اهم الاخبار
الخميس 25 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

الأزهري سيد شلبي : كورونا والابتلاء والوباء .. من علامات قيام الساعة

IMG-20200318-WA0025
IMG-20200318-WA0025

يبدو أن وباء كورونا (كوفيد-١٩) لم يصب الأشخاص بالخوف من المرض أو تدهور صحتهم فحسب، بل دفعهم ليعتقدوا أن العالم اقتربت نهايته، لتُرفع الدعوات وتُقام الصلوات، وكأننا بالفعل نتجه نحو الهاوية، ومع إغلاق الحرم المكيّ أبوابه، شعر البعض بأنهم يتجهون إلى نهاية العالم، وإقتراب موعد الحساب وبات سؤال هل اقتربت يوم القيامة هو الأهم؟ بدوره يجيب "الوكالة نيوز" عن هذا التساؤل، من خلال حديثِ من أهل العلم والدين، لقطع الشك باليقين، مع الشيخ السيد شلبي، عالم الأزهر الجليل.

آيات القرآن

استهل الشيخ حديثه ، بالاستعانة بأيات من كتاب الله الكريم، من سورة الأعراف:" يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"، ويقول النبي "بُعثت أنا والساعة كهاتين". ويتابع العالم الأزهريّ حديثه، مُشيرًا إلى أن أمر الساعة لا يعلم وقتها إلا الله سبحانه وتعالى، وبالرغم من ذلك فمنذُ إنشق القمر ووقت البشرية محسومِ، وكما يقول الله في القرآن الكريم:"وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا" أي أن ما يحدث في الأرض الآن هو قطعًا نذير من الله، ليستقيم الناس في أمورهم ويفيق من كان في غفلته، ويعلمون أنهم راجعين إلى الله ولا ريب في هذا.

اقتراب الساعة

هل اقتربت يوم القيامة ..وعما إذا كان ما يحدث مؤخرًا هي علامات من علامات الساعة، أجاب الشيخ سيد شلبي في تصريحاته لـ"الوكالة نيوز" بأنها علامات على اقتراب الساعة لاشك فيها، ولا أحد يستطيع انكارها، ولكن إن كانت الساعة قد إقتربت من عهد الرسول، فمتى تقوم؟ اليوم؟ غدًا؟ بعد أجيال وأجيال؟ لهذا رفع الله سبحانه وتعالى تلك المعلومة عن البشر، ليرحمهم من الوقوع في خوف ترقب المُصيبة. ومن جانبه يرى فضيلة الشيخ، أن اللغط بالحديث عما إذا نهاية العالم حانت أم لا، فهذا أمرٌ لا يُثمر ولا يُغني من جوعِ، أما الفائدة الحقيقية فهي أن يقف المُسلم مع نفسه، ويتسائل هل أنا جاهز للوقوف بين يديّ الله؟ هل خلا قلبك من البُغض والحسد والرياء؟ وأن ما نزل بلاءًا على إنسانِ إلا بذنبِ، وما رُفع عنه إلا بتوبة. ويشير السيد شلبيّ، إلى أن إغلاق أبواب الكعبة، وشعور الراغبين في أداء مناسك العُمرة والحج بالإحباط، لم تُغلق أبواب التوبة، فيؤكد حديثه قائلًا:" إن كانت أبواب الأرض قد غُلقت، فأبواب الله مفتوحة وإن كانت الكعبة مُغلقة، فإن كان الآلاف يطوفون حولها يطلبون البقاء.. فأرواح الملايين تطوف حول عرش الرحمن طالبة اللقاء."

عدم البحث عن الساعة

هل اقتربت يوم القيامة ..وأضاف، أن رب البيت لا يحده زمان ولا مكان، وحتى فرعون الذي تطاول على الله "إبنيلي سلم يلمس السما أطلع أشوف ربنا فيها"، فـيوم بُعث له برسولِ أمره الله سبحانه وتعالى "فقولا له قولًا لينا"، وبالطبع ليس هُناك من بشريّ على ظهر الأرض أعصى من فرعونِ، والحق نوره لا يغيب، ورحمته تسع الأرض والسموات. وعن تكهنات نهاية العالم، قال، إن من وصل إلى تلك الحالة، لابد أن حياته إنتهت إلى مآل رتيب وممل نفسيّ، خفتت شُعلة طموحه ورغبته في الاستمرار، فالحياة تعطيك جُزءًا من الألم، ولكنها أيضًا تمنحك الكثير من الأمل، والعطاء والبركة، قائلًا :"أهؤلاء مؤهلين للوقوف بين يدي الله. هل اقتربت يوم القيامة ..والأفضل من وجهة نظره ليس البحث عن وقت الساعة، ولكن العمل لأجلها، ليختتم حديثه قائلًا: "هل نحن أوفينا واجبات الاستخلاف التي تركها الله لنا؟ حينما قال للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة؟".

لمياء سعد