اهم الاخبار
السبت 20 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

اجعلوا بيوتكم قبلة أيها المسلمون

الدكتور محمود الصاوي
الدكتور محمود الصاوي وكيل كلية الدعوة الإسلامية للدراسات الع

سادتي القرّاء كل عام أنتم في خير وعافية ساعات تفصلنا عن شهرنا الفضيل وأري وترون معي ، واسمع وتسمعون معي ،واقرأ وتقرأون معي، هذه البكائيات التي تمتلأ بها الفضاءات في صفحات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا حول حرماننا من المساجد وافتقادنا لجزء من روحانياتنا التي كنّا نستمدها من المساجد والتجمعات الإيمانية والروحانية حينما كنّا نعمر مساجدنا بصلوات تراويحنا.

وننتظرها بشوق ولهفة في كل عام ونبحث عن اجمل أصوات القرّاء لكي نتتبعها في المساجد لكي نحصل علي اكبر كمية خشوع في صلواتنا وغدواتنا وروحاتنا لمساجدنا اعلم كل ذلك ولا أستطيع ان أنكره لا انا ولا انتم والا فإنني لن اكون شخصا واقعيا ..لكني اتساءل معكم وما العمل ؟؟.

من تقدير الله عز وجل لعباده أن يجعل لعباده في كل محنة يتعرضون لها ويقعون تحت تأثيرها منحة يلتفت بعضهم اليها أن كان ذَا بصر وبصيرة وأن أحسن استقبال قضاء الله عز وجل وقدره، وقرأ المِحنة التي قدرها الله عليه قراءة إيمانية واعية قرأها ببصيرته وليس ببصره فقط تأمل فيها وحاول استخراج مرادات الله منها وحكمته فيها.

واحسب أن هذه الجائحة أو النازلة التي اجتاحت العالم كله ومن بينه عالمنا الاسلامي الفسيح واقتضت من ولاة الامر الديني والصحي أن ينادوا بالتباعد الاجتماعي وإبقاء الناس في منازلهم طلبا للسلامة ومحاصرة الفيروس الشرس الذي قضي علي قريب من ١٥٠ الف نسمة حول العالم في غضون أسابيع !! فضلا عن مليوني مصاب ولا يعلم الغيب إلا الله، ألزمتنا البقاء في منازلنا وأغلقت مساجدنا وهو امر بالغ المشقة والصعوبة علي مئات الملايين من المسلمين عبر العالم !!.

ومما عظم من ألم الشعور بوطأة هذه القرارات انها جاءت ونحن نستقبل شهر رمضان المعظم شهر المساجد والذكر والقرآن !!، لكن ما علينا إلا أن نرفع اكف الضراعة للمولي عز وجل ان يكشف هذا البلاء ويرفع الغمة عن الأمة، ونلتزم بقرارات المؤسسات الدينية والمجامع الطبية المتخصصة، ونلزم بيوتنا خلال ليالي هذا الشهر الكريم.

لكني اتساءل معكم وما العمل ؟؟

خطة عمل :

حصل ما حصل ومضت فينا أقدار ربنا جل وعلا أن لا نصلي هذا العام تراويحنا في مساجدنا كنّا نصلي في ١٢٠ ألف مسجد، أما الآن فستتحول بيوتنا في ٢٠ مليون أسرة مصرية تقريبا إلي مساجد تشع بالنور تشع بالقرآن تشع بالذكر بالصلوات.

علينا أن نلتزم من البداية بالصلوات في مواعيدها احرص علي ساعة مهمة قبل المغرب أملاها بالذكر والاستغفار والتسبيح لله عز وجل ثم نحرص علي أن نصلي المغرب مباشرة بعد تناول التمر والماء أقل ما يفطر عليه وندع الله ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر ان شاء الله ) ثم تدعو بما شئت فان للصائم، دعوة لا ترد أيها الحبيب فاضرع إلي الله جل وعلا أن يكشف البلاء و أن يرفع الغمة عن الامة بعد فراغك من صلاتك تناول طعام إفطارك ولا تثقل علي نفسك بالإفطار فتملأ معدتك حتي لا تستطيع أن تتنفس أو تقوم من مكانك فتشعر بثقل في رأسك تجد نفسك تبحث عن سرير أو عن ريموت كنترول لتبحث لك عن مسلسل يلهيك ويشغلك عن ربك وذكرك وصلاتك إيّاك ثم إيّاك من سارق الاعمار والأوقات في اخطر اللحظات.

نصيحتي لك أن يكون طعامك خفيفا لتكون قادرًا، علي صلاة العشاء وأنت نشطا خفيفا مقبلا بهمة وعزيمة علي ربك، ثم تتبعها بصلاة التراويح احرص ما استطعت علي قراءة جزء يوميا وزعه بين قراءة حرة وقراءة في الصلوات مغرب عشاء تراويح فجر، اجعل بيتك وجدران من لك وحوائطه تسعد مع زوجتك وأولادك بالسماع للقرآن وأنتم تصدحون وتترنمون به في هذه الليالي المباركات.

بعد تراويحك مخير بين نظر في كتاب تفسير أو تقرأه بنفسك او تجتمع عليه مع زوجك وأولادك ما استطعت طالما ليس لديكم أعمال ضرورية أخري، ثم نل قسطا من الراحة لننهض نشيطا قبل الفجر بساعة أو نصف ساعة لتصلي ولو ركعتين ثم تناول سحورك مباشرة قبل صلاة فجرك أيها الحبيب اللبيب أيها الكريمة الفاضلة ثم قم لصلاة فجرك وتضرع لسيدك وخالقك، ولا تنس القنوت بعد القيام من ركوع الركعة الثانية من صلاة الصبح اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك اللهم لنا فيم أعطيت وقنا واصرف عنا شر ما قضيت اللهم ارفع عنا البلاء والوباء والأمراض وسيء الأسقام.

وأغلي نصيحة أقدمها لك أيها الحبيب أن تمكث في مصلاك بعد صلاتك حتي الشروق مصليا علي رسول الله مستغفرا مسبحا مهللا مكبرا واستمر بعد الشروق ثلث ساعة مثلا ثم قم فصل ركعتين لتظفر بأجر حجة وعمرة، وأبشرك ببشارة الحبيب المحبوب صلي الله عليه وسلم ( من صلي الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتي تطلع الشمس ثم صلي ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ).

ولا تنس بشارة حبيبك صلي الله عليه وسلم من صَلي الصبح في جماعة فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله في ذمته بشيء فان من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه علي وجهه ) ومعني ذمة الله اَي امانه وضمانه وحمايته ورعايته وعنايته.

بقلم: الدكتور محمود الصاوي وكيل كلية الدعوة الإسلامية للدراسات العليا والبحوث بجامعة الأزهر