اهم الاخبار
الجمعة 19 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بين التحريض واللامبالاة.. فتاوى الجماعات عن فيروس كورونا

لعبت الجماعات الإرهابية في الآونة الاخيرة دورًا كبيرًا في بث الفتاوى المتطرفة عبر الصفحات والمواقع المختلفة، خصوصا مع ظهور فيروس كورونا . عادت الجماعات لتؤكد عبر منصاتها الإعلامية؛ أن هذا عقاب إلهي جاء ردًّا على الممارسات الخاطئة التي تتخذها بعض الدول، خاصة بعد منع ارتداء النقاب، من قبل بعض المسئولين في المؤسسات والجامعات المصرية.

عقوبة إلهية

قال الإخواني وجدي غنيم: " فيروس كورونا .. انتقام الله للصين وابتلاء وامتحان للمسلمين". ووافقه في فتواها الداعية السلفي ياسر برهامي حيث قال: "الفيروس عقوبة إلهية بسبب أزمة الإيجور". بينما يقول السلفي نجل الحويني: "رضي الله عنكنَّ يا عفيفات.. فجمال النقاب لن تفهمه أبدًا عيونٌ أدمنت أجساد العاريات.. تحايلن على هذا الحكم الخبيث الغاشم بمثل هذه الكمامات الطبية حتى يجعل الله لكُنَّ فرجًا ومخرجًا".

النقاب علاج الفيروس!

في حين خرج مذيع قناة الرحمة أسامة حجازي، وأكد أن النقاب يُعد علاجًا فعّالًا للفيروس، وأنه لولا الحرج لأمرت منظمة الصحة العالمية دول العالم بإجبار الرجال والنساء على ارتدائه. في الوقت نفسه، أجاز السلفي سامح عبد الحميد الفرارَ من أرض الوباء، مؤكدًا أن فيروس كورونا وباء وليس طاعونًا، واستشهد على ذلك بما جاء في الصحيحين "على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال"، وروى البخاري عن أبي الأسود قال: "أتيتُ المدينة وقد وقع بها مرض وهم يموتون موتًا ذريعًا..."، فقال: المدينة يدخلها وباء وليس طاعون ومن هنا يجوز الفرار منه.

الرقية الشرعية

لم يتوقف الأمر إلى هذا فحسب، بل امتدت ليشمل التجارة والنصب من قبل بعض الشيوخ، فقال الشيخ الموريتاني "يحظيه ولد داهي": "كورونا تعالج بالرقية الشرعية عند أحباب الرسول ولا داعي للقلق، ومستعدون للذهاب للصين، نعالجه، بإذن الله تعالى..". وعن تكلفة علاج المصابين أوضح: "تكاليف علاج هذا الوباء تختلف باختلاف المرضى وظروفهم وقدراتهم "المالية". وفي سياق متصل، أثار فيديو متداولًا عبر مواقع السوشيال ميديا للأخواتي "بهجت صابر"، وهو يدعو كل من يُصاب بالإنفلونزا أو ارتفاع في درجة الحرارة (كاشتباه في كورونا) بالدخول لأقسام الشرطة والمؤسسات العسكرية والحكومية، كمدينة الإنتاج الإعلامي والاختلاط بأكبر قدر ممكن لنشر العدوى والانتقام ممن وصفه بـ "النظام المصري"، وهو أمر وصفه العلماء بالمخالفة للشريعة الإسلامية.

شماتة داعش

في حين نشر تنظيم داعش الإرهابي، مقالات افتتاحية في العددين "220، 223" من صحيفة النبأ التابعة للتنظيم الإرهابي بعنوان: "إن بطش ربك لشديد"، و"ضلَّ من تدعون إلا إياه" أظهر التنظيم خلالهما الشماتة من انتشار الفيروس، خاصة في الصين وإيران. وأصدر التنظيم فتوى بأنهم مستحقون للعذاب في الدنيا والآخرة وأن التشفي في مصائبهم أمر محمود شرعًا حتى لو انتقل للمسلمين، واصفًا "الصين" بـ" الكافرة - الحكومة المتجبرة". وأعلن أن ذلك اختبار لإيمان قلوب المسلمين في مواجهة الكفار، كما أبدى فرحته وسعادته من تفشي هذا الفيروس بمدينة "قم" الإيرانية الشيعية، ووصف أهلها بـ"السفهاء والمشركين".

فتاوى مخالفة للشرع

ويرد الدكتور عطية لاشين أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الفتوى بالأزهر، على ذلك مؤكدا أن هذه الفتاوى مخالفة لما نص عليه علماء المسلمين، لافتًا إلى أن الجماعات خالفت بذلك أحكام الشرع الشريف التي جاءت لحفظ الإنسان والأكوان، حيث يقول الله عز وجل في كتابه العزيز:{ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}. وأوضح أن الرسول صل الله عليه وسلم" قال عن الطاعون "إذا كان بأرض وأنتم فيها، فلا تخرجوا منها، وإذا كان في أرض لستم بها فلا تدخلوها"؛ كما قال النبي الكريم "وفر من المجذوم كما تفر من الأسد" وهذا توجيه للبعد عن كل وسائل العدوى كي لا ينتشر المرض بين الناس، متسائلًا: كيف لأحد أن يقول عكس ما نهى عنه الرسول؟ وقال لاشين: إن العلماء أجمعوا أن الحكم الشرعي هو عدم الخروج من البلد التي انتشر بها الطاعون أو الوباء إلا لضرورة بإذن أصحاب الجهات المعنية، والحكمة في الحديث الشريف عدم نقل المرض أو التعرض له عن طريق العدوى وهذا ما يعرف في الزمن الحاضر بالحجر الصحي، والمعروف أن الطاعون هو وباء عام يصيب الكثير من الناس لذلك أمرنا الرسول الكريم بالابتعاد وعدم نقل المرض.

لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة

وشدد أستاذ الشريعة الإسلامية على ضرورة الأخذ بالأسباب والوقاية والسلامة الصحية المتبعة لدى الجهات المعنية، قائلا: هذا من باب الإحسان، لقوله سبحانه وتعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا أن اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}. وشدد على ضرورة دحض الشائعات والآراء المتطرفة التي تصدر من قِبل الجماعات والتنظيمات الإرهابية؛ بهدف تفكيك الشعوب والمجتمعات وإثارة الرعب والخوف والفتن، وطالب المواطنين بضرورة توخي الحذر حول نقل المعلومات والفتاوى المضللة والشائعات المتداولة، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن تتضافر الجهود بينهم وبين مؤسسات الدولة للخروج من هذه الأزمة في أقرب وقت. كتبت- منى محمد اقرأ أيضا: كورونا والصيف هل ينتهي الفيروس التاجي مع ارتفاع درجات الحرارة