اهم الاخبار
الجمعة 26 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

مفهوم الحرب الإعلاميّة

12e613f6-a6a0-4b70-b5db-9a4105fb173d
12e613f6-a6a0-4b70-b5db-9a4105fb173d

مما لا شكّ فيه أنّ للإعلام تأثير واضح في تسيير مجريات الأمور في الحياة العامة، فبعد أن تطورت التكنولوجيا أصبحت وسائل الإعلام متوفرة في كلّ وقت وحين ولا يمكن لأي شخص أن يبتعد عن تأثيرها سواءً كانت تلفازاً، أو مذياعاً، أو صحيفة، أو مواقع التواصل الإجتماعي وقد تم إطلاق مصطلح السلطة الرابعة على وسائل الإعلام في المجتمعات نتيجة تأثيرها القوي في اتخاذ القرارات، فهي فعلياً لا تتخذ القرار كما في السلطة التنفيذية، ولا تستطيع تشريع القوانين والأنظمة كما في السلطة التشريعيّة، إلا أنّها من خلال تسيير وجهات النظر للمواطنين تضغط على بقيّة السلطات للتشريع واتخاذ القرارات، ومن الأدوار التي لعبت فيها وسائل الإعلام دوراً بارزاً في التأثير في الناس ما يسمى بالحرب الإعلامية . والحرب الإعلاميّة هي عبارة عن بث الأفكار، والإشاعات، والمعلومات الخاطئة والمغلوطة وغير السويّة بين الناس من خلال الفضائيات، والإذاعات، والإنترنت، والجرائد بهدف تغيير وجهات النظر وتسييرها باتجاه ما هو مطلوب منها، وتحقيق التضليل الإعلامي، والتلاعب بالرأي، والوعي العام، وسلوك المواطنين، وتعدّ الحرب الإعلاميّة من أخطر أنواع الحروب نظراً لتأثيرها في نفسيّة متلقي المعلومة وعمل غسيل دماغ لما يؤمن ويقتنع به مما يجعله يغيّر الواقع اتباعاً لما تلقى وترسّخ في عقله، كما أنّها تعدّ حرباً باردة لا يمكن التنبؤ بنتائجها ونهايتها، وفي بعض الحالات لا يمكن معرفة المسؤول عنها، كما تأتي الحرب الإعلاميّة مرافقة لبقية أنواع الحروب سواء كانت عسكريّة، أم اقتصاديّة، أم سياسيّة، وقد تكون في حالة السلم بهدف فساد عقول الشباب والأمة، ونشر الفوضى والإرباك بين صفوفهم.

بقلم إبراهيم الأفندي