الملل ووجود الرجال بالمنازل أبرز الأسباب.. كيف تواجه الخلافات الزوجية أثناء حظر كورونا

في ظل الإجراءات المتخذة لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، قررت الحكومة فرض حظر التجوال وتقليص أعداد العاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة، وتقليل ساعات التواجد في الشارع، مما أدى إلى وجود أفراد الأسرة لوقت أطول بالمنازل، مما أدى إلى ظهور مشكلة تمثل صداع كبير في رأس الأسرة المصرية، وتؤثر سلبًا على تماسك وترابط المجتمع ككل وهي الخلافات الزوجية، والتي تمثل عامل أساسي في معظم حالات الطلاق في مصر.

كما أن بقاء الرجال في المنزل فترة أطول من المعتاد بعد فرض إجراءات الحظر بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، أصبح المنزل بيئة ملائمة للمشاكل والخلافات الزوجية والتي وصلت لدرجة الطلاق في بعض الحالات.

وقال الدكتور ابراهيم مجدي استشاري الطب النفسي، أنه لا توجد أي مؤشرات حول زيادة نسب الطلاق بعد فرض إجراءات الحظر، ولكن من المرجح أن تزداد الخلافات الزوجية لعدة عوامل منها العامل الاقتصادي، ويرجع ذلك لوجود بعض الأسر ذات الدخل غير المنتظم والتي تأثرت ماديًا بشكل كبير هذه الفترة، وهناك أسباب أخرى للخلافات الزوجية منها عدم القدرة على كسر الملل مع طول فترة البقاء في المنزل، مما يزيد من فرص المواجهة بين الزوجين.

وطالب إبراهيم، الأفراد الذين يعانون من ملل بسبب طول فترة المكوث بالمنزل، أننا لسنا في حالة رفاهية، بقاؤنا في المنزل لحماية أنفسنا وأسرنا لذلك فنحن مضطرين للتكيف مع هذا الوضع واستغلاله في أشياء مفيدة مثل ضبط مواعيد النوم، وتقليل الوجبات الجاهزة.

وأكد استشاري الطب النفسي في تصريحات خاصة لـ"الوكالة نيوز"، على ضرورة انشغال المواطنين أثناء مكوثهم بالمنزل ببعض العادات المفيدة مثل متابعة الأخبار والتدوينات الإيجابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والبعد عن الأخبار السلبية، أو كتابة يوميات كل فرد بالمنزل بشكل إيجابي على مواقع التواصل، أو من خلال فيديو لايف لنشر الطاقة الإيجابية بين المواطنين، أو المشاركة في الأعمال المنزلية مثل تحضير الطعام، كما أنه في هذا الظرف الصعب نحن لا نملك رفاهية الاختيار، هذه فترة مؤقتة من الممكن أن تطول، ولكن يمكننا اقتصارها إذا التزامنا بكافة تعليمات وإرشادات الوقاية التي تعلنها وزارة الصحة بشكل مستمر.

وقالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، أن فرض حظر التجول لمواجهة فيروس كورونا المستجد، أدى إلى اجتماع أفراد الأسرة لوقت طويل نتيجة خفض ساعات العمل وتخفيف الأعداد بالمؤسسات المختلفة وبقاء الرجال لفترة كبيرة لم تحدث من قبل، لافتة إلى أنه رغم حدوث بعض الملل من عدم الخروج إلا أن الأزمة زادت من تواد أفراد العائلة وتعاطفهم مع بعضهم البعض.

وأوضحت خضر في تصريحات خاصة لـ"الوكالة نيوز"، أن وجود أفراد الأسرة لوقت أطول بالمنازل أدى إلى زيادة الألفة بينهم والحد من عوامل التوتر والقلق نتيجة الابتعاد لفترة طويلة وكذلك الاختلاط بالحياة اليومية في الشوارع، كما أصبحت معيشة الأسرة في حالة سكينة وهدوء نسبي وحدوث ما يشبه السلام الاجتماعي.

وائل محمد