اهم الاخبار
الخميس 25 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

كيف استخدم التنظيم الشائعات لاستقطاب مقاتلين جدد؟

التنظيم الشائعات
التنظيم الشائعات لاستقطاب مقاتلين جدد

تستغل الجماعات المتطرفة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لاستقطاب أكبر عدد من المقاتلين في صفوفها؛ والاستعداد للقيام بعمليات إرهابية جديدة، وهو ما يجعلها تنتظر المحن لتحقيق أغراضها؛ فمع بداية انتشار فيروس كورونا اتجهت تلك الجماعات لتبرز عدد من الفتاوى التي تثبت الشماته؛ الشائعات بهدف زعزعة استقرار الدول وذلك عبر منصاتها الإعلامية المختلفة؛ إلى جانب الدعوات العامة لضم أكبر عدد من الشباب لديها.

في البداية كشف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن تنظيم داعش استخدم الشائعات منذ خطواته الأولى، ليشجع عناصره على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والبراعة فيها، وبرز ذلك في الفتوى الصادرة بعد هزيمته في "الفلوجة" عام 2016 والتي نصت على: (وجوب العودة والتفاعل عبر “تويتر” فهو بمثابة ميدان النزال مع الأعداء أحكموا الحسابات وأكثروا منها).

التنظيم يعلن وقف عملياته

أصدر تنظيم داعش بيانًا يحث فيه عناصره على وقف عملياتهم الإرهابية في أوروبا بعد ارتفاع حالات الإصابة بفيروس "كورونا" وتجنب السفر إلى تلك البلدان التي تعاني من هذا الفيروس، معتبرًا ظهوره بها "عقاب من الله"؛ حيث أنها تهدف إلى ترسيخ فكرة الانتقام في عقول عناصره ومؤيديه.

وتطرّق داعش إلى الجهاد" لتنفيذ الأوامر التي يتلقونها من قادتهم في التنظيم، مستغلًا بذلك أزمة انتشار وباء كورونا عالميا، لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لبث الشائعات صد تماسك الدول لتحقيق أهدافه.

استغلال الأزمة وتنفيذ عمليات إرهابية

حيث جعل التنظيم الإرهابي السبيل الوحيد للخلاص من هذا الفيروس هو "تنفيذ العمليات الإرهابية" ولو بأبسط الوسائل المتاحة ضاربًا مثالًا بأنه رغم الصغر المتناهي لهذا الفيروس تمكن من حصد أرواح الكثيرين.

وجه التنظيم هذا الخطاب لجميع المسلمين أي لم يخص عناصره فقط، ولكنه يهدف لاستقطاب أكبر عدد ممكن لصفوفه من خلال اقتطاع أجزاء من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على وتر مشاعر الناس وقت الأزمات.

حذر مرصد الأزهر من إعادة نشر أية معلومة غير موثقة على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيس بوك وتويتر؛ لأن ذلك يساهم في انتشارها والبدء في تصديقها؛ مؤكدًا أن من الحكمة دومًا الرجوع إلى المصادر الرسمية للتأكد من المعلومات المتداولة والالتزام بتعاليم الجهات المعنية وبث روح السكينة في المجتمع؛ حفاظًا على أمن واستقرار الأوطان من أجل إحباط مخططات التنظيمات المتطرفة التي تسعى إلى إحداث الفوضى وهدم اقتصاد الدول عبر زعزعة الأمن والسلم بها.

بينما أطلقت دار الإفتاء صيحات التحذير من الانسياق وراء الشائعات المغرضة، والآراء المتطرفة التي تصدر من قِبل الجماعات والتنظيمات الإرهابية لتفكيك الشعوب وإثارة الرعب والخوف، وحث المواطنين على ضرورة توخي الحذر حول نقل المعلومات والفتاوى المضللة والشائعات المتداولة، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوصت الإفتاء بعدم الخوف والهلع الشديد من الابتلاءات التي قد تصيب المسلم؛ بل عليه أن يتحلى بحسن الظن بخالقه سبحانه، وأن يبتهل إلى الله وهو موقن بالإجابة أنه سبحانه وتعالى سينجينا من هذا البلاء، آخذًا بأسباب العلاج والوقاية والسلامة الصحية المتبعة لدى الجهات المعنية، فهذا من باب الإحسان، لقوله سبحانه وتعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا أن اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

وقال سامح عيد الباحث في الشئون والحركات الإسلامية، إن تنظيم داعش فقد العديد من رصيده الشعبي بعد تراجعه خلال الفترة الأخيرة بسبب التمويل وقلة عدد المقاتلين، مشيرا إلى أن القيام بأعمال إجرامية في ظل المرض قد تخسره رصيد شعبي أكثر، لافتًا إلى أنهم يعتقدون أن الفيروس يحقق أمالهم في القضاء على الدول، وأنه عقاب من الله كما أوردوا ذلك عبر منابرهم الإعلامية.

وأضاف عيد في تصريحات خاصة لــ "لوكالة نيوز" أن الدول المستقرة اقتصاديًا تسمى عند التنظيم "إدارة التوحش.. النكاية والانهاك"، يقبلون على القيام بعمليات إرهابية مختلفة بهدف ضرب الاقتصاد، ولكن في ظل انهيار اقتصاديات العالم، خاصة مصر، يمكن استبعاد القيام بعمليات إرهابية، خاصة أنهم يعانون من حالة تراجع في التمويل والأعداد، ولكنهم سيكتفوا بالتحريض والاستقطاب.

وأضاف أن الوضع الراهن الذي يشهد التراجع الكبير في الاقتصاد، من ارتفاع نسب البطالة، تراجع المؤشرات، توقف السياحة، هي بيئة مناسبة للتحريض ضد الحكومات والأنظمة بشكل عام، وذلك ببث الشائعات عن طريق وسائل التواصل المختلفة، معلنين أن الحكومة لا تتعامل بشفافية، هو أمر يخلق حالة من الغضب في الشارع، وهو ما يستغلها التنظيم في صالحه للتجنيد ورفع طاقة الكراهية ضد النظام.

وتابع الباحث في الشئون الحركات الإسلامية، أن التسويقيات الدينية والايمانية التي يعمل عليها التنظيم اليوم لتعاطف عدد كبير من الناس.

كتبت- منى محمد:

الحزم والشدة.. كيف نجحت الصين في احتواء أزمة كورونا؟

التنظيم الشائعات لاستقطاب مقاتلين جدد