية : المعرفة المقصودة، وهى المرحلة التى اندفع فيها البشر الى تحصيل المعارف الجديدة والعمل على تراكمها وتخزينها. المرحلة الثالثة : المعرفة الموسعة، وفيها تنويع مصادر المعرفة وتشقق الحقول المعرفية والبحثية وتطوير الادوات المتنوعة لتخزينها . المرحلة الرابعة: المعرفة المسُلعة، وهى التى تضخمت فيها المعرفة وتطورت وسائل نقل المعرفة وتخزينها والحصول عليها والأهم انها دخلت كسلعة رئيسية فى بناء إقتصاديات الدول وترسيخ مكانتها ونفوذها مما يجعلنا نتوقع إزدهار أكبر للمعرفة قد يخرج عن السيطرة كما ان اخلاقيات المعرفة مهددة بالضعف والانهيار ومن الراجح ان يؤدى ذلك الى تسطح متزايد فى المعرفة وانخفاض جودة المعرفة وفاعليتها من جراء التنافس عليها كسلعة رائجة. المرحلة الخامسة : المعرفة الفوضوية، وهى مزجاً معرفيا بين ما هو صحيح وخاطئ وبين ما هو نافع وضار وتتنامى احتمالات فقد الكثير من المعرفة وبشكل مفاجئ من جراء استخدام التقنيات كوسائط اساسية للتخزين والنقل المعرفى مع تزايد معدلات الاستخدام الضار او غير الاخلاقى للمعرفة وهو ما يخدم الاشرار فى الدول وجماعات العنف مما يعنى توحش المعرفة مع تطور ادوات الحرب الالكترونية وتطوير اجيال الفيروسات ويرتفع معها نسبة التهديد بإفناء او اتلاف اجزاء كبيرة من المعرفة وقد تشهد نوعا من التاكل الذاتى للمعرفة. المرحلة السادسة: المعرفة المتأكلة، تصيب المعرفة الانسان بلعانتها وتنتقم منه لأنه لم يراعها حق رعايتها ولم يكن اخلاقيا معها كما ينبغى. فماذا تظن عزيزى القارئ فى أى مرحلة نحن؟ وماذا فعلنا حتى نوقف نزيف المعرفة ؟ حروب الجيل الرابع كما يطلق عليها هى حروب معرفية من الطراز الأول الصراع الأمريكى الصينى هو صراع معرفى، الهيمنة الغربية على العالم العربى والأفريقى هى هيمنة معرفية عن طريق وسائل الإعلام المتخلفة والغزو الإقتصادى المسمى بالعولمة التجارية. مشكلة القضايا الداخلية للدول  الأن هى قضايا معرفية  أزمة هوية، صراع هويات، وإغتراب داخلى نتيجة ما أستقبلوه من ثقافات مختلفة مغايرة لتكوينة الثقافى الأصلى لتراثة، لعاداته وتقاليدة الحميدة، ومن ثم حتى أصبحت تلك الثقافات الجديدة  عادة من عاداتة وسلوك من سلوكياته وورثت للجيل التالى، فالوراثة ليست مقصورة على الصفات الجينية الوراثية فقد ولكنها تشمل الميراث اللاجينى والسلوكى والرمزية، أما اللاجينى فهو يهتم بدراسة الإختلافات الوراثية ويقر العلماء فى هذا الشأن، أن الإختلافات الوراثية حتى فى ظل التوترات هى ليست عشوائية ويمكن التنبؤ بها. وأما الرمزية هى عمليات النقل الرمزى وتتمثل فى اللغة البشرية والموسيقى والفنون البصرية والتقاليد الانسانية، والسلوكية هى مقدار ما تم نقله من جيل الى آخر بعد أن دأب الجيل الأول على إتيان تلك السلوكيات حتى أصبحت عادة وليست فعل. فماذا نحن فاعلون؟ كاتب المقال / امين التدريب والتثقيف بحزب الحركة الوطنية المصرية