اهم الاخبار
الجمعة 19 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

ستفترق أمتي

محمود ربيع.. ليسانس
محمود ربيع.. ليسانس الحديث وعلومه جامعة الأزهر

تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة !

قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: "افترقت اليهود على واحد وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا ما عليه أنا وأصحابي"

هذا الحديث هو من أشد ما يتمسك به التكفيرين لتسويغ تكفيرهم للمسلمين وترويعهم للآمنين وليتهم يفهمون! .

فأقول وبالله التوفيق:

إذا أُطلق لفظ الأمة قُصد به معنيان:

إما أمة الدعوة

وإما أمة الإجابة

وأمة الدعوة يُقصد بها كل من جاء بعد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ووجب عليه الإيمان به سواء ءامن بالفعل أو لم يؤمن فهي تشمل كل الناس مسلمين وغير مسلمين

وأمة الإجابة يقصد بها كل من ءامن بسيدنا النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

والمقصود هنا هي أمة الدعوة أي الذين جاءوا بعد النبي - صلى الله وسلم عليه وعلى آله - فقد افترقوا إلى يهود ونصارى ومجوس وهندوس وبوذيين وسيخ ... الخ .

ولسائل أن يسأل:

كيف يكون ذلك وعدد الديانات الوضعية أضعاف أضعاف العدد المذكور في الحديث وهو "الثلاثة والسبعون" ؟!!

والإجابة : أنّ السبعين إذا جاءت في كلام العرب قُصد بها الكثرة الشديدة كما ورد في محكم التنزيل "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم" لذلك لما نزلت هذه الآية قال النبي - صلى الله وسلم عليه وعلى آله - "لو علمت أنني لو زدت عن السبعين غفر الله لهم لزدت عن السبعين"!

ولكن جاءت السبعين هنا لبيان الكثرة أي: مهما تستغفر لهم فلن يغفر الله لهم .

وهو كقولنا "فعلت كذا وكذا كذا مئة مرة أو ألف مرة" ونحن لا نقصد العدد ولكن نقصد مفهوم العدد وهو الكثرة .

ولمناقشٍ أن يقول:

لو كان كلامك صحيحًا لما ذكر بعد السبعين واحدًا في اليهود واثنين في النصارى وثلاثة في أمته!

أقول:

بل هذا دليل لي؛ ألا ترى أن النبي - صلى الله وسلم عليه وعلى آله - أراد أن يبين زيادة فرق النصارى على اليهود وزيادة فرق أمته على النصارى ؟!

وكونه يزيد رقمًا واحدًا فقط فهذا دليل على أنه يقصد معنى الزيادة لا عدد الزيادة فكيف تزيد فرق النصرانية على فرق اليهودية فرقة واحدة فقط رغم أكثريتهم عليهم ؟!

فالمقصود من الحديث - إن صحت روايته هكذا ففي الحديث اضطراب - أنّ الذين جاءوا بعد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سيفترقون افتراقًا كثيرًا في العقيدة، ولن ينجو من هذه الفرق كلها إلا المسلمون.

بقلم: محمود ربيع.. ليسانس الحديث وعلومه جامعة الأزهر