عميد تجارة الأزهر يكتب: الماسح الضوئي لكتب التراث الإسلامي ..عالم بلا خوف

ظل الغرب لفترة طويلة يلصق بالإسلام والمسلمين التهم تهمه تلو الأخرى ويدعون أن الإسلام هو دين العنف والكراهية والإرهاب. والحقيقة كل الحقيقة أن الإسلام الصحيح الوسطي المعتدل والمسلمين المعتدلين والفاهمين لتعاليم دينهم فهمًا صحيحًا هم من هذه التهم أبرياء. ولقد أثبت التاريخ أن سلوك وتصرفات المسلمون الأوائل وفي صدر الإسلام أن الدين الإسلامي بقيمه وتعاليمه ومبادئه هو دين التسامح والصفح والسلام. وخير دليل علي ذلك في الوقت الراهن ما قام الأزهر الشريف بالتوقيع مع بابا الفاتيكان والذين يدينون بالدين المسيحي علي وثيقة الأخوة بين المسلمين والمسيحين. وهناك عبر التاريخ الكثير من المعاهدات التي تبرهن علي أن الإسلام هو دين السلام. ولقد حرص الغرب أن يصدر للعالم أجمع من خلال جهاز الأعلام صورة قاتمة سوداء عن الدين الإسلامي والمسلمين. فعمل الغرب وسعي إلي صنع (داعش) وغيرها الكثير والكثير من الجماعات الإرهابية المتطرفة ممن ينسبون أنفسهم للإسلام والدين الإسلامي وهم في الحقيقة بعيدين كل البعد عن الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة وعن صحيح الدين، فداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية هي صنيعة أمريكية غربية بحته يقصد من وراءها تشويه صورة الإسلام والمسلمين. وإن خير دليل علي أن الدين الاسلامي هو دين المحبة والإخاء ودين التسامح والسلام ما حدث في القرون الماضية من انتشار الإسلام في كثير من دول العالم ودخول الكثيرين في الدين الإسلامي بسبب سلوك وتصرفات وقيم ومبادئ التجار المسلمين مع شعوب هذا الدول أثناء تجارتهم. والحقيقة أن ظهور بعض الجماعات الإرهابية المتطرفة أفسح المجال وخلق مناخا مواتيا للغرب أن يلصقوا بالإسلام التهم تلو الأخرى وأن الدين الإسلامي يحرض علي الكراهية والإرهاب. لدرجة أن معظم دول الغرب أصبح عندهم خوف من المسلمين. وإن التطور التكنولوجي الحديث في ظل ثورة المعلومات والتقنية الحديثة، ومنها(الماسح الضوئي)أتاح للإسلام والمسلمين فرصة طيبة لكي يطلع الغرب علي كتب التراث الإسلامي ويكشفوا عن ما بها من قيم ومبادئ تذخر بها كتب التراث ومدي ما تحتويه تلك الكتب من سماحة وسلام. فالماسح الضوئي لكتب التراث الإسلامي(القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وكتب الحديث والتفسير وكتب الفقه وغيرها من أمهات الكتب)تحتوي علي كنوز معرفية في شتي دروب المعرفة وجوانب الحياة يستفيد منها الغرب قبل المسلمين كما استفادوا منها من قبل وعلي مر التاريخ. إن الماسح الضوئي يتيح للجميع من خلال الغرب والشرق وكل دول وقرارات العالم الاطلاع علي كتب التراث الإسلامي، وإن قراءة هذا التراث من الدين الوسطي والاعتدال في الوقت الراهن فرصة طيبة لدول وشعوب العالم أجمع والغرب علي وجه الخصوص حيث يتيح الماسح الضوئي ومن خلال الشبكة العنكبوتية للجميع الاطلاع علي كتب التراث الإسلامي وما بها من قيم وتعاليم ومبادئ الدين الإسلامي وفهمها ويروا بأنفسهم ويدركوا ويتدبروا بعقولهم ما بهذا الدين من تسامح وسلام. وحينها سنجد الغرب أنفسهم هم الذين يعترفون لأن الإسلام برئ من التهم التي نسبوها إليه. وبمشيئة الله سيعتنقون هذا الدين ويدخلون فيه وينتشر في دول الغرب كما انتشر من قبل علي يد التجار المسلمين. إن الماسح الضوئي هو بمثابة دعوة إلي الله ودعوة إلي الإسلام ومن خلاله سيزول الخوف من قلوبهم لأنهم يعلمون حقيقة هذا الدين وسيتضح للعالم والغرب علي وجه الخصوص من خلال الماسح الضوئي لكتب التراث الإسلامي صورة الإسلام الحقيقية وسيتبين لهم أنه دين التسامح والسلام . بقلم الأستاذ الدكتور محمد يونس عبدالحليم أستاذ الاقتصاد وعميد كلية التجارة جامعة الأزهر