بأقلامهم
حاتم الدالي يكتب: فانتازيا عنوانها انت فين يا عقل
ابحث عن المفقودين.. أم فاضلة تسير تحت سماء رب العالمين تنادي علي ابن لها "انت فين يا عقل "، سألها أحدهم من عقل هذا فأجابت ابني الكبير ألم تراه لقد كان ميزان البيت كان رؤوف رحيم بأخوته يستمع لشكوى الجميع ويحنو على الصغير منهم ويحترم الكبير كان رحيما عطوفا بأخوته من البنات والسيدات، كان يعوز المريض يضمد جراح المثقل بالهموم، كان حكما بالحق والعدل بينهم جميعا كان لمسة وفاء وحب وفهم راجح، كان قوي ولكن أبدا لم يكن جبار، كان يبني وكان أبدا لا يخرب، كان حافظا منفذا لكتاب الله ولكن أبدا لم يكن متشددا، كان معلما متعلما لسنة نبينا كان يدعو بالحسنى ولكنه أبدا ما أجبر أحدا أو فرض رأيه على أحد. وكان ميزان البيت كان يكرم الضيف لا يرد سائل ولكنه كان محاربا مدافعا عن بيته وعرضه وأرضه لم يعتدي على أحد وما سمح لأحد أن يعتدي علينا كان يأخذ الحق ويعطي الحقوق وأخذت تنادي مرة أخرى "إنت فين يا عقل"، وانصرفت عنه فتبعها مستوضحا وماذا حدث يا أمي أين ذهب؟، أجابته تركنا بعد أن اختلفنا جميعا، ولماذا لم يصلح بينكم كما تقولين؟، حاول مرارا وتكرارا مع كل واحد منا على حدة ومع الجميع مجتمعين إلا أن ابنائي غاب عنهم العقل ونحوه جانبا ونبذوه وأبعدوه واستباح الأخوة دماء بعضهم البعض واجتمعوا عليه بليل ليقتلوه فرحل عنا عقل. إنت فين يا عقل .
كاتب المقال / نائب رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية للشؤون السياسية والتنظيم