اهم الاخبار
السبت 20 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

مسلسل منزلي..دراما تركية بعيدة عن الرومانسية المعتادة بنكهة شرقية مصرية

مسلسل منزلي
مسلسل منزلي

مسلسل منزلي – يحقق المسلسل التركي منزلي بطولة ديميت أوزدمير و ابراهيم  تشيليكول، نجاحاً جيداً في تركيا و الوطن العربي، حيث لا تقل نسب مشاهداته كل اسبوع عن تقييم 5%، ما يُعد نجاحاً جيداً يضمن استمرار المسلسل حتى نهاية الموسم.

و نال مسلسل منزلي شهرة واسعة و استقبالاً حافلاً من قبل عشاق الدراما التركية في الوطن العربي نظراً لاختلاف محتواه عن جميع  المسلسلات التركية المعروضة حالياً في الموسم الدرامي الجاري.

حيث تتمتع قصة مسلسل منزلي بحبكة درامية مميزة تبتعد كل البعد عن الرومانسية الافلاطونية المعتاد تقديمها في الدراما التركية، كذلك تتسم شخصيات المسلسل بالتعقيد الشديد بعيداً عن الشخصيات الكارتونية التي تهبط علينا من عالم افتراضي غير موجود إلا في خيال المؤلفين.

رغم أن الرومانسية الحالمة و المفرطة تلك هي السبب الرئيسي وراء الانتشار الواسع للدراما التركية الذي تشهده حالياً، إلا أنه لا مانع من وجود عمل وحيد يحلق خارج السرب و يعرض شخصياته شديدة الواقعية في قالب اجتماعي لا يخلو من لحظات رومانسية تضفي على جمال المسلسل جمال آخر.

الشخصيات الواقعية :

Image result for مسلسل منزلي

انطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي يحللون شخصيات مسلسل منزلي و الذين أكدوا على أن المسلسل قد يكون تركي  لكنه بنكهة شرقية مصرية بسبب الواقعية الشديدة و التناقض الشديد الذي تتسم به شخصيات  المسلسل على غرار المسلسلات العربية  التي تستعرض كم التناقضات الموجودة في الشخصية الواحدة و تفكير و الرجال و النساء المتقارب بين  مسلسل منزلي  و المسلسلات العربية.

شخصية مهدي :

Image

 لنجد شخصية مهدي التي يجسدها ابراهيم تشيليكول في المسلسل الذي لا تفارقه السبحة ما ينم عن تدينه الظاهري، كذلك معاملته الرقيقة مع زينب و شقيقاته و والدته، و لكنه في لحظات الغضب لا يرى أمامه و يتحول إلى شخص آخر في ثواني معدودة ، تبنيه للفتاة الصغيرة كبريت و معاملتها برفق و حنان شديد، و شهامته في الدفاع عن كل من يحتاج مساعدته، إلا أننا بعد كل هذا نجده رجل زاني يدخل في علاقات مع النساء رغم علمه أنها علاقة محرمة.

بل و حين تخبره أنها حامل منه يتنصل منها و يرفض الاعتراف بطفله أو تصليح خطأه معها، و يذهب ليتزوج من فتاة لا يعرفها بريئة ساذجة اختارتها والدته له، ظناً منه أنها لم تسلم بيدها  على رجل قبله و حين  يعلم بخطبتها السابقة يجن جنونه و يتعامل مع الأمر على انها خدعته، يتزوج بفتاة متعلمة و مثقفة رغم تعليمه المحدود كي يشعر بقيمته و يكمل النقص الذي بداخله، ممثلاً مهدي بذلك الغالبية العظمى من الرجال ذو الأصل الشرقي بشكل عام و المصري على وجه الخصوص.

كذلك شخصية فاروق البطل الثاني الذي اعتاد أن يعرف  الفتيات من هنا و من هناك، يذهب لهذه ثم يتركها من أجل هذه، غير عابئاً بقلوبهن التي يحطمها و شرفهن الذي يسلبه منهن ، و لكن حين تركته زينب و رفضت الزواج به يجن حنونه هو الآخر و يؤلمه كبريائه المكسور و يدخل سريعاً في علاقة مع صديقتها، متمنياً أن تعرف بعلاقتهم أو تراهم معاً ليخبرها أنه  لا يحتاجها و أن أي فتاة اخرى تتمنى ان تعيش علاقة معه، و أنها فقدته، ليثير غيرتها عليه  و يجعلها تندم على التضحية به و ربما تفكر في العودة له.

شخصية الصديقة :

Image

كذلك شخية أمينة صديقة زينب التي دائماً ما تشاركها كل أسرارها و كل لحظات حياتها وتتظاهر بأنها تعتبرها أختاً لها و ليس مجرد صديقة، و لكنها في الوقت ذاته تحمل في قلبها كرهاً  و حسداً  حقداً كبيراً عليها، و ترى أن كل شيء كثيراً عليها و ان هي من تستحق كل ما هو جميل، و قد تغدر بها في أي لحظة  دون تردد، فالصديقة ذات الأوجه المتعددة هذه نموذج مصري شرقي لا يفارق حياتنا.

شخصية الأم :

Image

ايضاً شخصية الأم ساكنة الانانية التي لا تستحق الامومة، ضحت بابنتها و هي صغيرة  لأنها كانت عبئاً عليها، و الآن بعدما أصبحت شابة يافعة و  جميلة و تستطيع تحمل عبء نفسها، بل وعبء اسرتها ايضاً أصبحت مهمة للغاية و تريد الاحتفاظ بها، و كأنها انجبتها كنوع من الاستثمار طويل الأمد، كي تجد من يحمل عبئها في كبرها و يعاونها على المعيشة، في الوقت الذي تخلت هي فيه عن واجبها و تركت ابنتها للغرباء كي يتحملون مسؤوليتها، و الأمر ذاته مع والدها، و هذا النموذج من الأسر متوفر بكثرة في المجتمعات المصرية.

اما الأم الحقيقية و هي السيدة نرمين التي تثبت صحة القول بأن الأم هي من تربي و ليست  من تنجب، تلك التي تخاف على مصلحة ابنتها، و تساعدها على الاختيار الصحيح، دائماً ما تحاول أن تترك  القرار لها و حرية الاختيار، لا تجبرها على شيء حتى و إن وجدت فيه مصلحتها، تستمع لها و تفهمها، تقلق عليها و تشعر بها إذا اصابها مكروه، فتلك حقاً هي الأم الحقيقية و المثالية.

شخصية زينب :

Image

أما زينب فهي مثال للفتاة المصرية الشرقية المترددة التي لا تعرف ماذا تريد، غير الواثقة من نفسها على الاطلاق رغم كل ما تمتلكه من مميزات، التي تحب شاباً دون معرفة اسرتها الحقيقية بالأمر و تشعر بالذنب حيال كذبها  عليهم، فتحاول جاهدة ان تصلح ما فعلت لتريح ضميرها تجاههم فتتزوج من الرجل الذي تشير عليه والدتها، زواجاً تقليدياً بدون أي مشاعر، ثم تندم على اختيارها و تشعر أن هذا الاختيار عبئاً على روحها و قلبها، تشعر دائماً بالرفض لهذا الزوج و ينعكس ذلك في معاملتها معه، تطلب الطلاق و الانفصال بعد الزواج بعدة أيام نتيجة شعورها الزائد بعدم الارتياح و استعجال الزواج دون سابق معرفة.

تعرف جيداً أن زوجها بالطبع دخل في علاقات نسائية قبل زواجه بها و تقبل ذلك دون اعتراض  أو سؤال مبررة الامر بأن كل الرجال هكذا، و لكنها حين تعلم أنه سينجب من تلك العلاقة تنسحب من حياته و يأخذها الغرور و نزعة الكبرياء و الرغبة في التملك و ترفض قبول الأمر كي لا يشاركها أحد حبه و اهتمامه حتى و إن كان طفله.

 يظل زوجها يحاول معها بشتى الطرق أن يكون لطيفاً كي يسمع منها كلمات طيبة، لكنها تخجل منه دائماً و تنفر منه بشدة و تتعالى عليه رافضة التعبير عن حبها، بل أنها تراه دائماً مليء بالعيوب و لا ترى به أي مميزات، و تطلب منه ليل نهار الانفصال و الطلاق و تشعره دائماً بأنها ليست في حاجة له.

الفرق بين الحب و الاعتياد :

Image

 و لكن إذا اصابه مكروه أو ابتعد عنها لأي سبب سواء المرض أو الغضب أو السفر، تشعر بقيمته و أهميته و انه سندها في الحياة و انه أجمل رجل في العالم و أنها لا يمكنها الاستغناء عنه، و تكتشف أنها تحبه فجأة و هي  لا تعرف أن مشاركة الحياة اليومية معاً بكل تفاصيلها من طعام و شراب  و فرح و هموم، تولد حباً من نوع آخر،  حباً يطلق عليه عدة اسماء منها العشرة و المودة و الرحمة و السكينة و الاعتياد و الاحتياج، نظام حياة لا يمكن الاستغناء عنه بسهولة، أو التفريط به رغبة في الحفاظ على ما تم بنائه، و عدم الرغبة في هدمه كي لا نشعر الفشل، فالحياة لا تقف عند أحد و لكن لماذا نذهب و نحن يمكننا البقاء؟ لماذا نختار الاصعب و نبدأ من جديد، و نحن يمكننا ان نختار الاسهل بأن نستكمل ما بدأناه؟

داليا محمد

لمزيد من التفاصيل عن مسلسل منزلي من هنا