اهم الاخبار
الجمعة 19 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

في عيد الأم..مسلسل بخط الإيد ابرز الأعمال التي تناولت أهمية الأم مؤخراً

في عيد الأم لهذا العام و في شهر المرأة سنتحدث عن عمل درامي من أبرز الأعمال التي تحدث عن قيمة المرأة، و دور الأم الفاضلة في المجتمع، حيث يتحدث مسلسل بخط اليد الذي انتهت حلقاته منذ بضعة أيام و من بطولة أحمد رزق و ايمان العاصي، عن دور المرأة في المجتمع و اهميتها القصوى في بيت الزوجية.

فالزوجة و الام الفاضلة التي لا تفكر إلا في بيتها و  زوجها و أبنائها، هي عمود البيت، و السبب الأول وراء نجاح زوجها، و احترام الجميع له، فيصبح ناجحاً لأنها توفر له الراحة و الامان، الدفيء و الحنان، توفر له النظام و الاستقرار، و تتولى مسؤولية أي شيء يمكن أن يشغل تفكيره أو يعطله عن مسيرته في العمل، و بموتها المفاجيء ينهار البيت و نفسية الأبناء و نظام الزوج، الذي بدأ يهمل في عمله ليوفر لابنائه ولو ربع ما كانت توفره تلك الأم الحنون المثالية، ليؤكد العمل أن وراء كل عظيم و رجل ناجح امرأة مضحية متفانية و مخلصة و عظيمة.

المرأة كل المجتمع :

المرأة ليست نصف المجتمع بنزولها للعمل فقط أو بحلها محل الرجل و منافسته في وظيفته، و انما هي نصف  المجتمع بمشاركتها للرجل في حياة زوجية مستقرة،  و بيت هاديء بلا صراعات لتوفير كل سبل الراحة التي تدفع بالرجل للأمام، هنا يبقى دورها الأكبر و الأهم، هنا تصبح المرأة هي فاتحة البيت و عموده الرئيسي، هنا فقط تصبح المرأة كل المجتمع و ليس نصفه، قد تكون هناك الف مدرسة أو صحفية أو طبيبة ناجحة، فيما تبقى أم واحدة و زوجة واحدة في كل بيت لا يمكن أن يحل محلها أي شخص آخر.

و لكن  هل لأن الزوجة المثالية دائماً تعطي فعلى الرجل أن يأخذ فقطـ، هل يجب أن تصبح المرأة انانية و تجعل الرجل دائم الشكوى و القلق كي يقدر قيمة الزوجة المثالية ؟

لماذا كلما طلبت الزوجة من زوجها أن يعطيها و ابنائه ساعة واحدة من وقته ليستمع لها و يُسمعها كلمات رقيقة طيبة تشعرها بقيمتها الكبيرة و تعطيها طاقة لاستكمال مسيرة الحياة على نفس الوتيرة كل يوم، يتهرب من ذلك بعمله  قائلاً :”هسيب شغلي  و اطبب عليكوا” ، وكأن الطبطبة و الكلمات الطيبة ستعطل مسيرة حياته و ستأخذ من وقته الكثير.

دور الأم :

و لكن في الحقيقة لمسة الحنان و ابداء الاهتمام لن يكلف مجهوداً كبيراً أو يأخذ وقتاً طويلاً، و انما هي قدرة على العطاء لا يمتلكها أغلب الرجال، انه الحب و الصبر و الود الذي يفهمه الرجال على انه ثرثرة من النساء او وقت فراغ، أو تفكير سطحي نتيجة لمكوثها في البيت لساعات طويلة بمفرها، و لا يستطيع أي منهم ان يفهم حجم معاناة تلك المرأة، لا يستطيع أحدهم استيعاب كم تضحيتها بعملها و اهمالها في نفسها و كيانها.

و مقاطعتها للجيران و الأصدقاء و أحياناً الأهل من أجل توفير كل دقيقة لزوجها و بيتها و ابنائها، تلك الدقيقة التي يعتبرها الزوج تضييع لوقته و ضياع لمستقبله الوظيفي، لا يستطيع أي رجل ترجمة هذا بالترجمة الصحيحة و الحرفية له او حتى ترجمته في كلمة واحدة و هي الحب و الاهتمام، فمن يحب حقاً يهتم حقاً، لا يبخل بوقته و مجهوده و عمره و لا ينتظر حتى المقابل لهذا الحب، لا ينتظر حتى كلمة الشكر، كل ما ينتظره هو التقدير و الاعتراف بالجميل و ان تأخذ مكانها و حجمها الحقيقي في عيون من تتفانى في حبهم، و ليس أن يُقال عنها حين تطلب القليل من الاهتمام انها تافهة أو سطحية او تتحدث من باب الفراغ  و ليس من باب الحب.

بيئة المسلسل :

يطرح المسلسل بيئة شديدة الخصوصية،  حيث المشاعر العميقة التي تتدفق مع المشاهد المتتالية، دون تقديم مبالغات في التعقيد بشكل يؤدي للملل و النفور ، بأسلوب حداثي، حول كثير من التفاصيل اليومية البسيطة في إطار الحب الباقي بعد الموت (رغم أننا في الحلقة الأخيرة من المسلسل نكتشف أن الزوجة مازالت على قيد الحياة و ذهبت للعلاج و لكننا على مدار جميع حلقات المسلسل نعيش حالة الحزن و الألم الفقد التي يعيشها الزوج بعدما ظن ان زوجته توفت) ننا في الحلبقة الاخيرة نكتشف أن الزوجة مازالت على قيد الحياة ، فالزوج يوسف/ أحمد رزق و قلبه المفجوع الذي  يرفض فكرة الرحيل الأبدي،  فنراه مصراً  على عدم موت زوجته و يبحث عنها في كل مكان بسبب ورقة تركتها له قبل وفاتها تعطيه فيها بعض التعليمات التي طالما طلبتها منه في حياتها.

نجد الزوج يوسف يعود لبيته بعد وفاة زوجته/ يسرا اللوزي ليصطدم بفراغ بارد خلفه الغياب، البيت بلا حس بلا روح، ظلام دامس لا ينيره الأضواء و انما ينيره الزوجة التي رحلت فجأة بعد اكتشافها اصابتها بمرض خطير، إلا أن أحداً لم يشعر بها، فتنكفئ على نفسها بحسرة ، و تقرر  عدم انتظار الموت لتنهي حياتها بيدها و تقفز في النيل، و تستيقظ شجون الزوج يوسف و يمسك بصور الزوجة المفقودة  و يغفو على الأريكة باستسلام محتضن شبحها الأثيري الراقد في المكان، رافض أن ينام على الفراش بدون مشاركتها مثلما اعتاد.

أخيراً :

Image

دائماً ما تقدم الدراما القصص الاجتماعية التي تفقد فيها الأسرة أحد أفرادها ويكون بطل المأساة امرأة، نشاهدها كيف تقاوم الحزن وكيف تنتصر عليه أو لا تنتصر، دائماً المرأة هي التي تبكي وهي التي تفقد وهي التي تتولى الجانب الحزين من القصة، ولكن في مسلسل بخط الإيد نشاهد الجانب الآخر من القصة، الجانب الذي يكون بطله الحقيقي الحزن والشعور بالذنب، الزوج هنا لم يكن شريراً أو سيئاً، فقط هو ترس يدور في آلة أكل العيش الضخمة التي لا ترحم حتى من تبدو حياتهم ميسورة بل ربما فارهة، يجبر هذا الزوج المحب فجأة أن يواجه تقصيره غير المتعمد والذي أورثه خسارة فادحة.

المسلسل جيد جداً وجذاب ويستحق المتابعة، ودرامته هادئة وحقيقية، من نوع الدراما الاجتماعية التي تستهوي مشاهدي الدراما وتستحوذ على اهتمامهم دون جهد، والأهم أنه يمكن أن يكون مؤثراً حقيقياً في مشاعر المشاهدين، وربما يساهم في أن يلفت نظر رجال كثيرين يحملون نفس صفات يوسف الطيبة أن الحياة فيها أكثر من مجرد العمل، وأن الشراكة الحقيقية في الحياة لها قيمة، لا يجب أن تحرم منها فجأة وبكارثة حتى تعترف بأهميتها في حياتك.

داليا محمد

لمزيد من التفاصيل عن مسلسل بخط الإيد من هنا