اهم الاخبار
الجمعة 26 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

مريم محمود تكتب: إزدواجية الشعب المصرى

IMG-20200226-WA0181
IMG-20200226-WA0181

  يشهد الشارع المصري إزدواجية غريبة من حيث الأراء والأفكار في هذه الفترة فأصبح كل مبتذل تريند، يختلفون يوميا علي أمور ليس لها قيمة ويشتد الخلاف إلي أن يصل لمشاجرة عنيفة في بعض الأحيان . فشهدنا منذ وهلة قصيرة تريند المهرجانات الشعبية ومدح البعض في مطربيه وهجوم البعض عليه كما تناولته جميع وسائل الإعلام علي أنه حدث هام ونزاع بين نقيب الموسيقين والفنانين كما تم إستضافة أحدهم باستاد القاهرة الدولي في مشهد من العبث التام، وانتشر بعد ذلك عبر وسائل التواصل انقسام غريب وهجوم في الأراء وخلاف شيخ الازهر ورئيس جامعة القاهرة الذى استغله العديد في أمور شخصية وتم تحوير الكلام وإشعال حرب باردة بين مؤسستين وعالمين ذو قامة وعلم،وتكفير أحدهما واتهام أحدا علي الأخر بالكفر وهجوم حاد يطول هذان العالمين لمجرد خلاف فكرى تم تداوله أمام وسائل الإعلام بالرغم من تواجد خلافات عديدة بين العلماء وهذا لا يعني سقوط مذهب أمام المذهب الأخر بل أن الكل يمتلك نظرية خاصة به وبأرائه الفكرية ونسينا أن اختلاف العلماء رحمة. ثم شهدنا منذ عدة أيام تعصب كروى وخلافات وصلت لإهانات عنيفة ومشاهد مسيئة للكرة المصرية عموما من اللاعيبين والجماهير أدت لانشغال الجميع بهذا الامر، ثم ظهور تريندات أخرى عن عدم ذهاب فريق للمباراة وتحول الامر لصراع وإهانات شنيعة في حق الفريقين لبعض ومنظر مخزى للكرة المصرية أمام الجميع وهتافات وسب للاعيبين بطريقة مسيئة ووصل الأمر إلي الاعتداء علي أحد اللاعيبين بمنزله أمس نتيجة هذا التعصب الكروى الذى وصل لحد العمي، فمن المفترض أن هؤلاء اللاعيبين قدوة للشباب والأطفال فلك أن تتخيل الأجيال القادمة.. ثم ظهر علي الساحة أمر إيجابي أخيرا تكريم للبرفيسور الدكتور مجدى يعقوب ولكن من خارج مصر بدولة الإمارات الشقيقة الرجل المصرى العظيم الذى ضحي بعمره وأفناه في خدمة المرضي ببلده الحبيبة دون انتظار مقابل أو تكريم، وحلمه بافتتاح مستشفي جديدة لعلاج أمراض القلب وبدأ تخقيقه ثم تظهر فجاة موجة سودوية أخرى وانقسام حول هل سيدخل الدكتور العظيم الجنة أم النار؟ ودعاء البعض له بدخوله للإسلام ،كما قام أحد الشباب بعمل عمرة له رغم أنه يدين بالمسيحية، من أنتم أيها الشعب ال.... حتي تحكمون بدخول أحد الجنة أو النار منذ متي ووصل هذا الشعب لهذه الدرجة من الجهل والتخلف والدخول في أمور ألهية ليس لنا الحق بالتدخل بها؟؟!!. ويظهر أمر جديد علي الساحة ظهور أحد الفنانين ومطرب في آن واحد عبر أحدى القنوات المصرية عقب قرار وقفه عن الغناء وغضب البعض لترد الهيئة العامة للإعلام لتبرير الموقف، ما هذا السفء؟!!!!. كما اختلف البعض حول انهيار أحدى الفنانات ورغبتها في الانتحار نتيجة أحد الاعمال المسيئة التي انتشرت لها ورفض البعض التعامل معها فيتم تبادل الإهانات بين من أيد عقابها ومن تعاطف معها وقام بدعمها واتهام بعضهم بالتشدد واستغلال القرآن الكريم والحديث الشريف في مثل هذا الأمور واختلاف القصص لتبرير كل أمر يحدث بالمجتمع. انفراد بوسائل الإعلام فنان يقوم بالاعتداء علي أخر في أحد الأفراح الشعبية لتقوم وسائل الإعلام بدورها في تناول الأحداث وتتواصل مع الفنانيين لتوضيح ملبسات الموقف وكيفية الاعتداء، انتظر فنان يقوم بالسخرية من فنان والأخر يرد وتتواصل الأحداث يوميا بصورة هزلية هكذا. ويظهر تريند جديد عبر وسائل التواصل الإجتماعي فيديو لطفل أجنبي بعمر ال9 سنوات يعاني من التنمر يريد قتل نفسه ويتعاطف معه جميع العالم بالرغم من معاناة الجميع علي مستوى العالم من التنمر الذى أصبحنا نستخدمه في حياتنا اليومية للترفيه علي أنفسنا ولا ندرك حجم الاذى النفسي الذى نتركه في نفوس هؤلاء الاشخاص. ونتفاجئ أمس بانقسامات أخرى حول وفاة حاكم سابق لمصر ودخوله الجنة أم النار، منذ متي ووصل هذا الشعب لهذه المرحلة من الانغلاق الفكرى والثقافي والمعرفي وأصبح كل يوم انقسام جديد علي أمر لا يستحق هذا الخلاف؟! ، لماذا لا نظر إلي العالم بطريقة متطورة فالعالم يتقدم من حولنا ونحن ثابتون بل بالعكس نتدني، حتي عندما ظهر فيروس مميت حول العالم وتخاوفت جميع الدول منه ظهرت التعليقات الساخرة في مصر ولا نبالي لهذا، حقا نحن نريد صحوة حقيقة.. لماذا أصبحنا نمجد السئ ونصنع له قيمة عالية ونجعله حديثنا قياما وقعودا ليلا ونهارا؟، هل أصبحنا بلا هدف أو أعمال لهذه الدرجة؟ ، سيسألنا الله عن عمرنا فيما أفناه فهل سنقول له كنا نضيع وقتنا في سب هذا وإهانة هذا وهتك الأعراض لمجرد التعصب أو السخرية؟ لماذا لم ننظر لحجم الأذى النفسي الذى نتسببه لبعض الناس الذين نقوم بإهانتهم ومشاعر عائلتهم وأن نضع أنفسنا في نفس الموقف؟ تخيل معي عزيزى القارئ لدقائق معدودة وأنا لم أذكر جميع ما يحدث بل مجرد نقاط معدودة خلال الأيام القليلة الماضية فقط ولستُ ملمة لجميع الأحداث مشهد الأجيال القادمة وهم يشاهدون هذه المشاهد العبثية وهذه الشخصيات علي أنهم قدوة ورموز لمصر ألم تصاب بانهيار لمجرد التخيل فقط لدقائق معدودة، تعاني مصر للأسف من فجوة كبير أخلاقية وثقافية وإجتماعية وسياسية نريد الخروج من هذا المضيق لبر الأمان والسير بوطننا الحبيب نحو التقدم. فمصر الحبيبة تزخر بالعديد والعديد من الشباب والقيادات الناجحة والبارزة كما أن هناك نماذج مشرفة لا يسمع عنها أحد فمصر ولادة كما يقولون فهي مليئة بالسياسيون والمفكرون والمثقفون والرياضيون وبالشباب الواعي المثقف المدرك لتعاليم دينه الصحيحة دون تشدد ولا انحراف يريدون الفرصة للخروج من هذه الضوضاء والموجة السودوية لطريق أمن يمكن السير عليه للبناء وليس الهدم والنظر إلي المستقبل بنظرة مشرقة لنصبح من أقوى دول العالم بشبابنا إذا تم توجيههم نحو الطريق الصحيح وترك المجال لهم. هذا المقال بقلم الصحفية : مريم محمود