مطالبات بغلق الأضرحة والمساجد لمواجهة فيروس كورونا
اتخذت المؤسسات الدينية الثلاثة الأزهر؛ الأوقاف؛ والإفتاء؛ إلى جانب جامعة الأزهر، إجراءات احترازية من شأنها مواجهة فيروس كورونا ومنع التجمعات، وقام الأزهر الشريف بتعليق الدراسة لمدة أسبوعين؛ مع ضرورة تواجد الموجهين والمدرسين والإداريين والعمال بشكل مستمر، لاستكمال خطط إعداد وتسجيل المناهج الدراسية لرفعها على بوابة الأزهر الإلكترونية على شبكة الإنترنت وسط مطالبات بغلق الأضرحة . وأعلنت هيئة كبار العلماء، أنه يجوز إيقاف صلوات الجُمع والجماعات حمايةً للناس من فيروس كورونا في ضوء ما تسفر عنه التقارير الصحية المتتابعة من سرعة انتشار الفيروس، وتحوُّله إلى وباء عالمي، ومع تواتر المعلومات الطبية من أن الخطر الحقيقي للفيروس هو في سهولة وسرعة انتشاره، وأن المصاب به قد لا تظهر عليه أعراضه، ولا يَعْلم أنه مصاب به، وهو بذلك ينشر العدوى في كل مكان ينتقل إليه. وتُذكِّر الهيئة بوجوب رفع الأذان لكل صلاة بالمساجد، في حالة إيقاف الجمعة والجماعات، ويجوز أن يُنادِي المؤذن مع كل أذان: (صلوا في بيوتكم)؛ ويجوز لأهل كل بيت يعيشون معًا أداءُ الصلاة مع بعضهم بعضًا في جماعة؛ إذ لا يلزم أن تكون الجماعة في مسجد حتى إعلان زوال حالة الخطر ، ويجب شرعًا على جميع المواطنين الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة عن الجهات الصحية للحدِّ من انتشار الفيروس والقضاء عليه، واستقاء المعلومات من المصادر الرسمية المختصة، وتجنُّب ترويج الشائعات التي تُروِّعُ الناس، وتوقعهم في بلبلة وحيرة من أمرهم. وزارة الأوقاف بينما قررت وزارة الأوقاف غلق جميع الأضرحة مدة تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات، نظرًا لكثرة المترددين على زيارة الأضرحة وخاصة فى المساجد الكبرى، ولا سيما أن كثيرين ممن يترددون عليها يأتون من محافظات مختلفة ومناطق مختلفة، مع تأكيدها على فتح جميع المساجد فى أوقات الصلاة، لقيام الإدارات الهندسية بعمل الصيانة اللازمة لهذه الأضرحة خلال تلك الفترة. ووجهت الأوقاف بقصر عمل المساجد على الصلاة وخطبة الجمعة فقط، ومنع أى تجمعات غير ضرورية بالمساجد وملحقاتها، مع استمرار حملات تعقيم وتنظيف المساجد. ودعت الوزارة إلى قصر العزاء على مراسم تشييع الجنازة دون إقامة السرادقات، وكذلك الحال ومن باب أولى فى إقامة الأفراح بقصر الدعوة فيها على الأسرتين ما أمكن وخواص الخواص إذا لزم الأمر، لأن الحفاظ على الأرواح مقدم على كل هذه المظاهر، ودرء المفسدة مقدم على كل ذلك . وعلقت الأوقاف العمل بجميع دور المناسبات التابعة لها؛ إلى جانب رد المبالغ للحاجزين في إحدى قاعات عقد القران، كما نبهت على جميع العاملين بالأوقاف بعدم السماح بإقامة أى عزاء أو عقد قران أو غير ذلك بالمساجد أو ملحقاتها أو دور المناسبات التابعة لها على مستوى الجمهورية بالإضافة إلى غلق الأضرحة . جامعة الأزهر في الوقت نفسه أكدت جامعة الأزهر؛ إخلاء المدن الجامعية (بنين وبنات) في القاهرة والأقاليم، والعمل على تعقيمها وصيانتها وتجهيزها لاستقبال الطلبة بعد استقرار الأوضاع؛ إلى جانب تأجيل الاختبارات التي كان من المقرر عقدها في هذين الأسبوعين، وكذلك تأجيل الرحلات العلمية والتدريب الميداني والندوات وورش العمل والمؤتمرات لحين استقرار الأوضاع. وقررت الجامعة، قصر الحضور في مناقشات الرسائل العلمية (ماجستير – دكتوراه) على لجنة المناقشة والحكم والباحث وعدد من المتخصصين من داخل الكلية، على أن تعقد المناقشة في مكان جيد التهوية. كما وجهت إدارة الأزمات والكوارث بالجامعة الكليات بالبدء في نظام التعليم عن بعد في كليات قطاعات (اللغة العربية – أصول الدين – الشريعة والقانون – التجارة) وكذلك بعض الكليات العملية وذلك من خلال بث شرح الدروس التي كان من المقرر شرحها في هذين الأسبوعين على موقع الجامعة ومواقع الكليات المعنية، والعمل على توفير بعض التطبيقات التي تساعد على نظام التعليم عن بعد للكليات. ووجهت المستشفيات بأن يكون الحد الأقصى لزيارة المريض في اليوم الواحد بواقع زائرين فقط، وذلك حماية للمريض والزائرين والعاملين بالمستشفى، والتنبيه على الكليات والمستشفيات بأن تكون إدارة مواجهة الأزمات والكوارث في حالة انعقاد دائم والتواصل مع إدارة الجامعة في كل ما يستجد من أحداث أولا بأول. الإفتاء وفي سياق متصل علقت دار الإفتاء، فعاليات تدريب المفتين وتأهيل المقبلين على الزواج لحين استقرار الأوضاع. وأشارت الإفتاء إلى أن طرق طرح الأسئلة الشرعية على علماء دار الإفتاء من خلال عدة طرق منها: الموبايل أو الأرضي (107) مسجل ومباشر وتعمل هذه الخدمة من 9 صباحًا وحتى 9 مساءً يوميًّا. في الوقت نفسه أعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عن إطلاق حملة توعوية موسعة في جميع قرى ومدن ومحافظات الجمهورية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، يشارك فيها جميع وعاظ وواعظات الأزهر الشريف بعنوان: "صحتك أمانة..حافظ عليها"، وذلك تزامنًا مع استراتيجية الدولة وتحرك أجهزتها المختلفة لمواجهة فيروس "كورونا"، وتكثيف اللقاءات والحملات التوعوية لتثقيف الناس ودعم الجانب المعرفي لهم في مختلف المجالات الحياتية. وقال سامح عيد الباحث في الشؤون الإسلامية، إن الخطوات التي اتخذتها المؤسسات الدينية تسير ببطء ولا تتسابق مع الأحداث والخطر الموجود، مؤكدًا أن ما يسري على المسجد الحرام بالغلق يسري على جميع المساجد. وأشار إلى أن وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أكد خلال إلقائه خطبة الجمعة أمس، أن "كل ما يصيبنا الا ماكتب الله لنا"، وهذا خطأ كبير كونه لم يبين للناس الأخذ بالأسباب، وكان عليه أن يقول "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، وأن يضرب مثل بالصلاة في البيت. وأكد أن الأئمة يتجاهلون العلم والتكنولوجيا ويحيلون الأمر خلال خطبتهم إلى أن الوباء هو بسبب الأبتعاد عن الله، لذلك علينا أن نأخذ بالأسباب، موضحًا أن الفيروس ينتشر أكثر عن طريق اللمس، مشددًا على ضرورة أن يتخذ رئيس الوزراء قرارًا بغلق المساجد والكنائس معًا على غرار غلق الكافيهات والمطاعم. وأوضح أن صلاة الجماعة ليس فرضًا، وأن التأخير عن اتخاذ الإجراءات سوف يتسبب في تفشي الأمراض ويصبح أفة كبيرة تخرج عن السيطرة. وأكد أن البنية الصحية للمواطن المصري لا تتحمل هذه المخاطر، إلى جانب الزيادة السكانية، في الوقت الذي يتدني فيه المستوى العلاجي والصحي؛ ووفقًا لتقارير صادرة من جهات رسمية فأن أعداد غرف العناية المركزة 10 الأف؛ وهي نسبة قليلة مقارنة بعدد السكان المقدر بــ100 مليون، مشيرًا إلى أن الدول المتقدمة التي لديها مستوى صحي عال مثل إيطاليا وصل بها الأمر باعترافها بعدم السيطرة، متسائلًا: كيف حال مصر في ظل وضعها الراهن. وشدد على ضرورة إلغاء صلاة الجمعة والجماعة، خاصة أن الجواز بالصلاة في المنزل كلمة مطاطة يجب أن يكون الأمر إجباريًا وليس اختيارًا ، خاصة أن السجاد والمصليات ناقلة للعدوى بشكل كبير، وأن جميع المصلون لم يلتزموا بحمل سجادة الصلاة الخاصة بهم إلى المسجد، في ظل توافد المارة والباعة الجائلين إلى المساجد وقت الصلاة.
منى محمد