اهم الاخبار
الإثنين 25 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الأزهر العالمي للفتوى للوكالة نيوز : مخترق الحظر معتد علي نفسه و غيره

images (21)
images (21)

 

افطار اطباء العزل في رمضان جائز وصلاة التراويح معطلة بسبب الوباء

مع اقتراب شهر رمضان المبارك ، وفي ظل ضيق الناس من منع صلاة التراويح والتجمعات العائلية ، وانتشار بعض السلوكيات السلبية التي نهي عنها الإسلام، وكيفية استغلال المسلم لشهر رمضان المعظم في ظل الأوضاع الراهنة ، توجهت الوكالة نيوز بعدد من الاسئلة لعلناء مركز الأزهر العالمي للفتاوى الإلكترونية : - هل يجوز إفطار الأطباء والممرضين في شهر رمضان ؟ وفي رده للوكالة نيوز حول جواز الإفطار في شهر رمضان للأطباء والممرضين بالتزامن مع فيروس كورونا والجهود المبذولة ، فقد حثَّ الإسلام على حِفَظِ النَّفس وصيانتها بكلِّ الطُّرق والسُّبل التي تدرأ عنها الهلاك، وتمنع عنها الضرر؛ ومن ذلك ما قعَّده الفقهاء من القواعد الوقائية في الشريعة الإسلامية بقاعدة (الدَّفع أقوى من الرَّفع): حيث قرَّروا فيها بأنه إذا أمكن رفع الضَّرر قبل وقوعه وحدوثه؛ فهذا أَولى وأفضل من رفعه بعد الوقوع، فهذا من باب العلاج الوقائي؛ لأنَّه إن أمكن علاج الأمر ودفعه قبل حدوثه فهذا يُجَنِّب المجتمع الأضرار والكوارث التي من الممكن أن تحدث إذا لم نُسرع بمعالجة الأمور. وأنه إذا أراد الصائم لأي سببٍ أن يجعل فمه رطبًا، فقد سَنَّ له الإسلام المضمضة حال الوضوء، فيستعين بها على ترطيب فمه؛ شريطة ألَّا يُبالغ في ذلك؛ كي لا يدخل الماء إلى جوفه فيبطل صومه؛ وذلك لما جاء عن سيدنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ هَشَشْتُ فَقَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَنَعْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا عَظِيمًا، قَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ، قَالَ: «أَرَأَيْتَ لَوْ مَضْمَضْتَ مِنْ الْمَاءِ وَأَنْتَ صَائِمٌ» قُلْتُ: لا بَأْسَ بِهِ، قَالَ: «فَمَهْ» [أخرجه أبو داود]، فقوله: «أَرَأَيْت لَوْ مَضْمَضْت مِنْ الْمَاء»: فِيهِ إِشَارَة إِلَى أن مجرَّد المضمضة حال الصوم ليس فيها شيء إذا لم يدخل الماء في جوف الصائم. - يضيق صدر المسلمين من غلق المساجد في شهر رمضان ومنع صلاة التراويح فما النصائح التي يوجهها المركز ؟ ، وكيفية استغلال رمضان بالدعاء والعمل لرفع هذا البلاء عن الوطن؟ تعد الجماعة في المساجد و في التراويح فضيلة عظيمة ، وهي سنة عن{ الخلفاء الراشدين } ، لكن السنة إذا تعارضت أو أدى الاجتماع فيها إلى خطر محقق ، فلتتعطل وليؤدها كل من المسلمين بأهله منعزلًا في بيته ، إلى أن يرفع الله تعالى عن الأمة هذا الوباء، لافتا إلي أنه علي المسلم بممارسة كافة ما كان يفعله في رمضان ، ولعل مثل هذه الظروف كون سببًا في استشعار القرب إلى الله ، وخطورة المعاصي والذنوب ، وواجب التوبة الذي يتحتم على كل منا . ووجه المسلمين إلي ضرورة الاقتراب من الله تعالى بالقرآن الكريم والذكر والصلاة فرضًا ونفلًا ، والإكثار من الصدقات ، وعون الفقراء والمساكين ، والتعاون على البر والتقوى ، ونبذ الإثم بكافة صوره ، والعدوان بكل أشكاله ، ولنكن على يقين أن الله يبلغنا بالنيات ملا نبلغه بالأعمال ، حفظ الله مصر والمسلمين والعالم بأسره من كل سوء ، والله تعالى أعلى وأعلم . - ما رأى الأزهر في عدم التزام البعض بحظر التجوال بسبب فيروس كورونا؟ من يتهاون في تطبيق الحظر والالتزام بالتعليمات ، وعدم خرقها إلا لضرورة قصوى ، فذلك معتدِ على نفسه وعلى غيره ، وقد قال الله تعالى ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)[المائدة :2] ، وهذا التهاون لا يرضاه الله ولا رسوله ، فلنصبر جميعًا ولنرجع إلى الله تعالى بالتوبة النصوح لعل الله تعالى يتقبلنا ويرفع عنا ما نحن فيه ، والله تعالى أعلى وأعلم . - هناك بعض الدعوات لإقامة صلاة التراويح في الشوارع مع الالتزام بالمسافة الأمنة هل يجيز الشرع ذلك؟ ينبغي أن يتقرر في أذهان الناس أن حفظ النفس البشرية مقدم على أي شيء فهي بنيان الله لعن الله من هدمها ، وحرمة المؤمن أشد من حرمة الكعبة ، لذلك فأي وسيلة تؤدي بحياة المسلمين وغيرهم إلى الهلاك مرفوض شرعًا ، وعلى هذا فلا يجوز إقامة صلاة التراويح في الشوارع ، لما في أخذ التدابير من الصعوبات والمشقات ، وعدم التزام البعض ، وأيضًا خطورة الوباء الذي فاق التوقع في معدلات الانتشار وسرعة التفشي ، لذلك ونهيب بأبناءِ الشَّعب المصري والأمَّة كافَّة أنْ يبتعدوا عن مَواطِن الزِّحام، وأنْ يلتزموا إرشادات الوقاية التي تَصدُر عن الهيئات المُختصَّة؛ رفعًا للضَّرر، وحِفاظًا على الأنفُسِ، والله أعلم . - ما حكم من يصلي في جماعة بالشارع في بعض الاحياء الشعبية؟ إذا كان جمع الناس للجمعة فمن المعلوم أنها لا تنعقد صلاةُ الجُمُعة في البُيوت أو الأحياء ، ولو جَمَاعة، وإنْ كَثُرَ عددُ المُصلِّين، ولا تكون صحيحة إنْ وقَعَت، وإنما تُصلَّى في البيت ظهرًا بغير خطبةٍ أربع ركعاتٍ جماعةً أو انفرادًا ويُستَحب أن تُقَام صلاةُ الظُّهر في البيت جماعةً، وأن يَؤمَّ الرَّجل فيها أهله ذُكورًا، وإناثًا، أما الجماعة لأداء الفريضة ، فالصلاة صحيحة ، مع الإثم لما في ذلك من المخاطرة ونشر العدوى ، وعدم التعاون على مكافحة الوباء ، والاستهتار بأرواح الناس . ونهيب بأبناءِ الشَّعب المصري والأمَّة كافَّة أنْ يبتعدوا عن مَواطِن الزِّحام، وأنْ يلتزموا إرشادات الوقاية التي تَصدُر عن الهيئات المُختصَّة؛ رفعًا للضَّرر، وحِفاظًا على الأنفُسِ، والله أعلم . ما حكم الشرع في من يبتعد عن الأطباء أو أهالي مصابي فيروس كورونا ويرفض التعامل معهم أو خدمتهم؟ ما حكم من يعتدى علي الاطباء كما حدث لموت الحالة المصابة؟ قد أَعلَى الإسلامُ مِن قيمة السَّلام، وأرشدَ أتباعه إلى الاتصاف بكلِّ حَسَنٍ جميل، والانتهاء عن كلِّ فاحش بذيء، حتى يعمَّ السَّلامُ البلاد، ويَسْلَم كل شيء في الكون من لسان المؤمن ويده. ولا عجبَ -إذا كانت هذه رسالة الإسلام- أن يكون أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة هو حُسن خُلُقِه، قال ﷺ: «أَثْقَلُ شَيْءٍ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيء» [الأدب المفرد]، وإن مثل هذا المعاملات والفعال لا تليق بالمسلم ، فضلًا عن أصحاب الخلق والدين ، فإهانة الأطباء الذين يقومون بواجبهم إثم كبير وعظيم ، إذ نؤثر بذلك على طاقتهم ونفسيتهم وجدهم في عملهم . وقد حرَّم الإسلامُ الإيذاء والاعتداء ولو بكلمة أو نظرة؛ فقال تعالى: {..وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190]، وقَالَ سيِّدُنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» [سنن ابن ماجه]، والضَّرر الذي وجَّه الإسلام لإزالته ليس الجسديّ فقط، وإنما وجَّه -كذلك- لإزالة الضَّرر النفسيّ الذي قد يكون أقسَى وأبعد أثرًا من الجَسَديّ. وبِناءً على ما تقدم فإنَّنا يُؤكد أنَّ الإصابة بفيروس كُورونا ليست ذنبًا أو خطيئة ينبغي على المُصاب بها إخفاؤها عن النَّاس؛ كي لا يُعيَّر؛ بل هو مرض كأي مرضٍ، ولا منقصَة فيه، وكلُّ إنسانٍ مُعرَّض للإصابة به، ونتائج إخفاء الإصابة به -من قِبَلِ المُصَابين- كارثيَّة، ونؤكد على حرمة إيذاء المُصاب به، أو الإساءة إليه، أو امتهان من تُوفِّي جرَّاءَه سواء كان طبيبًا أو غير ذلك ، فالإنسانية لا تجتزأ ، ويدعو إلى ضرورة تقديم الدَّعم النَّفسيّ لكلِّ مُصابي كُورونا وأُسَرهم؛ سيما جنود هذه المعركة من أطباء وممرضين، وإلى تكاتف أبناء الوطن جميعًا للقيام بواجبهم كلٌ في مَيدانِه وبما يستطيعه إلى أن تتجاوز مِصرنا الحبيبة هذه الأزمة بسَلامٍ وسَلامةٍ إنْ شاء الله تعالى. - ما حكم من يعترض عن دفن المصاب بكورونا في المقابر كبعض المظاهر التي حدثت مؤخرا؟ فالأصل أن يعرف الناس حقيقة ما يقدم عليه من أفعال ، لا أن يكون همجيًا أو غوغائيًا ، والأصل الرجوع في أي شيء لا علم للمرء به إلى أهل التخصص في كل فن ، فقد قال ربنا سبحانه « فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» [الأنبياء :7]، وقد قرر الأطباء وأجمعوا على أن المتوفي بكورونا لا يمثل خطرًا ، مادام قد غُسّل بطريقة صحيحة طبية ، فلا مجال حينئذ لنقل عدوى أو ما شابه ، فعلام يكون الاعتراض ، فضلًا عن الإيذاء النفسي والمعنوي لأهل الميت الذي يعد من قبيل الاعتداء المحرم ، والذي جاء الوعيد عليه لمن قام به قال الله تعالى « { وَالَّذِينَ يُؤْذونَ المُؤْمِنِينَ وَالـمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ ما اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وإثْماً مُبـيِناً }» [الأحزاب :58]. وبناءً عليه فلا عبرة باعتراض البعض عن جهل بحقيقة الأمر ، ويجب على الجميع في مثل هذه الظروف الانصياع لأهل الخبرة والتخصص ، وعدم نشر الشائعات وتكدير صفو الأمة ، والله تعالى أعلى وأعلم .