بأقلامهم
محمود سامي يكتب : كورونا الشائعات
كل شىء يأتي من الله هو خير، وفي المحن تتكشف الوجوة وتظهر حقائق القلوب، وهناك فارقاً بين من ينظر تحت قدميه وبين من لديه نظرة مستقبلية، فلا شك أن فيروس كورونا أحدث تغييراً جذرياً على مستوى العالم ككل ، أعاد ترتيب الحسابات من جديد، تركت الدول الخلافات و الصراعات فيما بينها اقتصاديا وسياسيا واجتمعوا على هدف واحد هو حماية الانسانية وأصبح للعلم الأهمية القصوى. هل هي أزمة؟ نعم هي أزمة ، لكنها ستمر بعد الأخذ بالأسباب والتحلي بالصبر والحكمة وقبل ذلك الأمل والثقة في قدرة الله سبحانه وتعالى. لكن كل ازمة تأتي تحاط بكم من الشائعات والمعلومات الخاطئة تنتشر بنفس سرعة تفشي الوباء ، هناك على سبيل المثال ما أشيع أن فيروس كورونا قد طور في معامل صينية أو أمريكية أو فرنسية . فينبغي لتكون المعلومات دقيقة أن تأتي من ذى صفة أي من متخصص يتمتع بالكفاءة والأهلية ولا يحاول التلاعب بنا ، لهذا فإن تدقيق المعلومات أمر بالغ الأهمية. والشائعات تهدف إلى إحباط المعنويات فنجد دائما وراء الشائعات أهل الشر ، فالشائعة وخاصة في وقت الأزمات والكوارث تعتبر أخطر من الفيروس ذاته ، وذلك لما له من تأثير مباشر على الروح المعنوية وتماس مباشر بالأمن القومي وقد شهدت مصر في الآونة الأخيرة العديد من الشائعات في ظل أزمة كورونا ، تلك الشائعات التي أطلقتها الجماعات الإرهابية هي محاولة لبث حالة من الرعب والهلع في نفوس المصريين ومحاولة النيل من الوطن ، والتي كان من بينها على سبيل المثال شائعة إغلاق البنوك وتمديد ساعات حظر التجوال، بالإضافة إلى شائعة نقص السلع والمنتجات الغذائية ، تلك الشائعات تواجهها أجهزة الدولة المصرية على مدى الساعة بمنتهى الحزم والقوة ، وهنا يأتي دور الإعلام الذي يعد من أهم أسلحة مواجهة الشائعات ولعل أزمة كورونا أظهرت بصورة أكبر قيام الإعلام المصري بدور رائع وعظيم من خلال تسجيل الموقف داخل مصر وخارجها لحظة بلحظة فيما يتعلق بأزمة كورونا بإحترافية عالية بالإضافة إلى الرد على الشائعات و إظهار حقائق الأمور أولاً بأول. نجد أيضاً أن الناس يتناقلون في العديد من الحالات الأخبار المزيفة على سبيل المزاح واللهو ، كشائعات عن المشاهير و منها مثلاً شائعة إصابة نجم الكرة البرتغالي كريستيانو رونالدو ونجم الكرة الأرجنتينى ليونيل ميسي بفيروس كورونا، ولكن عندما نقيم المعلومات فإننا نقارن بين ما يقال لنا أو ما نسمعه بمصادر موثوقة فإذا اتفقت معها يمكننا حينها قبول المعلومات. وتستغل الأخبار المزيفة ذلك عن طريق تعزيز احكامنا المسبقة، فالذين يشربون المشروبات الروحية يعتقدون أن الكحول نفسه هو شفاء . فدور الإعلام هو نشر الوعي بين المواطنين لمواجهة هذا الخطر خاصة في ظل الشائعات التي تطلق عبر مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة ، لأن الوعي هو السلاح الحقيقي للتغلب على أي أزمة، وللحديث بقية في المقال القادم بإذن الله.
كاتب المقال : باحث قانوني كاتب وشاعر والأمين المساعد لأمانة التخطيط والمتابعة لشئون التنمية المستدامة بحزب الحركة الوطنية المصرية وعضو اللجنة التنفيذية لصالون الحركة الوطنية الثقافي .