إدوارد سامسون و الحلم الخارق..تعرف على قصة أغرب حلم في تاريخ الصحافة العالمية

إدوارد سامسون و الحلم الخارق  -  هل تذكرون الفيلم العربي أحلام حقيقية بطولة خالد صالح و حنان ترك و داليا البحيري و فتحي عبد الوهاب، حيث كانت حنان ترك كلما غفلت عيانها ترى حلماً مروعاً، لتستيقظ منه مفزوعة في الصباح و تجد أنه حدث بالفعل بكل تفاصيله، و لكننا نظن دائماً أن يحدث في الافلام لا يحدث إلا بها، في حين أن الواقع قد يكون أغرب من الخيال، هذا ما حدث بالضبط مع الكاتب الصحفي الامريكي إدوارد سامسون، و لنتعرف تفاصيل القصة في السطور التالية.

التفاصيل :

كان إداورد سامسون صحفياً أمريكياً نشيطاً للغاية قلمه يكتب الدرر بأسلوبه الرائع في الكتابة يعمل طوال الوقت لدرجة أنه كان في البعض الأحيان يأخذ قسطاً من الراحة في مكتبه بالجريدة على اريكة صغيرة بجانب مكتبه بجريدة بوسطن جلوب.

 يعمل على الاخبار الحصرية و يعرف كيفية الحصول على الخبر قبل الجميع، لكن ما حدث معه كان يفوق أي نشاط أو اجتهاد و  لا يصدقه الكثيرون  حتى الآن، و انما قد يكون هذا تقديراً من الله على مجهوداته و نشاطه و حيويته ليصبح أشهر صحفياً في العالم و التي لم تقدرها جريدة بوسطن جلوب الذي كان يعمل بها و التي اصبحت اكبر جريدة في الولايات المتحدة الآن بعدما قدم لها بالمجد و الشهرة على طبق من ذهب.

بدأت القصة في فترة كانت الاخبار فيها قليلة للغاية و لا يوجد شيء ساخن يهم العالم و يمكنه الكتابة عنه، في تلك الفتررات كان يعمل إداورد كاتباً للقصص القصيرة في الجريدة، حتى ذلك اليوم الذي دخل فيه إلى مكتبه وهو يشعر بيأس وإحباط شديدين لعدم تمكنه من العثور على أي سبق صحفي يكتبه، وبينما هو مستغرق في همه، إذ غلبه النعاس وشاهد كابوسًا فظيعًا.

إدوارد سامسون و الحلم الخارق :

رأى إدوارد نفسه يطير عاليًا فوق جزيرة استوائية جميلة، كان يعرفها في الحلم بإسم “جزيرة برالاب”، وهبط على أرضها وأخذ يسير بين أشجارها، طبعًا أنها بداية رائعة لأي حلم.

 ولكن فجأة تحول الحلم إلى كابوس مفزع، حيث جاء زلزال قوي يضرب الجزيرة و يزلزل كل ما بها لتنهار الأشجار و البيانات على رؤوس سكانها، بركانًا ينفث نيرانه، وعمت الفوضى على الجزيرة، وكان السكان يجرون يمينًا ويسارًا هربًا من البركان الذي أطلق عليهم شلالات من الحمم الملتهبة.

 ولم تنتهي الكوارث عند ذلك الحد فقد أبى البحر أن يأخذ مقعد المتفرج وثار هو الآخر، وفاضت مياهه وأغرقت الجزيرة بأكملها، واختتم الكابوس بانفجار هائل مزق الجزيرة إربًا وتناثرت قطعها في الهواء كالورق.

بعد الحلم :

استقيظ إداورد مفزوعاً من هذا الكابوس المروع و أخذ يسأل نفسه ماذا يعنيه هذا الكابوس و هل حقاً هناك جزيرة بهذا الاسم و انهارت بهذا الشكل؟ أم أن هذا مجرد كابوس لا علاقة له بالواقع ؟

أخذ إداورد يفكر لبرهة ثم قرر أن يكتب كل ما حدث في هذا الكابوس بقلم على أوراقه البيضاء، و الأحداث مازالت ساخنة في رأسه، ثم بعد ذلك يبدأ البحث عن هذه الجزيزة ليحاول جمع معلومات عنها ليتأكد من صحة هذا الكابوس، و إذا وجد الأمر أنه مجرد كابوس بالفعل، سيعتبره الهاماً من الله لقصة قصيرة خيالية جديدة، خاصة و انه يعاني منذ من نضوب الأفكار و قلة الالهام.

بعد الحلم :

سجل إدوارد كل شيء باسلوبه السلس و الجذاب و قلمه السحري الخلاق، و كتب ما رأه في الكابوس بالحرف دون زيادة أو نقصان، و بعد الانتهاء كتب على الورقة هام ثم بدأ يبحث عن المعلومات عن تلك الجزيرة، إلا أنه جاء له عمل في عجالة،فاضطر الخروج من الجريدة مسرعاً، و ترك الورقة على مكتبه.

إدوارد سامسون و الحلم الخارق :

دخل عليه رئيس التحرير ليتفقده و يعرف منه إذا عثر على خبر أم سيكتب إحدى قصه الخيالية، ليجد تلك الورقة على مكتبه و يقرأها، فيظن أنه خبر حصري و أن إدوارد نسي ارساله للمطبعة، فيطلب رئيس نشر الخبر في الصفحة معتبراً جريدته منفردة بهذا الخبر الحصري الرائع.

و انتشر الخبر في الأنحاء بنفس سرعة انتشار النار في الهشيم، وتعاطف القراء مع أهالي الجزيرة المنكوبين، وأخذت باقي الصحف تتناقل الخبر وتتحدث عن ذلك الصحفي المتميز الذي كان له السبق في الكتابة عن تلك الكارثة، ولكن أعداء النجاح والجرائد المنافسة بدأوا يتسائلون عن حقيقة هذه الجزيرة وموقعها، ولماذا لم يسمع أحد آخر عنها؟، وطبعًا كان إدوارد في حالة صدمة من تلك الأحداث، ولكنه استجمع شجاعته وصارح مديره بالحقيقة وأن كل ذلك ما هو إلا كابوس سخيف ليس له معنى، وقام رئيس التحرير وقتها بعقد مؤتمر صحفي اعتذر من خلاله للقراء وللصحف الأخرى وأخبرهم بأن الموضوع سوء تفاهم، ولكن تفاقمت الأزمة وقتها فقرر طرد إدوارد من عمله لتهدئة الوضع.

أشهر صحفي في العالم :

انتهى الامر على ذلك و اصبح  إدوارد الصحفي الكاذب الذي يدعي الأحبار و يطلق على أحلامه السبق الصحفي و لم تقبل أي جريدة أخرى تعينيه لديها، و لكن بعد مرور أسبوعين فقط، أصبحت الصحف تتهافت و تتسابق لتعيين إدوارد معها، و تقدم له كل الاغراءات و العروض التي لا يمكن رفضها، فماذا حدث ؟

بعد اسبوعين فقط من تلك الواقعة، ظهرت فجأة سفينة تجارية ضخمة قادمة من المحيط الهادي، وكانت السفينة شبه مدمرة تقريبًا، والطاقم يبدو وكأنه خاض حربًا للتو، وبعدما تلقوا المساعدة والعلاج، حكوا في التحقيقات أنهم نجوا من انفجار بركاني ضخم حدث في جزيرة اسمها كراكاتاو، وكان ما حكوه هو نسخة مفصلة من حلم إدوارد، طبعًا انتشر ذلك الأمر بسرعة رهيبة، وثارت التساؤلات حول إدوارد وحلمه، وعادت صحيفة بوسطن جلوب للأضواء مرة أخرى وهي تتفاخر بكونها أول من تحدث عن الجزيرة، و أول من تنبأ بهذ الكارثة الطبيعية، و قدمت له جريدة بوسطن جلوب التي كان يعمل بها وحصل على جائزة صحفي العام، و فضل إدوارد العودة للجريدة التي كان يعمل بها، باعتبارها صاحبة الفضل في تلك الشهرة الفائقة التي حصل عليها و أن كان هذا عن طريق الصدفة .

أحلام حقيقية :

و المفاجأة الثانية في الأمر أن جزيرة كراكاتاو، التي انهارت و اختفت حالياً من الخريطة بعد ما حدث بها من غضب للطبيعة تسبب في اندثارها، كان اسمها الأول و القديم جزيرة برالاب، أي أن كابوس إداورد كان دقيقاً و لم يخطيء في أدق التفاصيل.

و حتى لاآن لا يوجد أي تفسير لما حدث مع إداورد و لا يعرف العلماء السبب في رؤية مستقبلية بهذه الدقة لحدث عالمي من قبل شخص بعينه دون عن البقية، و مازال الأمر  في حيز الاعجاز الذي لا أحد لا يمكن معرفة أسبابه.

داليا محمد

لمزيد من التفاصيل عن اخبار المنوعات من هنا