اهم الاخبار
الثلاثاء 23 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تعليم

بين جامعة القاهرة والأزهر .. حرب باردة أشعلتها السوشيال ميديا

حضر الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة جلسة دور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي ضمن فعاليات "مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الإسلامى" في اليوم الثاني والأخير للمؤتمر ، ويقام برعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية وبمشاركة نخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم، وممثلين من وزارات الأوقاف ودورالإفتاء والمجالس الإسلامية من 46 دولة من دول العالم الإسلامي. وشهدت الجلسة شرارة حرب فكرية بين شيخ الأزهر ورئيس جامعة القاهرة من حيث المفاهيم الفكرية حيث يتناول كلا منهما مفهوم التجديد الديني بشكل مختلف عن الأخر ، ويرى رئيس جامعة القاهرة أننا بحاجة لتطوير الخطاب الديني وتجديده وعدم التمسك بالتراث والمفاهيم الدينية المتوارثة، بينما يرى شيخ الأزهر ضرورة التمسك بالتراث وتصحيح المفاهيم المغلوطة به وأن الأزهر يواجه حرب سرشة من جميع الجهات. وهذه ليست المناوشة الأولي بين الطيب والخشت فالاثنين لديهما أفكار فلسفية وفكرية مختلفة تتناول موضوع التجديد من منظور مختلف، يشتهر الخشت بتبني الفكر الفلسفي الداعي للتجديد، بينما يعرف الطيب بفكره المحافظ علي التراث وأننا نواجه فتنة سياسية لا تراثية. ودعا الدكتور الخشت إلي تأسيس خطاب ديني جديد وتجديد علم أصول الدين ولابد أيضا من تكوين عقل ديني جديد ويشتمل ذلك علي عقل إنساني متأثر بالتاريخ وعناصر إلهية واجتماعية واقتصادية وثقافية، مشيرا إلي أن تطوير العقل الديني غير ممكن بدون تفكيكه وبيان الجانب البشري فيه. وأضاف أنه لابد من تجديد مناهج علوم الدين بالعودة إلي المنابع الصافية القرآن الكريم وما صح من السنة النبوية المطهرة، وأننا لا نختلف علي أن أحاديث الآحاد ظنية الثبوت، التجديد يقتضي تغيير رؤية التفكير وتغيير رؤية العالم يجب أن تكون علي رؤية عصرية للقرآن الكريم بوصفه كتابا إلهيا مقدسا يصلح لجميع العصور والأزمان، مضيفا أن الإمام وضح الفرق بين الأحكام الثابتة والمتغيرة ويعيد أن هناك فرق بين المتشابهات والمحكمات . ويرى أنه لا يمكن التجديد فهو أشبه بعملية ترميم وليست عملية بناء قائمة علي أصول صحيحة بل يجب إعادة البناء فمفاهيم وأفكار وعقلية جديدة، كما نقد العقائد الأشعرية والاعتزالية وغيرها من عقائد المذاهب القديمة. وأوضح أنه لابد لافتتاح عصر ديني جديد من الرجوع إلى فلسفة التاريخ، والتي تكشف لنا أن عصور الانتقالات الكبرى لا تتم إلا بتغيير طرق التفكير، وهو ما قام به الأنبياء الكبار والفلاسفة والمصلحون الدينيون والقادة السياسيون الكبار، مشيرًا إلى أن المعارك في كل عصور الانتقال من عصر قديم إلى عصر جديد، كانت معارك بين طرق التفكير التقليدية وطرق التفكير الجديدة، لافتًا إلى أن جامعة القاهرة عملت على تطوير العقل وتغيير طرق التفكير، من خلال مقرري التفكير النقدي وريادة الاعمال، ومبادرة تطوير اللغة العربية، وإطلاق مشروع التنمية الاقتصادية والإصلاح الديني وتطوير الامتحانات والمناهج. وقال الدكتور عثمان الخشت، إنه بات من الضروري تفكيك الخطاب التقليدي، والبنية العقلية التي تقف وراءه، وتأسيس خطاب ديني جديد، وأصبح يمثل ذلك حاجة ملحة، وأنه يجب أن نعيد تفكيك النص البشري لكي نعيد بناء العلوم، مؤكداأن التجديد لا يمكن أن يأتي من المؤسسات الدينية الكلاسيكية في أية بقعة من العالم إلا إذا كان لديها القدرة على التخارج والتعلم من دائرة معرفية أخرى وأنه لابد أن يأتي التجديد من دائرة معرفية خارجية أو قادرة على التخارج. وشدد علي أن الخطاب الديني الجديد لن يتحقق بالصورة المأمولة إلا من خلال الدراسات البينية التي يساهم فيها أكثر من اتجاه علمي، في إطار العلوم الاجتماعية والإنسانية، مؤكدًا أن الدراسات البينية هي التي تحقق الفهم المتكامل والشامل للظواهر التي يتم دراستها. وكان الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أنه لا بد من تطوير العقل الديني وفق متطلبات العصر، لافتا إلى أننا ما زلنا أسرى أفكار الأشعرية والمعتزلة، مضيفا أن العقيدة الأشعرية تقوم في جزء كبير منها على أحاديث الأحاد. وأعلن شيخ الأزهر خلال المؤتمر إنشاء مركز الازهر للتراث والتجديد، يضم علماء المسلمين من داخل مصر وخارجها، وعددا من العلماء المتخصصين الراغبين في المساهمة في تجديد الفكر الإسلامي. وقال شيخ الأزهر تعقيبا علي كلمة رئيس جامعة القاهرة إن هذا التراث الذي نهون من شأنه اليوم حمل مجموعة من القبائل العربية التي كانت متناحرة ولا تعرف يمينا من شمال في ظرف 80 عام إلى أن يضعوا قدمهم في الأندلس وقدمهم الأخرى في الصين لأنهم وضعوا أيديهم على مواطن القوة. وأكد أن التراث خلق أمة كاملة وتعايش مع التاريخ، وتصويره بأنه كان شيئا يورث الضعف ويورث التراجع هذه مزايدة على التراث، مضيفا أن مقولة التجديد مقولة تراثية وليست مقولة حدثية وهي موجودة في كتب التراث والحدثيون يصدعوننا بهذا الكلام وهو مزايدة منهم لا أصل لها. وتابع " أين التراث مما نحن فيه شخصيتنا انتهت شخصيتنا الآن كعرب ومسلمين لا شئ ! فالآن يقضى في أمورنا وأنا كنت في منتهى الحزن وأنا أشاهد ترامب مع نتنياهو وغيره يخططون ويقررون ويتحكمون! هذا هو المجال الذي يجب أن نحارب فيه". وأوضح أن حرب التراث وحرب الحداثة شئ مصنوع صنعا لتفويت الفرص علينا ، وأن هناك مكينة خبيثة ملعوبة تدير نمط التفكير لدينا، لافتا إلي أننا نأكل كما يأكل الأوربيون بالشوك والسكين بالشمال واليمين أخذنا نمط تفكيرنا وأكلنا ولبسنا وسيارتنا وحتى طرق التدريس في جامعتنا منهم، هل نستطيع أن نصنع حتى كواتش سيارة ، الحرب الحقيقة يجب أن تكون في ذلك. وأضاف أنه لا يهمه الكلام العام الذي يلقى في الصحافة والبرامج التلفزيونية من أناس لا يؤخذ عنهم العلم وردي عليك بصفتك رئيس جامعة وقد تؤثر بكلامك على البعض، موضحا أن الفتنة التي حدثت بين الصحابة فتنة سياسية وليست دينية وأن السياسيون يختطفون الدين ليحققوا به أغراض ومصالح شخصية ينئى عنها الدين، وأن السياسة تختطف الدين اختطافا في الشرق والغرب حينما يريدوا أن يحققوا غرضا لا يرضاه الدين وهذا ما حدث في حرب ال30عام والحروب الصلابية وما هي مبررات الكيان الصهيوني أن يبقى في بلاد الأخرين غير نصوص دينية في التوراة يحرفونها ويزيفونها. وأردف في رده على التشكيك من الدكتور الخشت على الحقيقة المطلقة قائلا " اسأل سيادتك سؤال هذا الكتاب الجميل الذي لم يتسنى لي قرأته بعد نحو {تأسيس عصر ديني جديد } هل هذا الكلام الذي تقوله في هذا الكتاب تعتقد أنه مطلق أم تشك فيه؟، وأنا اتولى الرد بنفسي إن كنت تعتقد حضرتك أن هذا الكلام مطلق فقد سقط مذهبك وإن كنت تعتقد أنه مشكوك فيه فأرجوا حين تتأكد أهدي إلي كتابك". وتابع أنه كل فترة يتم عقد مؤتمرات وندوات نحاول فيها أن نبرهن أن الإسلام من الإرهاب براء، والإرهاب ليس من الإسلام، والكل يعلم هذا، فأصبحنا نُتهم ونحن من هذا كله براء، و هذه معركة وعي، لسنا بحاجة لندافع عن أنفسنا. كما رد الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، على الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة بطلبه بإنهاء العقائد الأشعرية، قائلا إن العقائد في الازهر تثبت باليقين وأن هذا مذهب الأشاعرة ، مشيرا إلى أن مذهب الأشاعرة طوق نجاة للعالم أجمع. وأشار العواري في كلمته بالجلسة الخامسة من جلسات مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي، إلى أنه يجب وصف الجماعات الإرهابية بالمحاربة لله ورسوله، وأن ذلك يمكن لقوات الجيش والشرطة للقضاء عليهم ولو بالقتل، كما يعطي لرجال القضاء الحكم عليهم بأقصى العقوبات حتى بعد إعلان توبتهم بعد القبض عليهم، موضحا أن تكفيرهم منحة لا يستحقونها، وهذا لا يعنى الحكم بإيمانهم بل مجرد الامتناع عن توصيفهم. وتابع رده علي أن التجديد ليس حكرا على الأزهر وتطوير الفكر ضرورة،وأن الأشعرية تعتمد على أحاديث أحاد، وما زلنا نعيش فترة فتنة عثمان، مشيرا إلى أن الأمة أجمعت على حرمة تناول المخدرات لما تسببه من تخريب للعقل وتكون سببا في ارتكاب الجرائم، كما اتفقوا على حرمة جلب المخدرات وبيعها، لافتا إلى أن المؤسسات الدينية توكد أن الآثار ملك للدولة ويجب حمايتها ولا يجوز هدمها. ويهدف المؤتمر إلى بيان سماحة الإسلام ونبذ الفكر المتطرف وتجديد الخطاب الدينى وتصحيح المفاهيم المغلوطة التى علقت بأذهان البعض، كما يسعى إلى تحصين الشباب من أفكار التنظيمات المتطرفة وترشيد الوعى ومقاومة تيارات الغلو والإرهاب، وذلك لمواجهة التحديات التى تواجه عالمنا العربى في المرحلة الراهنة. وتضمنت محاور المؤتمر الرئيسية للمؤتمر أطر مفاهيم التجديد، وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي. وناقشت شروط التجديد ودواعيه وضوابطه، والأحكام الشرعية بين الثابت والمتغير، والمؤسسات المعنية ودورها في التجديد، وعرض مظاهر التجديد التي قام بها الأزهر قديمًا وحديثًا. وتناولت محاور مؤتمر الأزهر تفكيك المفاهيم المغلوطة المتعلقة بالجهاد والقتال في الخطاب الدعوي عبر الفضاء الإلكتروني، وتركز على إبراز المواطنة من خلال رؤية شرعية معاصرة، وكذلك الحديث عن دور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي، مثل مؤسسة الأزهر الشريف، ووزارات الأوقاف، ودور الإفتاء، والجامعات والمعاهد العلمية. كما نوقش المؤتمر تحديات التجديد، وعلى رأسها ما يشيعه البعض من تكفير الأمة واعتزالها في الخطاب الدعوي، وتقديس الجماعات الإرهابية للفرد، واستخدام الشعارات الدينية لتحقيق أغراضها، ومناقشة دموية الفكر الإرهابي، وأخيرا المؤثرات السياسية والاقتصادية والأمنية والتكنولوجية على التجديد. وأوضح الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج آخر النهار إنه لا تعارض في أفكاره وأفكار الأزهر المتمثل في الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وإنما حدث اختلاف في وجهات النظر، وقامت وجهة نظره علي عدة محاور المحور الأول أن هناك احترام متبادل بيني وبين شيخ الازهر منذ زمن طويل وأنه عضو مركز حوار الاديان بالأزهر ويطالب بالعودة للقرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة مباشرة دون وسيط من اجتهادات بشرية لأن الدين اكتمل حينما قال الله تعالي "اليوم أكملت لكم دينكم" وماجاء بعد ذلك اجتهادات بشرية، ومن الخطأ الوقوع في الأخذ بالتراث كله أو ترك التراث كله، مضيفا أنه ضد الرأيين لأن الاجتهادات بهاعناصر بشرية محتملة الخطأ والصواب وبها عناصر إيجابية وأخرى سلبية وبالتالي من المطلوب صنع تراث جديد يلائم العصر ويلائم الزمان والمكان والنظر النقدى للتراث القديم ما صلح منه نأخذ به وما لم يصلح نتركه. وأشار الي أن الأصل الرجوع للقرآن الكريم والسنة النبوية دون اجتهادات،مضيفا أنه مسلم وليس أشعريا وأن وفضيلة الإمام يدافع عن الأشاعرة، ويؤكد الخشت أنه مسلم وليس أشاعريا وأن محمد-صلي الله عليه وسلم-ليس أشعريا وهذا ليس تقليل من الأشاعرة ولكن هذا اختلاف معهم في وجهه النظر. ودعا رئيس جامعة القاهرة إلي فكرة التجاوز موضحا أن تجاوز التراث لا يعني رفضه بأكمله وهذا مصطلح علمي موجود في العلوم الانسانية والطبيعية والفلسفة، وهذا يعني النظر لكل العناصر المتصارعة والمتناقضة وعمل منها مركب جديد مختلف عن العناصر كالمتفاعلات التامة في الكيمياء، لافتا إلي أن هذا كلام من سنة الله في الطبيعة تسمي التفاعلات التامة ولن تلغي العناصر الموجودة قديما بل عمل مركب جديد لعمل شئ جديد ومصلحة جديدة. وأضاف أنه من الخطأ تقديس التراث وأيضا أدانته، مشيرا إلي عدم فهم شيخ الأزهر مغزى الكلام وتم تحميل كلامي علي آراء تيار أخر وربما ظن أنني أهاجم الأزهر وهذا لم يحدث بل أقوم بعرض أفكارى ورؤية من خلال تخصصي وربما حدث لبس في فهم المقصود ولكن أفكارى واضحة في مؤلفاتي علي مدار 37 عاما بأفكار ثابتة أعبر عنها من خلال مؤلفات وأول كتبي عام 1982 أى القرن الماضي وأن هناك بعض الجماعات تسعي لتوظيف الدين توظيفيا سياسيا لأن الدين المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة لا يجب استخدامها في التوظيف السياسي. وقال إن الأزمة متمثلة في التراث والسياسة و طريقة التفكير والتعامل الخاطئ مع التجديد لأن العلماء عبر مائتين عام يدعون لإحياء علوم الدين ويدعو الخشت لتطوير علوم الدين لأن معني الإحياء أخذ الاجتهادات البشرية السابقة وتطبيقها كما هي لأنهم رجال يصيبون ويخطئون، كما دعا لتطوير اللغة لمواكبة التجديد، مضيفا أن هناك مذاهب فقهية وعقائدية ويدعو كمسلم إلي الرجوع للقرآن الكريم والسنة الصحيحة دون وجود وسيط بين العبد وربه وأن مشكلة الوسيط حينما يفسر ويعتبر أن ذلك الحقيقة المطلقة. كما دعا لتعددية الصواب وهو وجود عدة أمور صحيحة للأمر الواحد وهذا الكلام متواجد من أحاديث الرسول-صلي الله عليه وسلم- حينما اختلف الصحابة في صلاة العصر قبل وصولهم بني قريظة أم حين وصولهم لبني قريظة أؤيد الفريقين فالصواب متعدد، وهناك دليل أخر وهو قوله تعالي "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " أن الطرق الموصلة إلي لله متعددة، وحينما تحدث الله تعالي قال سبل السلام وليس سبيل السلام. وأكد أنه عند انتهاء كلمة الإمام الأكبر قام بالرد وتحاور مع علماء الأزهر وقاموا بالتقاط الصور معه ويرى أن هذا النقاش صحي جدا وأنه يجب الانتقال من مرحلة الاحتجاج إلي مرحلة الحوار للانتقال وأن الاختلاف رحمة فلو رجعنا لكتب التفسير لوجدنا عدة تفسيرات لنفس الآيه فالمجال يتسع لآراء كثيرة فالرب في الإسلام هو رب العالمين. وتناول الإعلام والسوشيال ميديا هذا الخلاف الفكرى علي أنه خلاف بين مؤسسات علمية وأن نقوص الحرب قد بدء بين الأزهر ورئيس جامعة القاهرة خاصة حدوث ذلك عقب تأييد المحكمة قرار بحظر النقاب داخل جامعة القاهرة لأعضاء هيئة التدريس وهذا أمر رفضه الأزهر وشيخه وفي نفس يوم توقيع صفقة القرن بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونتنياهو، وقام بعض أساتذة و طلاب الأزهر بجعل الخلاف عقائدى وأن الأزهر انتصر علي رئيس جامعة القاهرة وطلابها وأنهم لا يملكون أى عقيدة فكرية ولا دينية صحيحة وأن طالب جامعة القاهرة لا يساوى شيئا أمام طلاب الأزهر منارة العلم كما يدعون. وفي نفس الوقت قد شن حربا علي الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر وأنه لم يكرم ضيفه في داره، وقال محمد الباز رئيس تحرير الدستور في برنامجه علي قناة المحور إن شيخ الأزهر يتعامل بعداء وتعالٍ مع من يخالفه الرأي. وأضاف أن مناقشة شيخ الأزهر والخشت كانت كاشفة جدا، مشيرا إلى أن "الخشت" كان يلقي محاضرة في جلسة التجديد في الفكر الإسلامي، وذهب بدعوة من منظمي المؤتمر، وألقى المحاضرة، موضحًا أنه مذهبه قائم على أنه يريد أن يكون هناك عصر ديني جديد. وتابع أنه ما حدث في المناقشة في المؤتمر أمر غير صحيح ولا يجعله متفائل، وأخذ على شيخ الأزهر أنه يتعامل بعداء مع من يطرحون رأيا لا يعجبه، لأنه لما يقول الحداثيون يصدعوننا بالكلام عن التجديد، يعني أنه رافض الفكرة. وأوضح أن هذا هو أول الطريق لفشل أي حوار أو أي محاولات لتجديد الخطاب الديني، لافتا إلى أن محاولات تجديد الخطاب الديني هدفها نزع أي قداسة عن أي مجهود بشري سابق. وتابع أن كل التفاسير القرآنية ليست مقدسة، لأنها مجرد فهم بشري لكلام الله، ويمكن نقاشها، مضيفا: "اليوم بدا لي أن شيخ الأزهر يحيط نفسه بقداسة، ويحيط فهمه بقداسة، ولا يقبل أن يكون هناك أي رأي آخر أمامه". كما علق الدكتور مبروك عطية أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر ، قائلا إن الحوار الذي دار بين شيخ الأزهر ورئيس جامعة القاهرة أشبه بـ"مناقشة رسالة دكتوراه"، مشيرا إلى أن الأزهر خرّج ملايين منه على المذهب الأشعري، وهو المذهب الوسطي. وتصدر هذا الخلاف وسائل التواصل الإجتماعي وتناوله جميع أفراد المجتمع ولكن أغلبية الآراء قد تناولت بصورة سلبية وجعلها البعض حرب انتصر بها شيخ الازهر علي ضيفه، وأنه أستطاع الوقوف أمام العالم أجمع بكلمة الحق وأن ما قاله رسالة للعالم، واعتبر البعض أن الخلاف الواقع بينهما خلاف فكرى لأنهما دارسين للفلسفة ويدينون بنفس الأفكار العقائدية والفلسفية. ويعترض الطيب علي فكرة ترك التراث والتخلي عن الماضي فمن ليس له ماضي ليس له تاريخ أو مستقبل ويطالب بإحياء علوم الدين وهو مصطلح ينادى به العلماء من القرون الماضية، بينما يطالب رئيس جامعة القاهرة بضرورة التجديد والبناء فلا يجوز البناء علي ما هو فاسد بل الهدم والبناء والأخذ من القرآن الكريم والسنة النبوية المتواترة فقط وليست الآحاد لأنها ظنية الثبوت والعمل علي تدقيق الأحكام وتحليل الاجتهادات وأخذ ما هو نافع وترك ما فسد للتطوير وتجديد الفكر والعقل الإنساني بما يتواكب مع متطالبات العصر الحديث. والواقع أن جامعة القاهرة كانت أولي الجامعات العربية التي احتضنت الفلسفة الإسلامية واستقدم علي دراستها المستشرقون، وللفسلفة الإسلامية أدوار عديدة عبر التاريخ في الرد علي الخصوم وقامت بإخراج المجتمع بمشكلة التخلف الحضارى الذى واجهها العرب عند الاستعمار الغربي. كتبت : مريم محمود