الحزم والشدة.. كيف نجحت الصين في احتواء أزمة كورونا؟
اتخذت الصين منذ بداية ظهور فيروس كورونا المستجد كوفيد - 19، إجراءات وقاية، في محاولة منها للحد من انتقال المرض بين المواطنين والتقليل من مخاطرة ، بهدف السيطرة الشاملة والدقيقة في تجاوز الأزمة، وتشمل هذه الإجراءات وضع إقليم هوبي بأكمله، بسكانه الذين يبلغ عددهم 56 مليون شخص، تحت الحجر الصحي، وبناء مستشفى ميداني في عشرة أيام لعلاج المرضى.
اكتسبت الصين وقتا كبيرًا تخطى الأربعة أشهر، بعدما تسبب الفيروس من وفاة 2981 شخصا وإصابة ما يقرب من 80300 شخص، في أواخر العام الماضي فقط، لتصل حصيلة الوفيات إلى 3102، وإجمالي عدد الإصابات المؤكدة إلى 80409؛ معلنة أن الارتفاع في عدد الإصابات سببها من الأشخاص الآتية من الخارج.
ومنذ محاصرة المرض، وإعلانها عن عدم تسجيل حالات جديدة، عادت الصين للحياة مرة أخرى، بضوابط جديدة، منها: إطلاق الشركات والمطاعم لافتات في جميع أنحاء الدولة مكتوب عليها " شخص واحد لكل طاولة"، بعدما طالب المسؤولون من مواطنيهم بضرورة الاحتفاظ بمسافة لا تقل عن 1.5 متر (4.92 قدم)، بعيداً عن بعضهم البعض في الأماكن العامة، وذلك بهدف فرضية السياسية الوقائية لمنع انتشار الفيروس؛ وإعادة الحياة إلى طبيعتها في البلاد.
ودعت منظمة الصحة العالمية أكثر من مرة إلى استقاء الدروس من تجربة الصين وتطبيقها على بقية دول العالم من أجل الحد من انتشار المرض؛ حيث استمرت الإجراءات الوقاية إلى هذه الساعة، مؤكدة أن الصين أظهرت أنه بالإمكان تغيير مسار المرض؛ كونه إنه وباء تم القضاء عليه أثناء نموه وتوقف في مساره؛ يتضح ذلك في المعطيات بحوزتنا إضافة إلى مراقبتنا للمجتمع بشكل عام.
وقالت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع؛ إن الصين دولة قومية لم تدخل فيها العولمة أو تؤثر عليها، ولديها سرعة وإدارة تتغلب على أي تحديات تواجهها؛ وهو أمر جعلها تتغلب على أزمتها خلال فترة قصيرة دون تهاون أو بطيء، لافتة إلى أن لديها التزام يصل إلى حد الانضباط لكافة أفراد الشعب.
وأوضحت أن الصين من أكثر الدول التزامًا خاصة أنها تطبق منظومة تنظيم الأسرة منذ سنوات طويلة، وأن هناك إجراءات صارمة تتطبق على الجميع من بينها أن المرأة المتزوجة تتابع شهريًا مع عيادة الحي " الأسرة"؛ لتنظيم النسل، وأن العقوبة تصل لحبس الزوج وإجهاض الزوجة في حالة وجود حمل في الطفل الثاني، بسبب الزيادة السكانية التي تعاني منها.
وتابعت أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن الصين تتبع منظومة تختلف نهائيًا عن البداية، وعم مختلف الدول الأوروبية، بسرعة التنفيذ والذكاء في إدارة الأزمة.
وقال النائب محمد العماري، عضو لجنة الصحة بالبرلمان، أن الصين قامت بتطبيق الحظر الشامل واستخدمت التعقيم العام وتعقيم المنشآت والطرق، نظرًا لخطورة الوضع لديها بالارتفاع الهائل في الأعداد، خاصة أنه وباء سريع الانتشار.
وأوضح أن مصر تسير في هذا الاتجاه وإذا استدعى الأمر طبقًا لتوجيهات الإرادة السياسية، ليس لدينا ما يمنع من اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، على غرار بعض الدول العربية كالإمارات والسعودية التي فرضت حظر شامل لعدة أيام لمحاصرة المرض.
وأضاف أن الحكومة تتعامل مع الأزمة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية طبقًا للمؤشرات، لافتًا إلى أن المنظمة أشادت للمرة الثالثة بالإجراءات الوقاية لتعامل مصر مع فيوس كورونا.
وتابع أن المشكلة الأساسية هي الانتشار وهو ما تحرص عليه الحكومة حتى لا يصبح المرض تفشي مجتمعي؛ قائلًا: " أن كل الاجراءات الاحترازية والوقائية وأن كانت قاسية اقتصاديا واجتماعيا للصالح العام فهي في صالح المجتمع بأكمله أولًا".
كتبت- منى محمد
رحلة هانتا من 1970 إلى شائعات 2020.. وحقيقة انتشاره في الصين
