اهم الاخبار
الخميس 28 مارس 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تعليم

حسام بدراوي: الطلاب في حاجة لممارسة الرقمنة وليس لتعلمها

الدكتور حسام بدراوي
الدكتور حسام بدراوي رئيس مجلس مؤسسة النيل بدراوي للتعليم

قال الدكتور حسام بدراوي رئيس مجلس مؤسسة النيل بدراوي للتعليم والتنمية والخبير بمجال تطوير التعليم، إن كل شيء جديد يقابل مقاومة شديدة، وطبيعة البشر وطبيعة الإنسانية هو عدم قبول التغير حتي إذا كان المقصود هو، وأحيانًا نجد الإنسان يتحدث عن ذلك التغير ولكن أثناء تطبيقه يقاومه في نفس الوقت.

جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر التطبيقات الرقمية التعليمية الذي نظمته المؤسسة العربية لإعداد القادة وتنمية المهارات بالتعاون مع مؤسسة فنار المعرفة للتدريب والاستشارات التعليمية وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ونقابة المعلمين ومدراس طيبة الدولية وجمعية شباب مصر والمشرق العربي وأكاديمية آدم للتدريب ، وبحضور نخبة من خبراء التربية والرقمنة في مصر والشرق الأوسط وعدد كبير من طلاب الكليات المتخصصة والمدرسين.

وفي حديثه عن المعلم والتكنولوجيا وجه سؤالا لماذا المدرس؟، لأن هناك مقولة تقول "، وأنه مهما كان التطوير والتكنولوجيا والرقمية لا يرتفع مستوى التعليم في أي أمة فوق مستوى مدرسيها"، وتكون القاعدة العامة سواء كان المدرس القديم الذي يعطيك المعلومة أو المدرس الجديد الذي ييسر لك الحصول على المعلومة ويعلمك كيف تفكر، أو يقود معك حركة التفكير الجديد، مضيفا أن هناك بعض الأشياء التي تشغل عقله دائمًا عندما نتكلم عن الرقمية لأن التحول الرقمي يجب أن يكون متواكب مع القيم التربوية والتواصل الإنساني ويجب أن لا ننسي أن التعليم ليس فقط مبرمج عبقري أو مهندس شاطر أو طبيب فز، لأن من المتوقع أن يحدث ويكون قاتل أو إرهابي أو كذاب، فعلينا عندما نتحول إلي الرقمية أن ندمج فيها القيم الإنسانية التي يتفق عليها المجتمع.

وأكد حسام بدراوي علي أن البشرية لم تتفق علي القيم ولا تتفق علي تعريف القيم لأن التعريفات اختلفت كمثل "الصبر مفتاح الفرج" هذه القيمة اليوم تغيرت ويجب أن يكون الصبر الإيجابي كالصبر علي العمل وليس الصبر في وقت المصائب وتنتظر الفرج من الله كنوع من الصبر دون العمل على حل المشكلة، مشددا على أنه عندما نتحدث عن التحول الرقمي  يجب أن ندمج فيه التواصل الإنساني والقيم التربوية، ولم يعتبر الأمر سهلا في الماضي ولكنه سهلا علي جيل يملك هذه القيم، وأننا نملك تناقض بين فكرة الإبداع والابتكار وفكرة المنهجية في التفكير نحن نعلم أولادنا أننا نريدهم مبدعين ومبتكرين وفي نفس الوقت نضع سقفا في أسلوبنا في التفكير والطموح، وحقيقة الأمر أننا نضعهم في نظام تعليمي مصنوع من جيل سابق وأن النظام التعليمي منذ بدأ من 200 عاما وهو كما هو فالمدرس وطلابه جالسين أمام بعضهم البعض، ودولة أو أمة تضع نموذج مثالي وتريد أطفالها أن يكونوا على هذا النموذج، ونطالبهم بالابتكار والإبداع والخروج خارج نظام المنهجية بشكل يتعارض مع دعوتنا لنظام تواصل المعلومات ونحن لدينا سقف في أسلوب التفكير والإبداع.

إننا نريد فهم عقلاني للتوجه نحو الرقمية في إطار معرفة القيم الإنسانية والتواصل الإنساني مع فتح باب الدعوة للابتكار، لكن بنمط تفكير الشباب والأطفال فقال جبران خليل جبران " أولادكم ما هم بأولادكم خلقهم حنين حياة إلي ذاتها فلا تحاولوا أن تجعلوهم مثلكم بلا حاولوا أن تكونوا مثلهم لأن الحياة لا تعود إلي الوراء "، حقيقة الأمر أن أولادنا وأحفادنا رقميين منذ الولادة في شيء حدث فالأولاد رقميين بالفعل فقد ذهبت إلي الكثير من المدارس في مختلف المحافظات ووجدت أن كل الأطفال رقميين فهم ليسوا بحاجة لتعليمهم الرقمية ولكن نحتاج إلي أن نمارس  معهم الرقمية فهنا تأتي فكرة التدريب والتعليم ونحن سنقوم بتعليم أولادنا أنهم يصبحوا رقمين ولكن أولادنا رقميين بالفعل ونحن من يعوق عملهم بالرقمية، فمدخلنا سيظل هو المدرس وفي مصر خصوصًا  فإذا لم يكن المدرس رقميا فلن يكون التلميذ رقميًا فضروري أن يكون المدرس رقمي إذا كنا نريد أن ننتقل إلي نقطة التحول الرقمي فهو المدرس.

حسام بدراوي

وأشار حسام بدراوي إلي رفض المستشارة الألمانية لطلب العديد من الأطباء الألمان برفع مرتباتهم أسوة بالمدرسين، وأنها استنكرت طلبهم بلهجة شديدة حينما أردوا أن يتساو بمن علموهم في المدارس، مؤكدا أن رفع شأن المعلم هو رفع شأن الأمة بأكملها، وأن المدرس إن لم يصبح رقميا فلن يكون له مكان في التدريس المستقبلي وقد يكون تربويا ناجحا ونستثمر ذلك في الإدارة التربوية التى تحول البرامج التربوية إلي برامج تربوية من خلال المتخصصين، وأنه بالتقدم في العمر يقل الاستعداد للرقمية، مؤكدا أنه اختلف عن الكثيرين من جيله الذين يتكلمون عن الرقمية ولكنهم غير رقميين، وأنه دخل مكاتب بعض الوزراء والمسؤولين ووجدهم لا يستخدمون الرقمية في عملهم مما يؤكد أنهم يتكلمون عن الرقمية ولكن لا يعملون بها.

وتابع بدراوي قائلا، "احنا أحسن بلد تتكلم  وأحسن بلد تبدأ مشاريع ولكن لا تنتهى منها، أما الشباب فهم غير ذلك فهم قادرين علي الانتهاء من المشروعات التي يخططوا لها، وهناك مجموعة من الشباب قامت بالعمل علي التقويم التربوي الالكتروني الذي يخرج النتائج بشكل فوري، لكن الدولة فضلت أن تستخدم التطبيقات الأجنبية ودفعت ملايين الدولارات بالرغم أن لديها مجموعة من الشباب تطبيقات مشابهه بعُشر التكلفة، وهناك مجموعة شباب أخرى يعملون في مجال الواقع الافتراضي للمناهج وتمكنوا من ذلك بالفعل، وأن شباب المبرمجين المصريين يتم اختطافهم لأمريكا وأوروبا مقابل مئات الالاف من الدولارات.

الشباب هو الذي يعلمنا ولسنا نحن من نعلمه، فنحن نضع الأسس والبرامج ولكن يجب أن لا نأتي بالأقل قدرة ليعلم الأكبر قدرة، فالطلاب في المدارس باختلاف المراحل أكثر معرفة وقدرة من المدرسين في الرقمية، ولا بد أن نعترف بالواقع وكليات التربية تخرج كل سنة 70الف مدرس ولا يجدوا فرصة عمل لأنهم غير مؤهلين بشكل رقمي وهو أمر لا يعيبهم ولا ذنب لهم فيه ولكن العيب في الجيل الذي يضع السياسيات، مصر محتاج 600 الف معلم في الفصول و نملك 420 الف معلم.

وأضاف الدكتور حسام بدراوي أنه عمل في إعداد رؤية مصر 2030  في التعليم مع خبراء التعليم لمدة 14 شهر  ولم نرى تحقيقها، وتقوم رؤية مصر في التعليم على عدة ركائز وأهداف وآليات تنفيذ، والركيزة الأولي هي الاتاحة والجودة وعدم التمييز والركيزة الثانية هي حوكمة إدارة التعليم من الإدارة المركزية إلي الإدارة اللامركزية وأن تدار المدرسة بشكل تكنولوجي حقيقي، والمدارس العامة حتى الان لا تدار المدارس بشكل تكنولوجي ولا تملك ميزانيات خاصة، والركيزة  الثالثة هي دمج الرقمية وليس المعرفة ويكون الدمج عن طريق الفكر رقمي وحصر رقمي وتواصل بالمدارس بالطرق الرقمية وكذلك التواصل الرقمي بين الطالب والمعلم، والركيزة الرابعة هي  بناء الشخصية فبناء الشخصية يجب أن يكمل العملية التعليمية كى نخرج بمنتج سوى قادر على التعامل مع دمج المدارس والمراكز الشبابية وقصور الثقافة لخلق الشخصية التى نريدها في مصر، والركيزة الأخيرة هي التنافس الشريف الذي يجعلنا في التنافس العالمي وليس تنافس داخلي ونتمكن من تقييم أنفسنا من خلال الاختبارات العالمية والمقارنات مع النظم التعليمية والثقافية الدولية.

الرقمية مفهوم وليس مجرد توفير جهاز وهو ما يجب أن من خلال إدارة المدرسة وليس المعلم فقط ولكن من خلال الاقتناع بأن الرقمية هي المنهج، ويجب أن نعرف أن أطفالنا وشبابنا مستعدين جيدا للتطور ونخاطب الجيل الأكبر الذي يغلق أبوابه ليفتح الطرق ويتواصل مع الشباب فالناس أعداء ما يجهلون.

الخشت: نراعى القدوة الناجحة في اختيار الضيوف أمام الطلاب