مصير العمالة في مصر بين ضمانات الدولة وغدر القطاع الخاص

طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي رجال الأعمال اليوم اثناء تواجده لتفقد العناصر والمعدات والأطقم التابعة للقوات المسلحة المخصصة لمعاونة القطاع المدنى بالدولة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المُستجد بالحفاظ على حقوق العاملين وعدم تسريحهم أو تخفيض مرتباتهم. توجيهات الرئيس السيسي سكنت أوجاع الأسرة المصرية، وطمأنت خاطرهم ولاسيما في ظل هذه الظروف الصعبة ومخاوف تفشي فيروس كورونا، حيث يعمل تحت مظلة القطاع الخاص دون حماية او سند قانوني أكثر من 18 مليونا منهم في القطاع الخاص. رجال أعمال كشفتهم الأزمات تصريحات عدد من كبار رجال الاعمال أثارت مخاوف المصريين وكان أكثرها أثارة للجدل رأي حسين صبور رجل الاعمال و رئيس مجلس إدارة نادي الصيد السابق، الذي طالب في تصريحات صحفية، بضرورة عودة العمال والموظفين لعملهم رغم تفشي فيروس كورونا، مؤكداً أن الإفلاس يهدد مصر في حال استمرار توقف العمل في المصانع والشركات، قائلاً: "لو استمر التوقف الإفلاس ينتظر البلد، كل حد له طاقة استحمال، نحن دولة ضعيفة طاقتنا انتهت ولا بدّ من العودة للعمل". الصدمة كانت في عدم انكاره ان الوباء حاليًا في حالة تفشي، وأكد ان نزول العمال على اَي حال حتى لو تسبب في وفاتهم امر ليس بجلب امام افلاس المصانع، قائلًا : "تزيد عدد الإصابات والوفيات، لكن سيبقى هناك شعب قائم وناقص شوية، أفضل من شعب مفلس تماماً ولن نجد ما نأكله". كما قال في تصريحات سابقة أن استمرار أزمة كورونا لمدة شهر آخر، سيؤدي إلى معاناة مصر بشدة، وإلى تعرّض شركات ضخمة للإفلاس، مؤكداً أن قدرة الاقتصاد المصري لن تتحمل كثيراً من أضرار توقف الأعمال وسيكون العمال أول حلقة في اوي العملية الإنتاجية يتم الاستغناء عنها. بطل من ورق فاجأ نجيب ساويرس رجل الاعمال الأكثر شهرة على مواقع التواصل الاجتماعي، متابعيه بمطالبته بعودة العمال إلى العمل بعد فترة الحظر، مشددا على ضرورة عودة النشاط الاقتصادي لطبيعته في أسرع وقت ممكن، محذراً من "دمار" اقتصادي إذا استمر الحظر بعد مدة الأسبوعين المفروضة من الحكومة المصرية ضمن إجراءاتها للسيطرة على انتشار عدوى فيروس كورونا. العربي يطمئن العاملين محمود العربي المدير التنفيذي لمجموعة العربي في مصر، أكد إن الشركة لن تتخلى عن العاملين بها، و ستدفع الرواتب في موعد مبكر دعمًا لموظفيها لتجاوز المحنة الحالية بسبب تفشي كورونا وفي وقت سابق قد منحهم اجازة الأسبوعين كي يقلل التواجد اتساقًا مع إجراءات الدولة للسلامة الوقائية. وخاطبهم قائلًا: "ما تقلقوش أبدًا.. ربنا معانا ومش هنتخلى عن حد" كي يريحوا بالهم ان بعد انتهاء مدة الاجازة سيعودون اشغالهم بشكل طبيعي. إجراءات إيجابية أثنى المهندس علي عيسى رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين على إجراءات الحكومة وتعاملها مع أزمة وباء كورونا في معالجتها وحرصها على معالجة التبعيات الاقتصادية للازمة ومنح العمال الغير منتظمة منح شهرية أقوى مؤشر على ذلك . واكمل في تصريحات خاصة للوكالة نيوز، أن صحة المواطن سواء كان عاملًا او وزيرًا تمنحها الدولة ذات الاهتمام وهو ما يقدر اعلى المستوى الإنساني. وأضاف أن كثير من القطاعات لم تعاني التوقف فاستمر العامل شركات في قطاع المقاولات بكامل طاقتها في مختلف المواقع الإنشائية والمشروعات الكبرى والطرق حتى في أوقات حظر التجوال. الدولة تدير الأزمة باحترافية قال محمد وهب الله الأمين العام لاتحاد عمال مصر على لسان العمالة المنتظمة والغير منتظمة، أن الدولة كفلت حقوق الفئتين بشكل يكون متساوٍ، فبعد صرف مبلغ الـ ٥٠٠ جنيه إعانة، على مدار ثلاثة أشهر، طمأن الرئيس السيسي العمالة المقيدة في سجلات الشركات والمصانع في حال تأثرها بشكل سلبي، ستُمنح مساعدات ومنح من صندوق التضامن بوزارة القوى العاملة كي لا يشعروا بتعثر فسلامتهم في المقام الأول. واكمل وهب الله في تصريحات خاصة للوكالة نيوز، أنه لا يجب هدر كل جهود الدولة في تلك المحنة، فما تبنيه لحماية المواطن والاقتصاد في آن واحد، من الوارد أن يُهدم في حال عدم توافر تعاون لازم مع رجال الاعمال فهم ينتوا تسريح العمالة لتقليل خسائر مادية قد تكون مؤقتة في حين انهم حققوا مكاسب لسنوات طويلة بجهد هؤلاء. وناشد رجال الأعمال عدم إنقاص مرتبات العاملين أو تسريحهم، قائلاً: إيه المشكلة لو خسرتم سنة ولا سنتين .

نادية عبد العزيز