اهم الاخبار
الثلاثاء 07 مايو 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

د نور الشيخ يكتب : الحرية

معنى الحرية هو معنى جدلى فى المقام الأول، أرض خصبة لفلاسفة العالم فانقسموا إلى معسكرين أساسيين، المعسكر الأول ويتبنى نوع من الحرية يسمى حرية التنفيذ، والنوع الثانى يسمى بُحرية التصميم. والمقصود بحرية التنفيذ تلك المقدرة على العمل أو على الإمتناع دون الخضوع لأى ضغط أو تأثير خارجى ونحن هنا بإزاء حرية طبيعية أو فيزيائية تعبر عن تلقائية الكائن الناطق واستقلاله الذاتى، أما حرية التصميم فهي عبارة عن مَلكة الإختيار ، القدرة على تحقيق الفعل دون الخضوع لتأثيرات قوى باطنة ،سواء كانت تلك القوى ذات طابع وجدانى كالدوافع والأهواء أو كان مبعثه العواطف أو التصورات أو الإدراكات فنحن بإزاء حرية سيكولوجية، وهى المقدرة على الإختيار. وهذا ما آلت إليه البشرية الٱن بكل بساطة، مفهوم الحرية الأن هو المفهوم التنفيذى،  بسطحية تعريفاته وتصوره الذهني مثل، أن عكس تعريف الحرية هو التمرد أو العند، أو بمفهوم سيجموند فرويد  فالعند والتمرد هو آليات الدفاع عن الحرية (ميكانزمات الدفاع) فى حالة عدم مقدرة الشخص على ممارسة حريته أو  تقييدها. ماذا يحدث لو تغير مفهوم الحرية من حرية تنفيذية إلى حرية إختيار؟ لن يكون هناك إحساس بالتمرد أو التقييد أو السلب لأن قرارك سيكون نابعا من داخلك دون الخضوع لأية مؤثرات، سيكون قرارا حرا لايرتبط برأى الأخرين ولا مسايرتهم خشية النبذ والتنمر إن لم يشابه عاداتهم، لايرتبط بعاطفة أو انفعال ولن يحاكى رأى الأغلبية أو الأقلية، فقط سيحاكى عقلك وأهدافك،سيحاكى الواقع والهوية. الحرية فى مفهومها لم تكن للتمرد على المجتمع كما روج لها البعض والغرب، الحرية لم تكن للشذوذ والعصيان، الحرية لم تكن للإنتحار والقتل، فالحرية الحقيقية لا يتبعها الندم، الحرية ضرورة لاتخاذ القرار بتنفيذه او عدم تنفيذه، حتى فى عدم التنفيذ حرية. كبح جماح رغباتك وشهواتك حرية، كبح جماح البذاءة والتدنى حرية، التأييد حرية دون تمادى  والمعارضة حرية دون بذاءة، الحرية هى التحرر من ضغوط النزوات و التمرد، وليس ممارسةالتمرد،  الإختيار الحر بين الإنحراف والإستقامة دون ضغوط من صحبة فاسدة  أوالإنفلات الأخلاقى. أنت لا تتخذ أبسط قراراتك بحرية، فترتدى ما يرتديه الٱخرون، وتمارس ما يمارسة الٱخرون، خوفاً من أن تكون منبوذا، أو غير مواكبا للتطور الذى يرونه هُم وليس أنت، أنت تتمرد لمجرد إثبات أنك حى وصاحب قرار وكأن الطاعة ليست قرار، والموافقة تبعية، والتأييد جهل وتطبيل وعبودية. إذا فسدت البيئة فلابد للإنسان أن يحتمي بعقله لينجو من الفساد، فكيف أحتمى بعقل يحاكى الأخرين دون فرز ، كيف أنجو بنفسى وأنا أتمرد على نفسى وعلى حياتى وعلى هويتى حتى أصبح التمرد هو المرادف الأبرز للحرية، حتى أصبح التمرد هو أساس الإختيار، فأصبحت أتمرد إذن أنا حر، وأتباهى بتمردى، وأتفاخر بالإختلاف والمخالفة والتخلف، حتى أصبحت الحالة الأصلية لى هى التمرد، أصبحت عبد التمرد ولست حرا، الحرية هى حرية الإختيار والقدرة على الفرز . كاتب المقال : أمين التدريب والتثقيف لحزب الحركة الوطنية المصرية